يتساءل كثيرون إلى أين تتجه الأوضاع في ليبيا بعد دخول وقف إطلاق النار في 12 يناير في طرابلس حيز التنفيذ، وجاء بعد دعوة تركية روسية لكلا الطرفين إلى وقف الأعمال القتالية واستئناف المسار السياسي، ومن المنتظر توقيع السراج وحفتر على الاتفاق النهائي لوقف إطلاق النار اليوم الاثنين.
الاتفاق الروسي التركي يبدو أنه نقل المعركة من ميدان المعارك إلى طاولات الحوار، خاصة بعد تحديد الـ19 من يناير موعدا لعقد مؤتمر برلين الذي يعول عليه كثيرون في حل الأزمة الراهنة.
تغيرات واسعة
الكاتب عبد الله الكبير يرى أن المشهد الليبي سيشهد تغيرات واسعة بعد توقيع وقف إطلاق النار، وأن تحالف حفتر مرشح للتفكك وهو ما سيزيل بعض الخوف من نفوس سكان المناطق التي يسيطر عليها.
وأضاف الكبير، في تصريح للرائد، أنه لا بد لحكومة الوفاق أن تواصل نهج الشفافية مع الشعب وتشرع في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والترتيبات الأمنية في العاصمة كي تحافظ على تماسك صفوفها.
وتابع الكبير أن وقف إطلاق النار لا يعني أن الصراع مع الثورة المضادة قد حسم نهائيًّا، لكن الأصعب مضى، ولن تكون المعركة السياسية أقل حدة؛ ولذلك على القوى السياسية الاستعداد لها.
الحل في برلين
في حين يقول الكاتب الصحفي إبراهيم عمر، إن هناك أملا كبيرا يُعقد على مؤتمر برلين في وضع حلول لمسارات الأزمة السياسية والأمنية والاقتصادية.
وأوضح عمر للرائد أن تركيا التي كانت سببًا في تغير الدور الروسي من داعم لحفتر إلى معارض للحرب، وتحويله إلى دور داعم للاستقرار ـ ستواصل جهودها من أجل إنجاح وقف إطلاق النار، والمضي في العملية السياسية.
التكهن بالقادم صعب
في المقابل، بيّن الكاتب على أبوزيد أن التكهن بالسيناريو القادم أمر صعب بسبب غموض المؤشرات الحالية، ولكن يمكن اعتبار وقف إطلاق النار أولى مراحل إنهاء المشروع العسكري.
وأكد أبوزيد للرائد ضرورة العمل على تلافي الأخطاء السابقة في العملية السياسية، والعمل على ترميم مجلس النواب وإصلاحه.
غموض المشهد الحالي وما يدور في فلك الاتفاق التركي الروسي الذي أوقف إطلاق النار يجعلنا ننتظر ما ستسفر عنه الأيام القادمة من عملية سياسية يبدو أنها لن تكون أقل حدة من العمليات العسكرية.