قال آمر الكلية الجوية بمصراتة وآمر غرفة عمليات الطوارئ بالقوات الجوية اللواء طيار “مفتاح محمد عبجة”، إن عدد طلعات طائرات سلاح الجو في عملية بركان الغضب بلغ حتى الآن قرابة 461 طلعة جوية، بين استطلاعية وقتالية وحمائية، وقدم سلاح الجو ثلاثة شهداء سقطوا أثناء صد عدوان حفتر على طرابلس، مؤكدا أن سلاح الجو نجح عند بدء العدوان في إيقاف قوات حفتر الانقلابية حتى استطاعت القوات البرية صده على الأرض.
ووصف في حوار مع شبكة الرائد الإعلامية الطيّارين الليبيين بـ ”المغامرين”؛ لعدم توافر شروط السلامة في الطائرات التي يحلّقون بها، مُشيداً بدورهم في ملاحقة الإرهابيين والانقلابيين، وفيما يلي تفاصيل الحوار المطول.
السيرة الذاتية للواء طيار مفتاح عبجة
تخرج من الكلية الجوية بمصراتة طيّارا مقاتلا عام 1980م في الدفعة الرابعة، وقد درس في الكلية الجوية 4 سنوات
قاد طائرات الميراج 5، وشارك في مشاريع تعبوية عديدة مع القوات الجوية
تولى في 23 مارس 2015م منصب آمر الكلية الجوية بمصراتة، وكُلف في أبريل من العام نفسه بإمرة غرفة عمليات الطوارئ بالقوات الجوية
رقي من عميد طيار إلى لواء طيار “ترقية شرفية” عقب انتهاء عملية البنيان المرصوص التي قضت على تنظيم الدولة في سرت
– ما هو دور الكلية الجوية بمصراتة في معركة “بركان الغضب”، وهل اقتصرت مشاركتكم على تنفيذ طلعات جوية استطلاعية وقتالية فقط؟
الكلية كان لها الدور الكبير في عملية “بركان الغضب”، وكانت مشاركتها ناجحة جداً، بعدما تنادى الفنيون والطيارون في بداية العدوان على العاصمة طرابلس، وبدأنا عملياتنا في وقف تقدم القوات الانقلابية المجرمة التي حاولت غزو طرابلس في الرابع من أبريل، إذ استطعنا إيقاف تقدم تلك القوات بضربات عنيفة إلى أن تمركزت قواتنا على الأرض.
وقد نفذنا في معركة “بركان الغضب” حتى الآن قرابة 461 طلعة جوية، بين استطلاعية وقتالية وحمائية، وقدمنا خلال عملياتنا الجوية ثلاثة شهداء من طيارينا البواسل هم العميد طيّار “إمحمّد البرقلي”، والعقيد طيّار “ساسي الحبازي”، والعقيد طيّار “نوري التواري”.
وهنا لا يفوتني أن أشير إلى أن القوات الجوية كانت تراقب وترصد بشكل جيّد تحركات الميليشيات الغازية أثناء تجمعها وتمركزها في الجفرة والجنوب قبل الرابع من أبريل، ولم نقم بضربها أو التعامل معها؛ لأن الأوامر لم تصدر لنا بذلك.
خلال أزيد من أربعة عقود على تأسيسها، هل استفادت الكلية من الدفعات الأربع والثلاثين خرجتها؟
صراحةً لم تستفد من جميع الدفعات، ومن تنادى هم الوطنيون فقط.
لو حدّثتنا عن جهودكم في مكافحة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين، وهل لك أن تطلعنا على عدد الضربات التي وجهتموها لداعش في سرت خلال عملية البنيان المرصوص؟
لم تقتصر عملياتنا ضد تنظيم الدولة “داعش” على عملية البنيان المرصوص فحسب، فقد بدأنا العمل قبل انطلاق العملية باستهداف التنظيم الإرهابي في زلة والجفرة وجنوب سرت والنوفلية، كما أننا استهدفناه عقب تدميره بوابة رأس لانوف، وكان تحركنا في الوقت الذي تحجج فيه سلاح الجو التابع لحفتر بعدم إمكانية وصوله لرأس لانوف، وتحركنا واستهدافنا لهذا التنظيم كان انطلاقا من وازع وطني؛ لأن الموانئ النفطية ليست حكرا على شخص، وإنما لكل الليبيين، وقد استطعنا تحييدهم وإبعادهم عن الموانئ.
