Menu
in

حفتر يقر بالدعم الفرنسي، ويؤكد أن حق فرنسا محفوظ في ليبيا، فما هو الثمن يا ترى؟

فرنسا تدعم حفتر بالسلاح وبالمستشارين، باعترافها وباعتراف حفتر نفسه، وفي نفس الوقت تعلن ويصرح مسؤولوها باعترافها ودعمها لحكومة الوفاق .

هذا التناقض الفاضح أو الصارخ، كشفته الوقائع والأحداث، بل وعبر عنه حتى المسؤولون الفرنسيون عندما انفضحت تحركاتهم في ليبيا، ففي حين تنفي وزارة الخارجية الفرنسية دعم حفتر، تؤكد وزارة الدفاع وجود أسلحة ومستشارين وخبراء، وهم ليسوا موجدين في الفنادق فقط، بل وكشفوا أنهم في غرف العمليات العسكرية وفي أراضي المعارك.

وكشف ذلك المسؤولون الفرنسيون، بداية من الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، الذي خرج وأعلن في يوليو 2016، مقتل ثلاثة عسكريين فرنسيين، كانوا لقوا حتفهم على متن مروحية في ليبيا، واعترف بأنهم ينفذون عمليات استخباراتية.

وحفتر نفسه أقر في لقائه مع صحيفة الجورنال الفرنسية بالدعم الفرنسي الذي وصفه باللامحدود، قائلاً، إن الفرنسيين ضحوا بثلاثة منهم لأجلنا، في إشارة للطيارين الفرنسيين المشار إليهم سابقاً، معترفاً بأن فرنسا أرسلت لنا بدائل لهم سريعا، وفق قوله.

وما الاستيلاء على الصواريخ الفرنسية في غريان بعد تحريرها إلا دليل يضاف لتدخل فرنسا في ليبيا ودعمها المفضوح لحفتر، باعتراف وزارتي الخارجية والدفاع الفرنسية، بعد إعلان الدفاع الأمريكية بأن الصواريخ بيعت لفرنسا.

وزارة الدفاع الفرنسية، قالت في تبريرها، إن الهدف من الصواريخ التي عثر عليها في غريان كان الحماية الذاتية لوحدة عسكرية فرنسية أُرسلت للقيام بعمليات لمكافحة الإرهاب، وأنها معطوبة ويراد إتلافها وكأن ليبيا مكبٌ للنفايات، في تبرير غير منطقي.

وفيما سبق من شهور، ضبطت السلطات التونسية، مجموعة تتكون من 13 فرنسياً، قدموا إلى تونس عبر ست سيارات رباعية الدفع، تحت غطاء دبلوماسي، ومعها أسلحة وذخيرة، كانت تحاول التسلل من ليبيا إلى تونس، الأمر الذي يؤكد بأن فرنسا تعبث بليبيا وبالليبيين وبمستقبل بلادهم.

وقد نقلت في وقتها تقارير إعلامية، بأن هؤلاء العناصر كانت تقدم الاستشارة والدعم لحفتر، هذا الحادث سلط الضوء من جديد على الدور “المفضوح” لفرنسا في ليبيا.

وعود من حفتر بامتيازات نفطية

وقال، الكاتب والمحلل السياسي، علي أبوزيد، إن دعم فرنسا لحفتر يأتي؛ بسبب وعود الأخير لها بامتيازات له في قطاع النفط والطاقة في حال وصوله إلى السلطة، وهذا ما يخلق حالة التنافس مع دول أوروبية على رأسها إيطاليا.

وأضاف أبوزيد، في تصريح، للرائد، بأن سبب التناقض في الدور الفرنسي مرجعه إلى أمور من أهمها المصالح الفرنسية في الوسط الأفريقي والتي تسعى للحفاظ عليها من خلال مقاربة أمنية خاصةً في ليبيا، وهي تجد في حفتر ومليشياته أنموذجاً دكتاتورياً مشابهاً لأغلب دول الوسط الأفريقي لذلك تدعمه برغم اعترافها بشرعية حكومة الوفاق.

وأوضح، بأن فرنسا ترى في نجاح التجربة الديمقراطية في دول الربيع العربي تهديداً لمصالحها في هذه الدول، وقد بدا هذا واضحاً في تخوفها من الحراك الشعبي في الجزائر.

عبدالله الكبير وعود حفتر ستجعلها المهيمن على ثروات الليبيين

ومن جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي، عبدالله الكبير، أن وعود حفتر لفرنسا بتمكينها في ليبيا، موضحاً أن تمكين حفتر من الاستحواذ على السلطة في ليبيا يضعها في مرتبة المهيمن فيما بعد على النفوذ الأكبر في ليبيا وثرواتها وموقعها الذي يشرف على مناطق نفوذها القديم في المغرب العربي وأفريقيا جنوب الصحراء.

وقال الكبير في تصريح للرائد، إن فرنسا ترى مصالحها مع حفتر لعدة أسباب أهمها تقاطع مصالحها مع زبائن سوقها للأسلحة مصر والإمارات والسعودية، كما وأن فرنسا لا تريد رؤية أي تيار إسلامي التوجه يشارك في أي مستوى في السلطة بالبلدان المحاذية لها على ضفة المتوسط الأخرى.

الرأي العام الفرنسي

فرج دردور وأكد المحلل السياسي، فرج دردور، وجود شكوك لدى الرأي العام الفرنسي، وعند سائل الإعلام الفرنسية، في روايات مسؤوليهم، عن مبررات تدخل بلادهم في ليبيا.

وأوضح دردور، في تصريح للرائد، أن الصحف الفرنسية شككت بشكل قوي في ردود المسؤولين الفرنسيين حول تدخل بلادهم في ليبيا، التي باتت برأيهم غير مقنعة؛ لأنها جاءت بحجج ناقصة، وكذلك الرأي العام الذي بات مقتنعاً بأن بلادهم ورطت نفسها والشعب الفرنسي في ليبيا.

وبعد هده الوقائع والآراء وماخفي كان أعظم، ماتزال تُطرح تساؤلات عن طبيعة الدور الفرنسي والأهداف الحقيقية لفرنسا في ليبيا.

أُترك رد

كُتب بواسطة raed_admin

Exit mobile version