في عام 2017 فقد نحو مليار دينار ليبي من الأموال المودوعة في مصرف ليبيا المركزي ببنغازي، وتضاربت حينها الأقوال حول المسؤول عن اختفائها
لكن تقرير فريق الخبراء المعني بليبيا التابع للأمم المتحدة كشف بعدها عن استيلاء ميليشيا 106 التابعة لصدام ابن حفتر على هذه الأموال الضخمة من فرع المصرف ببنغازي.
وأكد الفريق أن القيمة التي سٌرقت من الخزينة تحوي أكثر من 600 مليون دينار ليبي، وأكثر من 159 مليون يورو، وأكثر من مليون دولار، وقرابة 6 آلاف عملة فضية.
وأكد التقرير ضغوطات شديدة مٌورست على مديري المصرف المركزي في بنغازي من قادة تابعين لحفتر؛ للحصول على الأوراق النقدية وخطابات الائتمان، مشيرا إلى أن بعضهم قرر مغادرة البلاد لأسباب أمنية.
تبرير السرقة
محافظ المركزي الموازي علي الحبري صرح حينها أن الأموال التي كانت موجودة في المصرف المركزي ببنغازي طوال فترة الحرب في المدينة، أتلفتها مياه المجاري التي دخلت المصرف.
وأضاف الحبري أنهم أعدموا منها الملايين وباعوا 26 مليون يورو من مجموع 45 مليون يورو؛ لتلوثها بأنواع من البكتيريا نتيجة مياه الصرف الصحي التي غمرتها في المصرف المركزي، وفق قوله.
لكن تقرير فريق الخبراء أكد أن تصريحات الحبري كانت متناقضة وغير مكتملة حينها.
أوارق متعفنة
مؤخرا كشفت إذاعة فرنسا الدولية في تقرير لها القبض على زوجين فرنسيين بحوزتهما 20 ألف يورو من الأوراق النقدية “المتعفنة” المنهوبة من مصرف ليبيا المركزي ببنغازي عام 2017.
وأفصح التقرير -وفق موقع الإذاعة- أن ابن خليفة حفتر صدام هو من قام بنهب هذه الأموال، وأمر بتحويلها إلى مكان مجهول بمساعدة تابعيه تحت حماية أمنية مشددة، لافتا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتهم فيها “ًصدام” بالسطو على بنك فهو قام بذلك في طرابلس سنة 2011.
تهريب الذهب
في ذات السياق أفصح راديو فرنسا الدولي عن أن حفتر وأولاده وبعض الضباط المقربين منه يستخدمون الطائرة الخاصة فالكون-900 في الاتجار وغسل الأموال وتهريب الذهب الليبي.
وقال الراديو في – تقرير له- إن طائرة حفتر الخاصة هبطت مرتين في تركيا والإمارات في يوليو الماضي، لمبادلة سبائك الذهب بالدولار الأمريكي من أجل التمويل والحفاظ على الكيان العسكري الذي أنشأه في شرق ليبيا.
وأضاف الراديو أن صدام يعرف ببيعه للخردة والنفط بشكل غير قانوني إلى تركيا بحسب تقرير للجنة خبراء الأمم المتحدة، وقد ربح من التهريب مليارا و500 مليون ليرة تركية فيما تمر أغلب الصفقات من خلال البنوك الإماراتية.
تحذير إيطالي
حذر المصرف المركزي الإيطالي فروعه كلها من استقبال المبالغ الضخمة التي وصلت من فرع مصرف ليبيا المركزي ببنغازي؛ التي سرقها ابن حفتر صدام.
ونقلت صحيفة “أل تينبو” الإيطالية عن المصرف الإيطالي أن هناك اتصالات داخلية تجري لمعرفة كيفية وصول هذه الأموال المنهوبة من مصرف بنغازي إلى بعض فروعه، موضحا أن هذه الأموال القادمة من مصرف بنغازي البعض منها تالف والبعض مسروق.
وبينت الصحيفة أن المصرف حذر من محاولة تغيير هذه العملة في إيطاليا، وأنه من المستحيل معرفة مقدار الأموال المسروقة أو التالفة، مشيرا إلى أن المصرف المركزي الأوروبي طلب تعاون البنك المركزي الإيطالي لتتبع سندات بقيمة تتراوح بين 100 و 200 ألف يورو، كانت ستزال بواسطة فرق الأمن التابعة للبنك المركزي في بنغازي خلال الحرب.