يرى مدير الشركة العامة للكهرباء “إبراهيم سالم فلاح” أن أزمة الكهرباء ستصبح من الماضي بعد صيف العام الجاري، بعد إدخال ثلاثة محطات كهرباء في مصراتة وطرابلس وطبرق بكامل قدراتها على الشبكة العامة، فضلاً عن إنشاء محطة جديدة في جنوب العاصمة، وفي مقابلة خاصة مع شبكة الرائد الإعلامية، قال الفلاح الذي يدير الشركة منذ سبتمبر الماضي، إنهم عازمون على إدخال نحو 600 ميغا وات على الشبكة العامة قبل الصيف المقبل، فإلى نص المقابلة…
بدايةً، دائماً ما تُطالبون المواطن بترشيد الكهرباء، فهل المواطن في ليبيا جزء من الحل أم جزء من المشكلة؟
طلبنا من المواطنين ترشيد استهلاك الكهرباء؛ جاء نتيجة ما يعانيه قطاع الكهرباء من مشاكل هي ليست وليدة الأمس، بل من عدة سنوات، أبرزها وجود عجز في التوليد، وقد بلغ العجز في توليد الكهرباء خلال الصيف الماضي 2600 ميغا وات، وتوقعاتنا أن يصل العجز في المتوسط إلى 2000 ميغا في الصيف المقبل.
أؤكد عبر شبكتكم أن دور المواطن هو دور كبير، وكذلك دور كل أجهزة الدولة من هيئات ومؤسسات؛ لأننا أمام مشكلة حقيقية، وما نتمناه من المواطن أن يساهم معنا في حل المشكلة، بترشيد الاستهلاك، وخصوصاً في فترات الذروة والتي تمتد من الساعة الخامسة مساءً إلى الساعة العاشرة ليلاً.
ما الذي تقصدونه من دعوات ترشيد الكهرباء؟
لك أن تتخيل معي مثلاً ما حاجة محل لبيع الخضروات بتشغيل 20 مصباحا خلال الصباح؟، وما حاجة صاحب منزل ما في تشغيل 4 أو 5 أجهزة تكييف؟ وما حاجة صاحب مستشفى في تشغيل كامل إنارة مشفاه في وضح النار؟ هذا ما جعلنا ندعو المواطنين إلى ترشيد الكهرباء، دعواتنا كلها بهدف تخفيض الاستهلاك إلى أقل ما يمكن لكي نقبل على الذروة الصيفية ونتجاوزها بأمان.
ماذا عن نسبة العجز في الشبكة العامة حالياً؟
ما هو واضح أمامي كمدير عام للشركة هو وجود عجز في توليد الكهرباء بقدرة 2000 ميغا وات، هذا العجز هو فني، أو عجز في تلبية الطلب؛ لأن كمية الكهرباء في محطات التوليد لا تُغطي الطلب على الطاقة الذي مصدره المواطنون والمستهلكون بمختلف شرائحهم، فبالتالي العجز هذا سيؤدي إلى طرح الأحمال في حدود 5-6 ساعات، ولجوؤنا إلى طرح الأحمال ما هو إلا للمحافظة على الوحدات؛ لأننا لو تركنا الامر هكذا ستتهالك المحطات وستصاب بأعطال، طرح الأحمال ليس الغرض منه التضييق على المواطن أو إيذاءه، وإنما الغرض منه المحافظة على معدات الشبكة، بحيث تشهد الشبكة نوعا من الاستقرار، وفي هذا الصدد لا بد من الإشارة إلى مساعي حكومة الوحدة الوطنية في محاولة وضع مجموعة حلول، وعلى الصعيد الشخصي أتوقع نجاحها في سد العجز الحاصل.
كم ميغا وات متوقع إدخالها على الشبكة العامة قبل الذروة الصيفية؟
سنقوم بإدخال حوالي 600 – 700 ميغا وات قبل الذروة الصيفية، 150 ميغا وات منها في الوحدة الرابعة بمحطة الخمس، إضافة إلى إدخال الوحدة الأولى في جنوب طرابلس بقوة 600 ميغا وات، كما أننا سنحاول رفع قدرة الوحدة الأولى في محطة الزاوية في حدود 130 – 200 ميغا وات، كل هذا سيسهم في تقليل العجز، لدينا مجموعة مشاكل، ضف إلى كل ذلك مساعينا الجادة في إتمام صيانة محطة الخليج البخارية في سرت، لكن الخط الرابط بين سرت ومصراتة، “لم نتم صيانته؛ نتيجة تعنت الطرفين”.
قلت إننا مقبلون على طرح للأحمال خلال ذروة الصيف المقبل يصل إلى 6 ساعات يومياً، ألا يُفهم من ذلك أنه لا حلول تلوح في الأفق لحل مشكلة الكهرباء التي أصبحت تؤرق الليبيين؟
لا، لا، قلت لك إن حكومة الوحدة الوطنية تسعى لتقليل ساعات طرح الأحمال، ومن الممكن الوصول بها إلى قيمة صغيرة جداً، هذه الحكومة تحاول مع كل الأطراف التي تساعد الدولة الليبية للمساهمة في وضع حلول لأزمة الكهرباء خلال هذه الفترة.
ما صحة ما يتداول بأن قوات حفتر ومرتزقته الروس (الفاغنز) في سرت هم من يقفون وراء عدم ربط الشبكة الغربية بالشبكة الشرقية؟
أبعدني عن التجاذبات السياسية، أنا رجل فني، أدير الشبكة في كامل التراب الليبي في مصراتة وبنغازي وطرابلس وطبرق، كلها شبكة واحدة، ما يهمني أن تصل الكهرباء إلى المواطن، نحن بمنأى عن التجاذبات السياسية، نحن نحاول إيصال الكهرباء للجميع، الموضوع بالنسبة لنا كإدارة عامة فني، وليس سياسي.
