Menu
in

لماذا اتجهت استراتيجية تنظيم الدولة لضرب أهداف داخل المدن بعد هزيمة سرت؟

لا شك أن تنظيم الدولة تلقى ضربة ساحقة في ليبيا، بعد تمدده وسيطرته في عدة مواقع، كان آخرها مدينة سرت، حيث استؤصل منها بشكل نهائي آواخر عام 2016، لكن بقايا عناصر هذا التنظيم ما زالت تتحين الفرص، وتقوم بأعمال توصف بالجبانة انتقاما وثأرا لما منيت به في معركة البنيان المرصوص، ولعله اعتمد بعد تلك الهزيمة على استراتيجية الأعمال الانتحارية والسيارات المفخخة؛ لإثبات وجوده، مستغلا الأفارقة في تنفيذ تلك العمليات.

غير مستبعد

لم يستبعد الكاتب والصحفي عبدالله الكبير اختراق أجهزة مخابرات محترفة تنظيم الدولة، وتوجيهه ليضرب في توقيت ومكان تم تحديدهما بعناية للتأثير في العملية السياسية.

وأكد الكبير في تصريح للرائد، أن التنظيم يعود إلى أسلوبه التقليدي بعد فشله في السيطرة على مدينة أو إقليم يتمدد من خلاله لينشئ كيانه الموهوم.

فجوة أمنية واستخباراتية

واعتبر المحلل السياسي فرج فركاش أن هجوم تنظيم الدولة الأخير “يعطي فكرة جلية بأن هناك فجوة أمنية عميقة في مدينة طرابلس بداية بجهاز الاستخبارات وانتهاء بالحماية الفعلية لمؤسسات الدولة، مؤكدا أن هذا الفراغ استغلته عناصر التنظيم ومن وراءهم سواء كانت عناصر استخبارات أجنبية أو غيرها”.

ووصف فركاش، في تصريح للرائد، أن ضرب هذه المؤسسات يعطي انطباع أن التنظيم باستطاعته ضرب أي هدف متى أراد وأينما أراد، موضحا أن هذا له مردود سلبي على العملية السياسية سواء كان ذلك الاستفتاء المعلق حاليا، أو الانتخابات القادمة؛ لتعطيل بناء الدولة.

ونوّه فركاش بأنه ليس أمام حكومة الوفاق إلا سحب الدعم من “المليشيات” التي تعتمد عليهم في حماية المؤسسات، وتوجيه هذا الدعم لوزارة الداخلية التي شكا وزيرها من انعدام أي موارد لكي تقوم الوزارة ببناء أجهزة أمنية حرفية ومهنية، مطالبا بعودة من كان يشغل مراكز بوزارة الداخلية سابقا من الذين أقصاهم قانون العزل السياسي، ممن ليست عليهم شبهة ليقوموا بواجباتهم الوطنية والأمنية، وتدريب كوادر جديدة واستغلال الدعم الدولي استغلالا جيدا.

هدفه إفساد التوافق

من جانبه أوضح المحلل السياسي السنوسي إسماعيل أن هذا التنظيم يسعى لتقويض الدولة الليبية، وأن ضرباته داخل المدن ترتكز على المؤسسات الحيوية التي تمثل سيادة الدولة وهيبتها، مؤكدا أن هدفه من وراء هذه العمليات هو إفساد المشاريع التي تسعى لتحقيق التوافق والاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني.

وقال إسماعيل في تصريح للرائد، إن استراتيجية تنظيم الدولة تتمحور حول توجيه رسالة بأنه قادر على التفجير والضرب في أي وقت، مؤكدا أن الليبيين سيتلقون هذه الرسالة بعكس ما أراد هذا التنظيم، وسيسعون لتوحيد لمؤسسات الدولة.

مهمته تأزيم الوضع

في المقابل رأى الباحث والأكاديمي محمد غريبي أن تنظيم الدولة هو شركة مقاولات سياسية توجه بأساليب مخابراتية معقدة، وأن التوظيف السياسي لكل هذه التفجيرات والاغتيالات واضح وجلي، مضيفا أن مهمة التنظيم في العراق وسوريا كانت لإذكاء الصراع الطائفي، وأن مهمتها في الوقت الراهن هي تأزيم الوضع السياسي في ليبيا.

وأشار غريبي في تصريح للرائد، إلى أن قائد عملية الكرامة خليفة حفتر يمر بمأزق شديد خاصة بعد تدهور العلاقات بينه وبين عقيلة صالح الذي يصر على الاستفتاء، وأن الأسلوب الوحيد الذي يستطيع من خلاله إطالة أمد المناورة هو ضرب الأمن داخل المدن الكبرى وخاصة العاصمة طرابلس؛ لإيصال رسالة مزدوجة مفادها التأكيد على وجوده في المعادلة الداخلية والإصرار على عدم السماح بإنهاء المرحلة الانتقالية إلا بعد إقرار نظام المحاصصة بشكل دستوري.

وبين غريبي أن كل الانتحاريين والمنفذين للعمليات الإرهابية هم أفارقة لا يمكن أن يتصور عاقل بإمكانية نجاح مشروعهم مهما كان عادلا طالما أنهم دخلاء أجانب، لافتا إلى أن قوات الكرامة المسيطرة على الجفرة لا تحرك ساكنا تجاه تغول المسلحين الأجانب في المناطق الصحراوية المتاخمة لها؛ لتعزيز موقعه السياسي والعسكري على حساب بقية الفرقاء الذين بات اقتلاعهم من اللعبة السياسية مرهون بوصوله إلى سدة الحكم.

ويبقى السؤال هل ستتمكن الأجهزة الأمنية والمخابراتية من كشف العمليات الإرهابية في قادم الأيام قبل وقوعها؟

أُترك رد

كُتب بواسطة علي عبدالله

Exit mobile version