in

انتصار مدينة صبراتة الليبية ليس انتصارا

لا يوجد في ليبيا انتصار لليبيا بل هو انتصار أطراف على أطراف، وليس انتصارا للشعب الليبي أو انتصارا لليبيا، كل الانتصارات المعتقَدة التي يندفع إليها ببهجة مفتعَلة أشباه المثقفين والإعلاميون والصحفيون والمحتالون السياسيون، هي انتصار أطراف على أطراف، وفائدتها ومنفعتها ليست لليبيا، وليست للشعب الليبي، بل هي للأطراف المنتصرة.

ما حدث في مدينة صبراتة من انتصار معتقَد هو عملية تبديل لأطراف بأطراف أخرى، وعملية خلع لأنياب وزرع أنياب أخرى لا بديل لغرزها في أكتاف الوطن، وأن تُنزع أنياب لتُغرز أنياب بديلة فذلك انتصارٌ لذوي الأنياب التي تنهش أفخاذ وأكتاف الوطن الليبي، وليس انتصارًا لليبيا وليس انتصارًا للشعب الليبي.

إن انتصار ما يسمى جيشا في مدينة صبراتة الليبية مسنودا بعصابات دينية متنطعة هي عصابات السلفية السعودية على عصابات التهريب المحسوبة على فبراير، هو عملية تبديل سيطرة ونفوذ لعصابات تهريب البشر والهجرة غير الشرعية بعصابات أخرى هي عصابات السلفية السعودية التي تدّعي الانتماء للسلف.

في مدينة صبراتة لن يَحل الجيش ولن تحل الشرطة ولن تحل دولة إلا تظاهرا، وسيَحل المظهر السلفي السعودي في مدينة صبراتة كما حل تدريجيا في مدينة بنغازي.

مرجع ذلك إلى أنه لا يوجد طرف وطني واحد نقي من أطراف السلاح في المشهد الليبي المعقد، بل كل طرف له خلطة مسمومة، فما يسمى جيشا في ليبيا يخالط بتحالفه السلفية السعودية الوهابية وبعض المجرمين، ومن سموا ثوارا يخالطون بتحالفهم التنظيمات الدينية المتوحشة وبعض المجرمين، وما إن ينتصر أحدهما حتى يفرز سمومه في بدن ليبيا.

ارجعوا إلى مدينة بنغازي التي تحولت في منظومتها الدينية الرسمية من المذهب المالكي المعتدل إلى التنطع السلفي السعودي بتكفير الإباضية، ومنع الكتب، ومنع الكثير من العادات الاجتماعية لأهل بنغازي؛ وذلك بسبب خلطة جيش الكرامة المسمومة بتحالفه مع كتائب السلفية السعودية، وانتصاره الذي مكّن لهذه السلفية السعودية، ولن يتوقف أمر هذه السلفية عند ذلك، بل هو يتعاظم تدريجيا يوما بعد يوم حتى يُدخلوكم أينما أراد أربابهم في السعودية، وماهم إلا عبيد لهم؛ فلا يوجد دين سماوي يسلك فيه الإنسان مسلكه الديني من فتاوى أو تعليمات من إنسان غيره، الدين من الله للإنسان، وليس من إنسان إلى إنسان، وما عجز الإنسان عن فهمه من دين فهو غير مكلف بما لم يفهمه، والله غني عن فهم أو عدم فهم عباده.

الكاتب الليبي/ محمد علي المبروك

المصدر: موقع عين ليبيا

الهلال الأحمر يؤكد تفخيخ بيوت داخل صبراتة

مراقبو التعليم بيفرن والأصابعة وغدامس يعبّرون عن استيائهم من صيانة المدارس بالبلديات