طرح رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق مبادرة لحل الأزمة الليبية المعقدة أصلاً، وزاد من تعقيدها العدوان الذي شنه حفتر على طرابلس مند الرابع من أبريل الماضي، والذي لاقى معارضة في الداخل وتنديداً من الخارج.
المبادرة التي طرحها السراج نصت على عدد من النقاط يمكن تلخيصها في عقد ملتقى ليبي بالتنسيق مع البعثة الأممية، يتفق فيه على خارطة طريق للمرحلة القادمة، وقاعدة دستورية مناسبة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة قبل نهاية العام الحالي.
وأوضح السراج، أن الملتقى ستدعى إليه جميع القوى الوطنية ومكونات الشعب الليبي من جميع المناطق الداعية لحل سلمي وديمقراطي، ولا مكان فيه لدعاة الاستبداد والدكتاتورية، ومن تلطخت أيديهم بدماء الليبيين، وفق قوله.
وأضاف أن الملتقى ستبثق عنه هيئة عليا للمصالحة لتفعيل قانون العدالة الانتقالية والعفو العام وجبر الضرر، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
ردود الفعل بدأت تتضح شيئاً فشيئاً، وجلها كانت مرحبة بالمبادرة وداعية إلى البناء عليها واعتبارها منطلقاً لحل في ليبيا.
أول المرحبين البعثة الأممية لدى ليبيا، كانت أول المرحبين بالمبادرة التي أعلن عنها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج.
ووصفت البعثة في صفحتها الرسمية، المبادرة بأنها بناءة للدفع بالعملية السياسية قدماً من أجل إنهاء حالة النزاعات الطويلة في ليبيا.
الأحزاب بدأت في الترحيب
أول حزب أعلن رأيه في المبادرة كان حزب التغيير، والذي رأى رئيسه، جمعة القماطي في مبادرة السراج أنها تأكيد على إخراج “مجرم الحرب” حفتر من المشهد السياسي في ليبيا واستمرار القتال حتى هزيمته.
واعتبر القماطي في تغريدة له على حسابه في موقع، تويتر، بأن من يمثل برقة سياسيا هم أحرارها من قبائل السعادي والمرابطين والنخب السياسية والمدنية ومنهم الهيئة البرقاوية بقيادة عبدالحميد الكزة، وفق تعبيره.
صوان يرحب
ومن جهته ثمن رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان مبادرة السراج، معتبراً إياها دليلا على الرغبة الحقيقية في حقن الدماء والخروج بالبلاد من أزمتها والسير بها إلى الاستقرار بالمبادرة التي أعلنها .
واعتبر صوان إعلان السراج يوضوح تمسكه بمسؤولياته السياسية المناطة به بحكم مركزه رئيسا للدولة الليبية، وذلك بالحفاظ على مدنية الدولة وعلى مواجهة العدوان والتصدي لكل محاولات نشر الفوضى.
وقال صوان إن المبادرة جاءت في ظروف صعبة وفي وقت أدرك فيه داعمو عدوان حفتر وميليشياته على العاصمة قبل غيرهم أن العدوان قد فشل، داعياً كل الأطراف إلى التعاطي الإيجابي مع ما طرح، وتفويت الفرصة على المغامرين بدماء أبناء الوطن الواحد، وخاصة كل من انخدع بهذا المشروع إلى تغليب مصلحة الوطن.
خارطة طريق
رحبت عضو المجلس الأعلى للدولة، فوزية كروان، بالمبادرة التي أعلنها رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، واصفة إياها بأنها خارطة طريق أكثر مما تكون مبادرة.
وقالت كروان في تصريح للرائد، إن السراج كان دائماً مطالبا من المجتمع الدولي وكذلك الأطراف الليبية، بطرح مبادرة منه لحل الأزمة الليبية، ولهذا طرح مبادرته اليوم.
الدعم اللامحدود للمبادرة
ومن جهتها، أكدت اللجنة التأسيسية للهيئة البرقاوية، دعمها الكامل واللامحدود للمبادرة التي أطلقها السراج للذهاب نحو ملتقى وطني يضم كافة شرائح وتركيبات المجتمع الليبي وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وطالبت الهيئة في بيان صادر عنها، مشائخ وأعيان وسياسي ومثقفي برقة وكافة أطياف المجتمع بالانخراط في هذه المبادرة لتكون الركيزة الأساسية للعبور إلى صناديق الانتخابات والاستفتاء على دستور توافقي يلبي طموحات الشعب في حياة كريمة آمنة لكل مكونات المجتمع الليبي.
خطوة مهمة
الاتحاد الأوروبي بدوره رحب بالمبادرة التي قدمها رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج؛ لإنهاء الانقسام الحاصل في البلاد.
وأوضح الاتحاد أنه يدعم أي مقترح بناء لدفع العملية السياسية في ليبيا برعاية الأمم المتحدة، وإنهاء النزاع والانقسام، والمقترح الذي تقدم به السراج خطوة في ذلك الاتجاه”.