Menu
in

“النازحون من جنوبي العاصمة”… معاناة متزايدة مع قرب انتهاء الشهر السادس من العدوان

تتزايد معاناة النازحين في ليبيا مع بلوغ العدوان على العاصمة طرابلس شهره الخامس، ومع قرب انطلاقة العام الدراسي الجديد.

تقيم داخل المبيت الجامعي بعين زارة 560 أسرة، تؤمّن لها لجنة الأزمة بالبلدية وجبة إفطار ووجبتي غداء وعشاء، وتوفر لها مساعدات غذائية وغير غذائية بين الحين والآخر.

داخل غرفة بالمبيت، تقيم أسرة “صلاح بلال” بعد أن أجبرها الرصاص الكثيف والقذائف المنهمرة على الفرار وترك شقتها في الطريق بين معسكري النقلية واليرموك

يقول “صلاح” ذو الثمان والأربعين عاما لـمراسل الرائد،ً إن اندلاع القتال في الرابع من أبريل أجبره على ترك شقته الواقعة في عمارة تقع بين معسكرين، واصفاً وضعه الحالي بالمأساوي رغم أنه كان يسكن بمقابل إيجار شهري.

وتابع الرجل وهو أب لخمسة أطفال، أن الظروف أجبرته على جمع بقايا الخبز في المبيت وطحنها ثم بيعها للصيادين ومربي المواشي؛ للحصول على مال إضافي يعول به أسرته، مضيفاً أن الحكومة لم تقدم له طيلة فترة نزوحه إلا 1000 دينار دفعت لمرة واحدة، مع مزيد من الصبر، وفق قوله.

لكن “وداد عون” – 38 عاماً – التي نزحت من منزلها بطريق الأبيار بعين زارة إلى الرياضية معاناتها تبدو مختلفة قليلاً عن سابقها، فقد اختارت وزوجها الإقامة في شقة مقابل إيجار شهري 1300 دينار على الإقامة في المبيت الجامعي الذي وفرته بلديتها؛ بسبب الفوضى به، حسب وصفها.

وأبدت “عون” تذمرها من عدم تقديم الحكومة أي دعم مادي، مضيفة أنها توفر احتياجاتها وزوجها من مرتبها الذي لا يتجاوز 740 ديناراً ومعونات أسرتها، وقالت بغضب.. “نخطط لوقفة احتجاجية؛ لإظهار معاناتنا ولمطالبة الحكومة بالاهتمام بنا”

وتتولى إدارة ملف النازحين لجان الأزمة بالبلديات الليبية بمساعدة وزارة النازحين والمهجرين وبعض مؤسسات الدولة، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، بينها جمعيتا الهلال الأحمر والطاهر الزاوي الليبيتين، ومنظمة الصليب الأحمر الدولية.

إذ أفصح عضو بلدية زليتن ورئيس لجنة الأزمة بالبلدية “عبد السلام عصمان” عن إيواء بلديته 2470 أسرة نازحة، مضيفاً أن ما قدمته بلديته للنازحين تمثل في مأوى ودفع بدل إيجارات لبعض الأسر، بالتعاون مع بعض المؤسسات الخيرية.

ولم يخف “عصمان” في تصريح للرائد حصولهم على 5 ملايين دينار من المجلس الرئاسي؛ لمعالجة ملف النازحين داخل البلدية، إلا أنه قال، إن استمرار الأزمة سيثقل كاهل المدينة وسيحول دون تقديم مزيد من المعونات للنازحين.

rptnb

اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكدت للرائد اهتمامها بشأن النازحين وقال، إنها قدمت منذ بداية النزوح مساعدات غذائية وغير غذائية استهدفت 2296 أسرة نازحة في مصراتة وزليتن والخمس ومسلاتة، إضافة إلى توزيع بطاقات للشراء على 1627 عائلة نازحة في مصراتة والخمس.

وفي حوار سابق مع الرائد، أكد وزير الدولة لشؤون النازحين والمهجرين “يوسف جلالة” حلحلتهم 80٪ من ملف النازحين والمهجرين، مؤكداً أن عودة الملف للظهور كانت بعد العدوان على العاصمة طرابلس مطلع أبريل الماضي.

وأضاف “جلالة” في حديثه للرائد أن وزارته أحصت 24000 عائلة نازحة فرت من مناطق الاشتباكات جنوبي العاصمة طرابلس، مشيراً إلى حصولهم على 120 مليون دينار من قبل حكومة الوفاق الوطني، مؤكداً أنهم في انتظار تسييل 100 مليون إضافية.

وشدد “جلالة” على أن النازحين يعانون ظروفاً صعبة، رغم جهود وزارته ولجان الأزمة بالبلديات والشركاء المحليين والدوليين.

ورأى المهتم بالشأن الاقتصادي “عبد الحميد فضيل” أن النازحين لديهم “معاناة مركبة” تمثلت في معاناتهم السابقة من مشاكل السيولة وتأخر المرتبات ونحوها، إضافةً إلى تأثرهم بظروف النزوح الصعبة.

وأضاف فضيل أن عدداً من العائلات النازحة كان لها نشاط تجاري يساعدهم في أمورهم المعيشية وتوقف منذ نزوحهم، موضحاً أن ارتفاع أسعار إيجارات الفنادق والشقق الفندقية وأماكن الإقامة أمر طبيعي؛ لارتفاع الطلب عليها.

وطالب “فضيل” في تصريح للرائد الحكومة بالتدخل العاجل، مؤكداً أن انطلاقة العام الدراسي ستزيد من معاناة النازحين، مقترحاً توفير وسيلة مواصلات لأبناء العائلات النازحة من الطلاب.

ومع احتادم الاقتتال جنوبي العاصمة طرابلس، و الدمار الدي خلفه عدوان حفتر فإن أمل النازحين في العودة لبيوتهم في القريب العاجل لا زال بعيدا، فمن المسؤول عن تشريد هؤلاء؟

أُترك رد

كُتب بواسطة raed_admin

Exit mobile version