يرى عضو مجلس النواب عند مدينة الكفرة، جبريل اوحيدة، أن العملية السياسية في ليبيا في أسوأ حالاتها، وأن المؤتمر الوطني كان أكثر تنظيما من مجلس النواب… التفاصيل في نص المقابلة التي أجرتها معه شبكة الرائد:
إلى أين وصلت العملية السياسية في البلاد؟
إن العملية السياسية في بلادنا الآن هي في أسوأ حالاتها، وحتى الآن يكفي أن زمام الأمور بالكامل في أيدٍ خارجية.
ما رأيك في الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات؟
الاتفاق السياسي كرّس الانقسام والفساد، وزاد الأمر سوءا بهيئته التي خرج بها، أو بسبب جهل وتعنت بعض الساسة، والتدخلات الخارجية الآثمة.
ناقش مجلس النواب قانون الاستفتاء وأجّل التصويت عليه، فهل برأيكم سيمرَّر في الجلسة القادمة؟
الأمر يتوقف على رأي اللجنة الاستشارية، فإذا ما رأت أن التصويت عليه بالأغلبية الموصوفة فلا أعتقد أنه سيمرَّر، لا بهذه الصيغة ولا بغيرها.
كيف ترى مسودة الدستور؟
سيئة جدا وهي نتاج واقع مرير، وقناعتي الراسخة منذ السنة الأولى لثورة 17 فبراير أن الليبيين لن يتفقوا على وثيقة دستورية عادلة؛ بسبب الفوضى والانحطاط الثقافي الموروثين من نتاج الـ 42 سنة الماضية، والحل الأمثل برأيي هو العودة للدستور المعطل، إما بالشرعية الدستورية أو بتعديل نظام الحكم على دستور 51 ليصبح رئاسيا دون المساس بباقي المواد.
كيف ترى مسودة قانون الاستفتاء؟
برأيي أن مسودة مشروع قانون الاستفتاء الحالية مقبولة وتحاكي الواقع.
كيف تسير الأوضاع في منطقة الجنوب الآن، والكفرة خاصة بصفتكم نائبا عنها؟
أوضاع الجنوب هي أسوأ ما يكون أمنيا ومعيشيا، خاصة الجنوب الغربي منه والذي تعتبر أجزاء كبيرة منه محتلة من “العصابات التشادية” وحلفائهم، بعد تهجير السكان الأصليين، أما في الكفرة فقد أريد لها أن تعاني المصير نفسه إلا أن استماتة أبنائها في الدفاع عنها حال دون ذلك حتى الآن، وللأسف لم تتمكن الحكومات من تخفيف معاناة من تضرروا من الهجمات المتكررة على المدينة من قبل العصابات والمعارضة التشادية والسودانية وحلفائهم من الداخل، بعد أن أفشل شباب الكفرة مشروعهم الانفصالي.
ما رأيكم في أداء مجلس النواب؟
لا يخفى على أحد أنه أصبح سيئا جدا؛ بسبب الانقسام السياسي والنعرات الجهوية إلا أن الكثير من المواقف الوطنية تحسب له بالمقارنة مع المؤتمر الوطني الذي سيطرت عليه النعرة “الثورميلشياوية”، وإن كان أكثر تنظيما من مجلس النواب.
ما رأيكم في أداء رئاسة مجلس النواب؟
تعبر عن واقع مجلس النواب، بل عن الواقع الليبي للأسف، فكل إناء بما فيه ينضح.
هل تؤيد إجراء انتخابات قريبة في البلاد؟
أتطلع لذلك وأتمناه اليوم قبل الغد، على أن يكون على أسس سليمة، فلا جدوى من مرحلة انتقالية جديدة إلا بانتخاب رئيس للبلاد ليتولى زمام الأمور التنفيذية بتكليف حكومة أزمة، والإعداد لانتخابات تشريعية، والعمل على إنهاء المليشيات، وتوحيد الجيش، وجمع السلاح، وأتمنى أن يكون ذلك في ظل دستور عام 1951.
هل ترى أن مجلس النواب يعايش واقع الحال في البلاد؟
مجلس النواب حُورب منذ اليوم الأول، ولم يعمل في ظروف طبيعية، وما كان له أن يفعل أكثر من ذلك.
هل لمجلس النواب دور في الأزمات الاقتصادية؟
الأزمات الاقتصادية سببها الفساد المنقطع النظير؛ بسبب الثقافة الموروثة المُعشِّشة في قلوب جلّ الليبين إلا من رحم ربنا ( استباحة المال العام، وغياب الوطنية)، وإلا فإن الحلول هي أبسط ما يكون، وسبق أن تحدثت عنها في عدة مناسبات.
هل بإمكان مجلس النواب أن يضع حلولا للأزمات الاقتصادية؟
الحلول من اختصاص الحكومة، ولكن كان على مجلس النواب أن يحدد برنامج أزمة مدروسا جيدا، ويختار حكومة تكنوقراط لتنفيذه، ولكن ذلك لا يتأتى مع المحاصصة.