وفيما يتعلق بعدد الطلعات التي نفذها سلاح الجو الليبي ضد تنظيم الدولة الإرهابي من مارس 2015م حتى انتهاء عملية البنيان المرصوص ـ فقد بلغت 3200 طلعة، 400 منها كانت لنقل الجرحى والشهداء، وبقية الطلعات كانت بين استطلاعية وقتالية ونقل للأسلحة والذخائر من مهابط زوارة وقاعدة الجفرة والكلية الجوية مصراتة إلى خطوط القتال.
وعلى ذكر معركة البنيان المرصوص، لا يفوتني أن أذكّر أن الكلية الجوية بمصراتة قدمت شهيدين، هما اللواء طيار “مختار فكرون” والعميد طيار “عمر دوغة” الذين سقطت طائرتهما في أغسطس من عام 2016م أثناء تنفيذها طلعة قتالية.
هل تحولت الكلية بالفعل من مكان للتدريب إلى قاعدة لانطلاق الطائرات التي تتعامل مع الإرهابيين والانقلابيين؟
بدون شك، ويشهد بذلك العدو قبل الصديق؛ لأن الكلية كانت وحدة تدريبية خاصة بتدريب الأطقم الجوية من طيارين وفنيين، وطياري الطائرات العمودية والنقل، وكذلك المراقبة الجوية والمهندسين، وقد تحولت الكلية بعد عام 2011م من وحدة تدريبية إلى وحدة قتالية؛ لأن المرحلة تتطلب ذلك، كما أن الطيارين الليبيين مغامرون؛ لعدم توافر شروط السلامة في الطائرات المتهالكة التي يحلقون بها.
ماذا عن إمكانيات الكلية اليوم؟ وكيف ترون دعم حكومة الوفاق لكم؟
إمكانيات الكلية بصراحة متواضعة، والدعم المُقدم لها لا يُذكر وعلى استحياء؛ لأن الكلية الجوية تشمل الطيارين والفنيين وهؤلاء يحتاجون إلى 3 سنوات لتدريبهم وتخريجهم، ومن هذا المنطلق أطالب بضخ دماء جديدة من فنيين وطيارين ومهندسين لتدريبهم، إذ يوجد لدينا برنامج تدريبي أحطنا به الجهات المسؤولة في الدولة لتفعيله، أما فيما يتعلق بالدعم، فالدعم بقيمة مليونين أو 10 ملايين لا يكفي حتى لصيانة طائرة.
هل تحتاجون إلى طائرات حديثة أيضاً؟
الطائرات الحديثة يمكن أن تكون في المستقبل؛ لأننا في المنطقة الغربية نعدّ أنفسنا تحت البند السابع الآن.
هل نفهم من حديثك هذا أن المناطق الخاضعة لنفوذ حفتر تتحصل على طائرات حديثة؟
لا أقول المناطق الخاضعة لنفوذ حفتر؛ لأن حفتر لا نفوذ له، بل أقول المناطق الخاضعة للدول الداعمة له والمتورطة معه.
هناك استغراب وإشادة في الوقت ذاته، طيّارون يُحلّقون بطائرات متهالكة، هل تعذر عليكم إجراء صيانة لها أو توفير أخرى جديدة؟
الطائرة حينما تخضع للصيانة مرتين أو ثلاثا تعدّ في حكم المنتهية، وأعمال الصيانة يقوم بها فنيون ليبيون، ونحن بحاجة إلى طائرات حديثة، ولا بد من نظرة جادة للكلية الجوية، فأين الدولة وأين الدعم؟
برأيك ما الذي تريده الإمارات ومصر والسعودية التي ثبت تورطها في دعم عدوان حفتر على العاصمة طرابلس؟
أولاً: دعني أعلق على هذا “المعتوه” الذي مكّن أبناءه من المؤسسة العسكرية وأعطاهم رتباً وأصبحوا يقودون قطعاناً دون أن يتلقوا تدريباً واحداً أو يتخرجوا من الكلية العسكرية، أما الإمارات ومصر والسعودية فهم لا يريدون دولة ديمقراطية في الشرق الأوسط؛ لأن الديمقراطية ستكون خطراً عليهم.