Menu
in

طرح الأحمال الكهربائية بين المحافظة على استقرار الشبكة والعدالة في التوزيع

للسنة الثامنة على التوالي تعاني المدن الليبية عامة والعاصمة طرابلس خاصة مع دخول فصل الصيف، جراء انقطاع الكهرباء المتكرر ولساعات طويلة في ظل ارتفاع الحرارة الشديد هذا العام.

الجديد في هذا الصيف أنه تزامن مع عدوان قوات حفتر على العاصمة؛ مما فاقم الأزمة وعقّدها، في ظل حالة الشبكة الكهربائية المتردية أصلا، وتوقف جميع مشاريع إنشاء المحطات الاستعجالية، وتدمير دوائر نقل الطاقة الرئيسية جراء الاشتباكات أو أعمال التخريب، وقد حذرت الشركة في بيانها من احتمال حدوث إظلام تام إذا استمر الوضع على ما هو عليه أو ازداد سوءا.

في مقابل كل هذا تظهر على السطح أيضا مشكلة أخرى هي غياب العدالة في توزيع الأحمال الكهربائية على المناطق والمدن، إذ تجدها في منطقة تبلغ 12 ساعة أو يزيد وفي غيرها نحو 4 ساعات فقط، أو ساعتان فحسب في بعض المدن، بل ثمة مدن لا تنقطع عنها بتاتا.

 طرح الأحمال بحسب الاستهلاك 

وفي معرض توضيح سبب هذا التفاوت، قال مدير دائرة الإعلام بالشركة العامة للكهرباء محمد التكوري، في تصريح للرائد، إن التحكم في ساعات طرح الأحمال مرتبط بالمدن والمناطق التي تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء، مضيفا أن العجز في الشبكة الكهربائية وصل إلى أكثر من 1500 ميغاوات.

واعتذرت الشركة العامة للكهرباء، في بيان لها في وقت سابق، عن عدد الساعات الطويلة لطرح الأحمال، معلّلة ذلك بارتفاع درجات الحرارة وعدم استقرار الشبكة.

وطالبت الشركة المواطنين بترشيد استهلاك الكهرباء؛ للحفاظ على استقرار الشبكة خوفا من انهيارها.

وأضافت الشركة أن الساعات تزيد بسبب الاشتباكات المسلحة التي تدور رحاها بجانب دوائر رئيسية ومحطات توليد الكهرباء؛ مما ينتج عنه سقوط أبراج وتعطل بعض المحطات، ومن الصعوبة الدخول لإصلاح الأعطال لوقوعها في مناطق الاشتباكات، مبينًا أن ليبيا تعدّ أكثر دولة استهلاكًا للطاقة الكهربائية مقارنة بالدول العربية الأخرى.

سوق الجمعة تطالب بإجراءات حازمة بشأن الشركة

وردًّا على برنامج طرح الأحمال غير المتساوي، طالب المجلس البلدي لسوق الجمعة المجلس الرئاسي باتخاذ إجراءات “حازمة” لحل مشكلة انقطاع الكهرباء، وبأن لا تقتصر اجتماعاته على الشركة فقط.

كما طالب البلدي، في بيان له، الرئاسي بإيجاد حل عاجل للأزمة الحالية ثم التحول مستقبلا نحو إدارة قطاع الكهرباء بالأساليب التي تنتهجها الدول المتقدمة والتي تعتمد أساسا على الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، والتخلي عن مبدأ الشركات العامة.

وشدد البلدي على ضرورة أن يراجع الرئاسي ما أُنفق من أموال خلال الأعوام الماضية دون الوصول إلى حل جذري لمشكلة انقطاع الكهرباء، وأن يبيّن للمواطنين الحقائق، مضيفا أن المواطن أصبح يرى أن هذه المعضلة مفتعلة لأسباب سياسية.

من 7 ساعات إلى 9

وبيّن العميد المكلف ببلدية أبو سليم محمد عبد الصمد، أن عدد ساعات طرح الأحمال بالبلدية يتراوح بين 7 و 9 ساعات يوميا.

وقال عبد الصمد، في تصريح للرائد، إن البلدية تعاني مثلها مثل أي بلدية أو منطقة أخرى في طرابلس بسبب طرح الأحمال.

14 ساعة

واشتكى مواطن من منطقة الفرناج بطرابلس، من أن عدد ساعات طرح الأحمال بمنطقته تصل إلى 14 ساعة في أغلب الأحيان.

وأضاف المواطن الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح للرائد، أن ذلك تسبب في إتلاف الأجهزة الكهربائية، وفساد الأطعمة في منزله، إضافة إلى أن تدهور حالة المرضى الذين لا يتحملون ارتفاع درجات الحرارة. &

أُترك رد

كُتب بواسطة ليلى أحمد

Exit mobile version