Menu
in

الحياة الكريمة هل يصنعها “الجيش” أم تصنعها الديمقراطية؟

بعد تعرضه لأزمة صحية غاب على إثرها لأكثر من أسبوعين متواصلين، وسببت لأنصاره ومؤيديه ارتباكا ملحوظا، ظهر قائد عملية الكرامة خليفة حفتر من جديد على المشهد، ليؤكد بأن الجيش فقط هو من سيحقق الحياة الكريمة لليبيين، وأن العملية الانتخابية ما هي إلا تمثيلية، يريد أصحابها ممارسة الدجل على ممثليهم، لينسج حفتر على منوال القذافي، الذي ما فتأت عباراته في “الكتاب الأخضر” تنحت في ذاكرة الليبيين، أن التمثيل تدجيل، وأن الحزبية إجهاض للديمقراطية.

ليست الأولى

الكاتب والصحفي عبد الله الكبير يقول، إنها ليست المرة الأولى التي يستخف فيها حفتر بالانتخابات، مؤكدا أنه قال صراحة ذات مرة “أن الشعب الليبي غير مؤهل للديمقراطية”، دون أن يكمل ما ينبغي قوله، وهو أن الدكتاتوريات العسكرية في البلدان العربية هي من حرمت الشعوب من هذا التأهيل الضروري من خلال ممارسة آليات الديمقراطية وحمايتها بالدستور وصيانتها بالوعي. وفق قوله. وأضاف الكبير للرائد، أنه لا يمكن لحفتر باعتباره من بقايا زمن شارف على النهاية أن يرحب بالديمقراطية والانتخابات، مؤكدا أن خوفه يكمن في منح الشعب حق اختيار ممثليه بالانتخابات.

حظوظ ضعيفة

وفي سياق متصل أكد مدير مركز اسطرلاب للدراسات عبد السلام الراجحي، أن حفتر سبق وأن رفض العملية الانتخابية بداية عملية الكرامة، وأنه نتيجة لضغوط دولية تنازل ربما مرغماً وطالب أنصاره بالتسجيل في الانتخابات.

واعتبر الراجحي في تصريح للرائد، أن نشوة الاستقبال في مطار بنينا جعلته يصرح بحقيقة ما في نفسه بأن الجيش هو صاحب السلطة، وأن الانتخابات تمثيلية، مضيفا أن حفتر يدرك أن حظوظه في الانتخابات ضعيفة جدا.

ترتيب مؤقت

ومن جانب آخر يرى مراقبون أن مخابرات الدول الداعمة لمشروع الكرامة هي من أدارت ملف الأزمة بعد غياب حفتر عن المشهد، مشيرين إلى أن مشروع الكرامة قائم على شخص حفتر، وأنه لا وجود لشيء اسمه جيش أو مؤسسة عسكرية، وأن ما جرى أخيرا من ظهور لحفتر لا يعدو كونه مسكّنا مؤقتا لترتيب الأوضاع، مرجحين عودته إلى حالته المزمنة؛ ليقضي ما تبقى من أيامه تحت العلاج.

ويبقى السؤال هل بعد كل التضحيات التي قدمها الشعب الليبي، بانتصاره على دكتاتورية القذافي، تعود الديمقراطية أدراجها، ويرجع الشعب بخفي حنين؟

أُترك رد

كُتب بواسطة علي عبدالله

Exit mobile version