تتواصل المساعي الدولية للوصول إلى حل نهائي للأزمة الليبية يعيد الاستقرار إلى البلاد، وهذه المرة تحاول فرنسا من خلال زيارة وزير خارجيتها “جان إيف لودريان”، تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، والمضي قدمًا في تنفيذ اتفاق باريس.
لودريان خلال زيارته إلى ليبيا التقى أطرافا سياسية مختلفة، من أجل تفعيل ما اتفقت عليه الأطراف الليبية في باريس من إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نهاية العام الحالي وفق إطار دستوري.
الرئاسي يشترط التزام الأطراف كافة
رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، قال إنهم ملتزمون بالمسار الديمقراطي في ليبيا، مؤكدا أن العمل متواصل لتهيئة المناخ لإجراء الانتخابات بتقديم الدعم والتسهيلات للمفوضية العليا للانتخابات.
وشدد السراج، خلال لقائه “لودريان”، على ضرورة التزام الأطراف الأخرى بالاستحقاق الانتخابي، وإعداد الإطار الدستوري لإجرائها في الموعد المقرر، وإنهاء أسلوب المناورات الذي ساد في المدة الماضية.
الأعلى ملتزم بمخرجات باريس
من جانب آخر، أكد رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري للودريان، أثناء لقائه في طرابلس، أن الأعلى للدولة ملتزم بكل مخرجات لقاء باريس، لافتًا إلى أن الصراع في ليبيا هو بين فريقين، أحدهما يؤمن بالمسار الديموقراطي ويتمسك به، وآخر يعارض هذا الخيار.
وأكد المشري، خلال اللقاء أيضا، ضرورة أن تقف فرنسا على مسافة واحدة من جميع الأطراف الفاعلة الموقعة على إعلان باريس.
النواب: الانتخابات في موعدها
من جهة أخرى، قال المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس النواب فتحي عبد الكريم المريمي، إن رئيس المجلس عقيلة صالح أطلع “لورديان” أثناء زيارته طبرق، على المستجدات السياسية، والتطورات المتعلقة بالاستفتاء على الدستور.
وصرح المريمي للرائد، أن عقيلة شدد على أن تجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها، موضحًا أن وزير خارجية فرنسا أكد دعم بلاده لليبيا لإجراء الانتخابات.
دعوة لزيارة فرنسا
وقال عضو مجلس النواب فتحي باشاغا، إن ممثلي مدينة مصراتة ناقشوا مع وزير الخارجية الفرنسي، برنامج الإصلاح الاقتصادي، وسبل توحيد المؤسسة العسكرية، والاستفتاء على الدستور.
وأضاف باشاغا، في صفحته الرسمية، أنهم تبادلوا وجهات النظر مع “لودريان” خلال زيارته لمصراتة، حول إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية بعد إقرار الدستور، مشيرا إلى أن الوزير الفرنسي وجّه الدعوة لممثلي المدينة المنتخبين لزيارة بلاده.
مخرجات باريس حظيت بدعم دولي
في المقابل، أكد ” لودريان” أن مخرجات اتفاق باريس حظيت بالدعم الدولي، مشددًا على أن الحل يجب أن يكون سياسيًّا من خلال تنفيذ إعلان باريس، والالتزام بالاتفاق السياسي الذي يضمن توحيد المؤسسات السيادية في الدولة، وإلغاء المؤسسات الموازية، والمباشرة في عملية الاستفتاء على الدستور، وخلق قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات.
ويبقى السؤال المطروح: هل تنجح فرنسا في إحياء إعلان باريس، أم أن مؤتمر روما أطلق عليه رصاصة الرحمة؟
