Menu
in

شوراع غارقة وبنية تحتية متهالكة…مشاهد تتكرر مع هطول الأمطار

مع هطول الأمطار الغزيرة على عاصمة البلاد طرابلس، تتكرر مشاهد  الطرقات الغارقة، وانسداد الحركة المرورية، والشلل شبه التام الذي يصيب الحياة في كل أنحاء البلاد.

مشاهد بِرَك المياه المتجمعة والبنية التحتية المتهالكة ليست بجديدة، ومع تعاقب الحكومات على البلاد لم تضع حلًّا جذريًّا لهذه المعضلة إلى الآن.

يقع جزء من المسؤولية عن ذلك على عاتق البلديات، وشركات النظافة والمياه والصرف الصحي، لتأخرها في تنظيف غرف تصرف المياه في الطرق قبل موسم الأمطار، لكن مسؤولي البلديات ينحون باللائمة على المواطنين الذين يرمون القمامة وعلب المشروبات والبلاسيك، وحتى فضلات الأضاحي، التي تؤدي إلى انسداد أنابيب صرف المياه بعد تنظيفها.

 بنية متهالكة

ورأى رئيس لجنة الأزمة ناصر الكريوي، أن حل مشاكل البنية التحتية المتهالكة يكمن في عودة الشركات الأجنبية المتعاقد معها لإنشاء واستكمال مشاريع البنية التحتية المتوقفة منذ عام 2011، التي تقدر قيمتها بأربعة مليارات دولار.

وأضاف الكريوي، في تصريح للرائد، أن بعض المناطق ما زالت تعاني من مخلفات الأمطار؛ لعدم وجود بنية تحتية لديها، مثل: الهضبة، وعين زارة، وتاجوراء، والسراج.

 مسؤولية الدولة

وأوضح مدير إدارة المحافظات بوزارة الحكم المحلي صلاح فطح، أن معالجة البنية التحتية تتطلب إعداد خطة استراتيجية من الدولة، وعلى رأسها المجلس الرئاسي؛ إذ مهمة البلديات لا تتجاوز صيانتها على قدر طاقتها، حسب قوله.

وأشار فطح، في تصريح للرائد، إلى أن مسألة البنية التحتية المتهالكة ليس  بجديدة، وأن دور البلديات، وفق القانون 59، ينحصر في إجراء بعض الصيانات ومعالجة المختنقات بحسب ما هو متاح لها، لافتًا إلى أن الميزانيات ما زالت محدودة بهذا الشأن.

 وزارة على الورق

وقال محمد بوذينة مدير مكتب التخطيط المتابعة بوزارة الإسكان والمرافق، إن الوزارة عاجزة عن فعل أي شي حيال تكدس مياه الأمطار داخل العاصمة،  بعد قرار المجلس الرئاسي إيقاف العمل داخلها.

وأضاف بوذينة، في تصريح للرائد، أن الوزارة تعمل حاليًّا دون وزير، ولا يُفهم ما هو وضعها الحالي، ولم يصدر الرئاسي قرارًا بتحويلها إلى هيئة حتى الآن.

سطو وسرقة

من جهة أخرى، قال مسؤول ملف البنية التحتية ببلدية حي الأندلس امحمّد بيت العافية، إن سبب تأخر سحب مياه الأمطار المتراكمة في أحياء بالبلدية، هو سرقة 9 سيارات لشركة الخدمات العامة بحي الأندلس أثناء الاشتباكات الأخيرة في العاصمة.

وأضاف بيت العافية، في تصريح للرائد، أن إغلاق مكبات القمامة في بوسليم والسواني وسيدي السائح زاد القمامة تكدّسًا في الشوارع، وهو ما أدى إلى إغلاق العديد من فتحات الصرف الصحي بالبلدية، موضحًا أن 60% من البلدية لا يوجد بها شبكات صرف صحي.

فهل ينتظر الليبيون عودة الشركات الأجنبية لتنفيذ مشاريع إصلاح البيئة التحتية لينعموا بشتاء لا تغرق فيه شوراعهم وأحياؤهم، ولا تتعطل أعمالهم؟، وما دور الحكومات في تخفيف معاناة مواطنيها الغارقين في المشاكل الاقتصادية وسيول الأمطار الجارفة.

أُترك رد

كُتب بواسطة raed_admin

Exit mobile version