in

هل ستُطفأ أنوار معهد القويري الديني بمصراتة؟

يواصل معهد القويري الديني بمصراته مسيرته التي بدأها في خمسينيات القرن الماضي، إلا أن ثمة ما يعرقل مسيرة المعهد الذي خرّج أجيالاً أثروا الحركة العلمية والتعليمية في البلاد

لا يبدو مدير معهد القويري الديني الشيخ “عبد العاطي قلاو” متفائلاً في حديثه عما يتعرض له المعهد بداية من عدم إعلان نتيجته عبر الانترنت أسوة بخريجي الشهادات الثانوية ولا مساواة خريجيه بخريجي الثانويات، ولا تسمية أوائل المعهد .

وفي تصريحاته لـ الرائد أشار إلى مطالبتهم في أكثر من مرة وزارة التعليم عبر مراقبة تعليم مصراتة بتوفير الإمكانيات للمعهد، بينها توفير بعض المناهج، لكن دون جدوى، وفق قوله

وأضاف “قلاو” أن التشدد لم يدخل لليبيا إلا بعد إغلاق المعاهد الدينية

ووفق مصادر، كانت الدراسة بمعهد القويري تتبع نظام الأزهر، فيما كان يرتدي طلاب المعهد آنذاك زياً موحداً “الزي الأزهري”، وقد خرجت أول دفعة بالمعهد عام 1955م وضمت 16 طالباً تحصلوا على الشهادة الابتدائية.

وشدد الكاتب الصحفي “محمد الزعلوك” في حديثه لـ الرائد على أهمية المعهد، فقال، إن المعهد خرّج قضاة وأساتذة، أثروا الحركة العلمية والتعليمية في البلاد، واصفاً دور المعهد في خمسينيات القرن الماضي بـ “الرائع”.

ورأى إن إيقاف التعليم الديني شجّع على نمو حركات التطرف التي جندت الكثيرين في صفوفها، مطالباً الحكومة بتقديم مزيد من الدعم للتعليم الديني، لا سيما معهد القويري؛ لتواصل دورها في الفقه والتفسير والحديث الشريف بما يتناسب مع المذهب المالكي الوسطي.

وشجعت الثورة ضد النظام السابق في ليبيا، خريجو المعهد من أساتذته والمهتمين بأمره على إعادة افتتاح أبوابه عام 2011 بعد عقود من إغلاق النظام السابق للمعهد، بحسب المهتم بشؤون التعليم الديني بمصراته الشيخ “علي أحمد فريفر”.

واتفق محدثنا مع سابقه على دور المعهد في تخريج أعلام أجلاء يصعدون المنابر ويتولون القضاء الشرعي، علاوةً على أهمية المنهج الذي يدرسه المعهد باعتباره يحارب الفكر المتطرف بالفكر الوسطي، لا بالسلاح، وفق حديثه.

وأشار “فريفر” إلى مناقشات يعقدونها مع وزير التعليم من أجل الاهتمام بالتعليم الديني، لا تهميشه على خلفية قرار الوزير للعام الماضي بوقف قبول التلاميذ .

وكان وزير التعليم بحكومة الوفاق الوطني قد أصدر العام الماضي تعميماً لمراقبات التعليم بوقف قبول التلاميذ في المعاهد الدينية للعام الدراسي 2018-2019م بهدف تأطير ومراجعة المناهج.

لا يختلف الشيخ “علي عبد الحميد ” مدير المعهد المتوسط للدراسات الإسلامية فرع مصراتة مع سابقيه على دور معهد القويري في المحافظة على الإسلام الوسطي من الغلو والتطرف.

وقال “عبد الحميد” لـ الرائد، إن الدولة تهمش معاهد التعليم الديني، من ضمنها معهد القويري الديني، وعزا حديثه إلى إعلان نتائج الشهادة الثانوية الأسبوع الماضي، وكأن معهد القويري الديني ليس من بينها، وفق قوله.

وأبدى أسفه لقيام وزير التعليم بتقديم فكرة مغلوطة عن التعليم الديني وربطه بالإرهاب، إلا أنه رد على ذلك بقوله، إن التطرف لا يمكن مواجهته بالسلاح، وإنما بالفكر والحصيلة العلمية والعقيدة الصحيحة .

“معهد القويري الديني، إضاءة الخمسينيات في مصراتة”، هكذا أسمى الكاتبان “أحمد نصر، والراحل “أحمد جهان الفورتية” كتابهما عن معهد القويري الديني اللذان كانا من طلابه يوماً خلال الخمسينيات، فهل ستهتم وزارة التعليم بالمعهد؛ كي يواصل مسيرته المضيئة.

الهيئة العليا للتجمع الوطني الليبي تحذر الرئاسي من استغلال الحرب لتوزيع المناصب على أساس المحاباة

الخارجية الإيطالية تؤكد على أهمية دور واشنطن في استقرار ليبيا