Menu
in

عن طريق الثني … حفتر يستجدي المفاوضات

بعد إعلان حفتر من غرفة عملياته العسكرية بالرجمة شرق ليبيا، الهجوم على طرابلس في الرابع من أبريل الماضي، وسرعة تحركه مع كامل التحشيدات العسكرية في الوقت الذي كانت فيه البلاد تستعد للملتقى الجامع للخروج من الأزمة التي تعصف بها.

ورأى مراقبون في إعلان حفتر الهجوم على طرابلس تقويضا للحلول السياسية، خاصة أن حفتر رفض الجلوس على طاولة التفاوض أكثر من مرة. ولكن فوجئ الجميع اليوم بتصريح لرئيس الحكومة الموازية عبد الله الثني، في مقابلة مع قناة الحرة الأمريكية، قال فيه إن حفتر مستعد للحوار والجلوس مع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج على طاولة الحوار بدون شروط مسبقة، خاصة بعد رفض حفتر للهدنة والحوار منذ إعلان عدوانه على طرابلس.

جيش حفتر الذي يضم قُصّرا ومجرمين مطلوبين دوليا لم يتأخر في تدمير طرابلس واتجه إليها بأسلحته التي سُلطت على المدنيين العزل في أرواحهم وأرزاقهم ومنازلهم مع دعم جوي بطائرات صديقة، بحسب ما صرح به الناطق الرسمي لحفتر، وهي طائرات تقصف ليلا ونهارا دون أي مبرر.

حفتر كان يظن أنه بمجرد تحريك قواته نحو طرابلس معلنا حربه تحت شعار مكافحة الإرهاب فإن دول العالم ستسانده وتدعمه للوصول إلى حلمه في حكم ليبيا، ولكن بعد مرور 46 يوما على حربه التي لم يتقدم فيها إلا لدى إعلامه الذي يعمل على تزييف الحقائق وتغييب مؤيديه عن الحقيقة.

وعندما صدت قوات الجيش الليبي هجوم حفتر على العاصمة وأكدت تقارير إعلامية دولية فشل هجومه وعدم قدرته على دخول طرابلس ـ تغير موقف حفتر وذهب مسرعا لإيطاليا بعد زيارة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج لها مع بعض العواصم الأوروبية الأخرى؛ لكي يبرر لنفسه ويصل إلى حل يخرجه من المأزق الذي هو فيه.

رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أكد لحفتر، أنه ليس بإمكان بلاده العمل مع خيار عسكري في ليبيا، وأن العنف لا يولّد إلا العنف.

وأوضح كونتي، في مداخلة أمام منتدى مدينة أريتسو للحديث عن السلام والحد من النزاعات المسلحة، الجمعة، بحسب وكالة “آكي” الإيطالية، أنه عند استقباله لحفتر أخبره بذلك، ودعاه إلى ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن.

رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج أعلن مسبقا أنه لن يكون هناك أي حوار مع حفتر حتى يرجع من حيث أتى، مضيفًا أن حفتر قام بهجوم مفاجئ في الوقت الذي كان من المقرر عقد حوار للخروج بليبيا من أزمتها وإجراء انتخابات تشريعية ليبقى القرار ملكا للشعب.

ويبقى السؤال، هل نجحت حكومة الوفاق في توضيح الصورة الحقيقية للعالم التي يحاول حفتر طمسها ولم تجعل له مخرجا إلا طاولة الحوار والتفاوض؟

أُترك رد

كُتب بواسطة raed_admin

Exit mobile version