منذ ظهوره على إحدى القنوات المملوكة للإمارات، استخدم حفتر أكثر الشعارات تأثيرًا على المواطنين كـ “الإرهاب” وشماعة “الإخوان المسلمين” و”الجماعات المسلحة المتطرفة”، مستعينًا بتجربة الانقلاب المصري واستحواذ السيسي على الحكم.
حفتر لم يترك أي بلد يُعارض سياسات الإمارات والسعودية إلا وأقحمهم في الشأن ليبيا وحسبهم على المعارضين له ولمشروعه، فبدأ باتهام قطر ثم تركيا وأخيرًا إيران، إلا أن حقيقة الأوضاع على الأرض أثبتت العكس بالصوت والصورة؛ الأمر الذي جعل الكثير من هذه الشعارات غير فعالة، وفي هذا التقرير سنعرض ما انكشف حتى الآن بعد مرور 200 يوم على عدوان حفتر على طرابلس.
فرنسا
حاولت فرنسا في أكثر من مرة، وقبل الرابع من أبريل، تمثيل دور الوسيط، فسعت مرارًا وتكرارًا لفرض حفتر على طاولة الحوار، وتحويله من رجل عسكري متقاعد إلى سياسي بإمكانه المساعدة في حل الأزمة في ليبيا، مع مرور الأيام وإعلان حفتر عدوانه على العاصمة تكشفت نوايا فرنسا وانحيازها لدعم عسكرة الدولة من خلال تقديمها الجنود والأسلحة لحفتر للسيطرة على البلاد.
فبعد سيطرة حفتر على مدينة غريان بعد انسحاب قوة حماية المدينة خوفًا على المواطنين، تمكن الجيش التونسي من القبض على عدد من رجال الاستخبارات الفرنسية كانوا في مهمة داخل ليبيا، ليتضح لاحقًا بحسب صحف عالمية وفرنسية خاصة، أن هذه المجموعة أنشأت غرفة عمليات عسكرية لحفتر داخل غريان، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبعد سقوط غريان في قبضة الجيش الليبي عُثر على أسلحة حديثة كانت قد باعتها الولايات المتحدة الأمريكية لدولة واحدة وهي فرنسا، الأمر الذي جعل قناع الوساطة والدبلوماسية يسقط عن وجه حكومة باريس، ويضعها ضمن خانة المتحيزين لقوة السلاح لا للسلام والحوار.
الإمارات
تحاول الإمارات منذ اندلاع ثورات الربيع العربي حماية نفسها من “الديمقراطية”؛ ولتحقيق هذا الغرض سعت جاهدة لإفساد مطالب الشعوب الأخرى في مصر وليبيا واليمن.
الإمارات كشفت عن مساعيها بشأن ليبيا بعد أن تبنت خطاب انقلاب حفتر على الشرعية عام 2014، وأصبحت الحليف العسكري له وأمدته بحاجته من السلاح والجنود والطائرات المسيّرة، كما أنشأت قاعدة لها في منطقة الخروبة شرق بنغازي.
روسيا
لم يكتف حفتر بدعم الدول السابقة له في انقلابه وعدوانه الأخير على العاصمة، فاستعان بمرتزقة روس، بحسب صحف روسية، لمساعدته في اقتحام العاصمة واختراق السد الذي شكلته قوات الجيش الليبي في المنطقة الغربية.
صحيفة “موسكو تايمز” الروسية قالت، إن أكثر من 100 مرتزق روسي وصلوا إلى قاعدة في ليبيا في أوائل سبتمبر الماضي، قتل منهم نحو 35 في غارة جوية في وقت لاحق من ذلك الشهر.
وأوضحت الصحيفة، أن الجيش الخاص الذي له ارتباط بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يقدّم مساعدة غير رسمية لقائد ليبي يشن هجومًا ضد حكومة البلاد المعترف بها دوليًا، في إشارة لحكومة الوفاق وقواتها في المنطقة الغربية.
الجنجويد
بعد صعود نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بـ “حميدتي” إلى السلطة في السودان، قدم ضمانات للسعودية بدعمها في الحرب باليمن، ودعم حفتر لبسط سيطرته في ليبيا ومده بالمرتزقة من داخل السودان، وتسهيل قدوم آخرين من دول إفريقية أخرى.
التزام “حميدتي” بدعم حفتر تبيّن بعد أن تمكن الجيش الليبي من القبض على عدد كبير من المرتزقة “الجنجويد” ونشر مقاطع مصورة لهم توضح قتالهم في الصفوف الأمامية مع باقي عناصر حفتر، المرتزقة الذي قُبض عليهم في مدينة غريان اعترفوا بتسلمهم أموالا للقتال بجانب العناصر المعتدية على العاصمة.
وبعد مرور 200 يوم على العدوان على العاصمة وفشل حفتر في الاستحواذ على أي مناطق جديدة رغم استعانته بالعديد من الدول والمرتزقة وتسلمه للأسلحة والذخائر والأموال، يصرّ أنصار حفتر على اتهام حكومة الوفاق الشرعية بالتفريط في سيادة الوطن ويغضون الطرف عن الباب الذي فتحه حفتر على مصراعيه لكل من يساعده في الوصول للسلطة.