لنعود إلى ذات الموضوع، ما سبب عدم ربط الشبكة الغربية بالشبكة الشرقية؟
لو أتممنا ربط سرت بمصراتة، يعتقد كثيرون أننا سنأتي بالكهرباء إلى مصراتة، الأخيرة لديها محطة بقوة 750 ميغا وات، أحمال مصراتة 400 ميغا وات، وذلك كاف بالنسبة لمصراتة، النقطة الأخرى خلال اليومين الماضيين كان لدينا فائض في الشبكة العامة قدرته 250 ميغا وات، تزامن مع ذلك وجود عجز في المنطقة الشرقية 150 ميغا وات، لو كانت الشبكة مترابطة لقمنا بتغطية عجز المنطقة الشرقية بما لدينا من فائض؛ تخفيفاً لمعاناة المواطن، ونحن جادون وماضون في أن تكون شبكة الكهرباء واحدة.
ما الذي أنجزه وفد شركتي “أنكا وتشاليك التركيتين”، “سيمنس الألمانية”، “جي إيي الجزائري” الذين زاروا محطات الكهرباء الليبية خلال المدة الماضية، وتردد أنهم أخضعوها لعمليات صيانة وعَمرة؟
بالنسبة للإوة في الجزائر قاموا بعمل في محطة الخمس يشكرون عليه وهو إدخال 500 ميغا وات على الشبكة، “رغم وجود كثير من الغلط، وزيارتهم كانت كنوع من الفزعة، وأدخلوها للشبكة وحاليا تعمل والحمد لله”، استعنا بهم مؤخراً في تدريب الأطقم الفنية في محطة الخمس، حالياً هم في المرحلة الثانية من التدريب، وهم على كفاءة، وهذا بشهادة الفنيين في محطة كهرباء الخمس، دائما العالم يعمل هكذا، وجود فنيين لديك لا يعني ألا تأتي بفنيين من الخارج وتستعين بهم، الوفد الجزائري أحضر معه قطع غيار وقام بتركيبها مجاناً، وهذا ردي على من يرددون شائعات أن قدوم الوفد الجزائري كان ضمن صفقات وعقود، فأنا توليت مهامي منذ 7 أشهر، وطيلة هذه الفترة لم تصرف علينا الحكومة أي مليم، وهذا بشهادة وزير المالية.
بالنسبة لشركتي آنكا التركية وسيمنس الألمانية، هناك عقدان وقعتهما الشركة العامة للكهرباء مع الشركتين، سيمنس الألمانية دورها توفير المعدات، أما دور آنكا التركية فهو تركيبات وأعمال مدنية، المشروعان حالياً قيّد الإنجاز، نتوقع إدخال الوحدات على الشبكة العامة خلال الربع الأول من عام 2022، تواجهنا بعض الصعوبات الأمنية التي يشترطها المقاول، إلا أنني أؤكد لك أن هذه الصعوبات في طريقها إلى الحل، المشروعان أحدهما: تشغيل محطة مصراتة بكامل قدرتها 640 ميغا وات، والآخر اضافة 670 ميغا وات إلى محطة غرب طرابلس، دخول الوحدات التي أشرت إليها على الشبكة سيكون مع الربع الأول من العام المقبل.
ما هي خطتكم لـ”حلحلة أزمة الكهرباء في ليبيا”، وكم من الوقت والمال يحتاج تنفيذ هذه الخطة لتصبح أزمة الكهرباء من الماضي؟
لو وفقنا الله، ولم تكن هناك صعوبات أخرى ولم تحدث حرب أو مشاكل داخلية، لن تكون هناك مشكلة في الكهرباء بعد صيف 2021 الذي نحن مقبلون عليه، مع مطلع العام 2022 ستدخل محطة مصراتة بكامل قدرتها 640 ميغا وات، وأيضاً محطة طرابلس بكامل قدرتها 670 ميغا وات، إضافةً إلى محطة طبرق بقدرة 740 ميغا وات، بذلك يكون جزء كبير من المشكلة قد حُل، النقطة الثانية نحن في المراحل النهائية لتوقيع عقد إنشاء محطة جديدة بـ 1300 ميغا وات في جنوب طرابلس، هذا الحل الأخير، بعدها لن تكون هناك أي مشكلة، الأعمال المدنية للمحطة الجديدة التي أشرت إليها بدأت فعلياً، حالياً الحكومة لديها وجهة نظر، أعتقد سيتم توقيع العقد في الأيام المقبلة، مع المقاول الحالي أو مقاول آخر ترى الحكومة أنه أجدر بالتنفيذ.
ما الذي قدّمته لكم حكومة الوحدة الوطنية حتى الآن؟
قطاعات الكهرباء في العالم وحتى في الدول المجاورة لنا تعمل بمخطط إستراتيجي، يتم اعتماده ويتم العمل عليه سواء من هذه الحكومة أو تلك، وما نأمله من الحكومة أن تعطي المخطط الإستراتيجي أهمية؛ لأنه الضامن لعدم وجود مشاكل في شبكة الكهرباء، للأسف، خلال السنوات الماضية لم يتم متابعة المخطط الإستراتيجي الذي وضعته الشركة العامة للكهرباء، كان الأمر كله اجتهادات لا نعرف غرضها وكثير منها لم يكن موفقاً، يجب أن يتم احترام المخطط الإستراتيجي وتنفيذه بشكل دقيق ومتابعته من الجمعية العمومية أو مجلس إدارة الشركة أو أن يكلف المدير العام للشركة بتنفيذه والاستمرار فيه.