Menu
in

الجنوب المستباح. .. بيئة للصراعات المسلحة ونهب الثروات

ما يزال الجنوب الليبي يعاني تدهوراً أمنيا في ظل بطء تحرك الحكومات المختلفة والمتعاقبة على ليبيا والتي تركته ساحة مفتوحة لمعاناة أهله ومطامع وأجندات وعمليات خطف وإرهاب وقتل وتخريب متعمد لمؤسسات الدولة من مجموعات مسلحة من الداخل، ومجموعات غازية من الخارج.
كل ذلك يأتي؛ بسبب الانقسام السياسي الذي ترك الفراغ والمجال مفتوحاً لتدخلات وأطماع خارجية من دول مجاورة وبعيدة كذلك ، وجدت في ساحة الجنوب موطئ قدم لتمرير أجنداتها أو رسم أطماعها، وما تسرب عناصر تشادية يقال إنها وفق الأخبار من المعارضة التشادية ، وإن صح أنها كذلك وسبقتها معارضة سودانية إلا دليل على ذلك.
السؤال الذي يطرح نفسه، إذا كانت المعارضة التشادية تتحرك في الجنوب الليبي فماذا تفعل فيه؟ ، وماذا ستستفيد من هجماتها على مدن وقرى الجنوب، تقتل وتختطف وتسلب وتخرب، ألم يكن من الأفضل لها أن تقوم بعملياتها داخل الأراضي التشادية لتضعف النظام المعارضة له.
وإدا ماثبت أنها ليست معارضة تشادية فإن هذا يشير إلى أن هناك مشروعا يراد تنفيذه في المنطقة الجنوبية أو يراد الوصول لفوائده مستقبلا،ً والمشترك فيه أطراف، ربما تكون من الداخل، وخارجية من دول أخرى لها أطماع أو تريد الوصول من خلال هذه العمليات لسلب خيراته أو فصله عن الوطن.
وكلنا يعرف أن لتنظيم الدولة وجودا في ليبيا وهو يضرب هنا وهناك وفي مناطق ليبية عدة حتى وصلت هجماته لمرافق سيادية مهمة في العاصمة طرابلس، ونتفهم وجود عناصر من التنظيم تنتشر في الأراضي الليبية ، ولكننا لا نستطيع أن نجد مبرراً لوجود عناصر تشادية في الجنوب الليبي، وليس من مصلحتها كما ذكرنا آنفاً أن تؤلب أهل الجنوب والكتائب المسلحة عليها.
وما يثير الانتباه أن دول جوار جنوب ليبيا عقدت عدة اجتماعات في عواصم دولها بالتناوب وكان آخرها اجتماعها بالعاصمة السودانية الخرطوم أواخر نوفمبر المنصرم ، أكدت فيه الأهمية القصوى للجنوب الليبي لديها، ودعت في بيان صدر في ختام اجتماعها إلى تكثيف التنسيق الفعلى بين دول جوار ليبيا فى إطار محاربة الإرهاب والعنف والأنشطة الإجرامية.
وشددت في بياناتها المتعددة على وحدة وسيادة ليبيا على أراضيها وإلى خطورة الوضع فى جنوب ليبيا وأشادوا بالجهود التى تقوم بها دول الجوار الليبي؛ من أجل تأمين الحدود المشتركة مع ليبيا، مؤكدين دعمهم الجهود والآليات المنشأة على أساس الاتفاق الرباعى حول أمن الحدود المشتركة من بينها الموقع بتاريخ 31 مايو 2018 بالعاصمة التشادية أنجامينا.
الاجتماع حضره لأهميته وزراء خارجية دول جوار جنوب ليبيا ومندوبين عن فرنسا وإيطاليا، بالاضافة إلى المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة وممثل الجامعة العربية في ليبيا، صلاح الدين الجمالي.
وكان سبقه اجتماع في أكتوبر المنصرم عقد في العاصمة التشادية أنجامينا بشأن تعزيز أمن الحدود المشتركة بين الدول الأربع ، والذي شارك فيه وزراء الخارجية والدفاع والداخلية وقادة الأجهزة الأمنية لدول جوار جنوب ليبيا، وهدفه مكافحة الإرهاب والحركات السالبة والاتجار بالبشر وتجارة المخدرات والجرائم العابرة للحدود، إضافة إلى مشروعات تنمية المناطق الحدودية.
وهذا الاجتماع يعقد مواصلة لاجتماع أنجامينا السابق له والذي وُقع على اتفاق إطاري لتعزيز التعاون الأمني في الحدود المشتركة بين الدول الأربع المجاورة لليبيا، تشاد والسودان والنيجر وليبيا.
فلمَ لم تطبق دول الجوار الليبي قراراتها التي اتفقت على تنفيدها في اجتماعات متعددة عقدتها مرات كما سبق، وأكدت على خطورة الوضع في الجنوب الليبي على أمنها واستقرارها مجتمعة.
أيضاً البعثة الأممية في ليبيا استنكرت عديد المرات تدهور الأوضاع الأمنية في الجنوب الليبي، ودعت السلطات الليبية لاتخاذ إجراءات فورية وفعالة حيال حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المنطقة.
كما وأدانت البعثة الانتهاكات التي تقترفها المجموعات المسلحة الأجنبية داخل الأراضي الليبية، وحثت الأطراف الفاعلة الإقليمية على دعم السلطات الليبية؛ لمعالجة الوضع الراهن على نحو يصون سيادة ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها.
ومن خلال التقرير أردنا الاستفسار عن ماهية وطبيعة القوات التي تهاجم في الجنوب الليبي وماهو الدور المناط بها ، ولم لم تقم دول جوار ليبيا بضبط حدودها مع ليبيا خاصة وبلا شك أن هذا يهدد اراضيها إذا لم يكن لأي منها دور أو مشاركة لمخطط ما في ليبيا؟

أُترك رد

كُتب بواسطة إبراهيم العربي

Exit mobile version