تواصل جمعية الهلال الأحمر الليبي بمصراتة جهودها لتسليم آخر طفلَيْن من (الأطفال الفاقدين لذويهم أو غير المصحوبين بهم) الذين أخرجتهم قوات “البنيان المرصوص” أثناء تحريرها لمدينة سرت من تنظيم الدولة عام 2016م.
وينتظر الطفلان الأخيران وهما “عمّار” مصري الجنسية ذو الأعوام الأربعة، و “حفصات” نيجيرية الجنسية، ذات الثلاثة أعوام، نتائج الجهود التي تبذلها دولتاهما مع الدولة الليبية، وفق حديث رئيس وحدة الدعم النفسي والاجتماعي بالجمعية “فيصل جلوال”.
يتابع في حديثه للرائد أن الطفلينن هما من أصل 53 طفلاً تتراوح أعمارهم بين يومين و 12 عاماً، ويحملون جنسيات ليبية وتونسية ومصرية وسودانية وسنغالية ونيجيرية وغانية وصومالية، أخرجوا من سرت، وسلموا لبلدانهم على فترات متلاحقة.
وقال نائب مدير مركز مصراتة الطبي سابقاً “محمد إعبيد”، إن أطفال التنظيم الذين استقبلهم المركز فور إخراجهم من سرت كانوا في حالة يرثى لها، ويعانون أمراضا مختلفة، ومصابين بجروح وكسور، وقد آواهم المركز لأسابيع بعد عزلهم طبياً.
وزارت الرائد المبنى الذي آوى الأطفال والمتكون من قاطعين اثنين، وكانت الجمعية تخصصه لتدريب متطوعيها، وقد جُهّز المبنى وساحته الخارجية بألعاب كان يقضي الأطفال أوقات فراغهم في اللعب بها.
وفور تسلمها للأطفال، وظفت الجمعية مرافِقة للأطفال تصحبهم أكثر من 12 ساعة يوميًّا، قالت في حديثها للرائد، إن ما دفعها للقبول بهذه المهمة هو ظروفها المادية الصعبة، إلا أنها لا تخفي سعادتها لقيامها بواجب إنساني، إذ تتولى تغيير ملابس الأطفال وتحميمهم وتوزيع الأكل عليهم.
ويتولى صندوق التضامن الاجتماعي، مهمة إعاشة الأطفال، حيث تحضر سيارة تابعة للصندوق ثلاثة وجبات يومياً وفي فترات منتظمة.
ووفق “جلوال”، فقد بذلت جمعيته جهودا مضاعفة من أجل الاهتمام بالأطفال ورعايتهم لأربعة أعوام، بالتعاون مع منظمات محلية ودولية، مشددًا على أنهم تسلموا الأطفال فور إخراجهم من سرت لإعادتهم إلى ذويهم واستيفاء الشروط الإنسانية لتسليمهم.
وكان القنصل العام للجمهورية التونسية لدى ليبيا “توفيق القاسمي” قد تسلّم، في 23 من يناير الماضي، من جمعية الهلال الأحمر الليبي بمصراتة، 6 من الأطفال الفاقدين لذويهم وغير المصحوبين تتراوح أعمارهم بين 4 و 14 عاما، وجميعهم من الذكور.
وقال “القاسمي” للرائد، إن هذه الخطوة ستليها مرحلتان اثنتان، هما تسليم الأطفال المصحوبين بأمهاتهم ممن يتحفظ عليهم في سجون الدولة الليبية، والمرحلة الأخيرة تتضمن تسليم جثت قتلى التنظيم.
ويأتي تسلم الدولة التونسية لأطفالها في ليبيا، بعد مرور عام على مؤتمر صحفي عقدته جمعية الهلال الأحمر الليبي قالت فيه، إنها أُثقلت بملف الأطفال، وناشدت السلطات التونسية التحرك واستلام أطفالها بعد عامين اثنين من إيوائهم ورعايتهم.
ولا يخفي رئيس وحدة الدعم النفسي والاجتماعي عدم اهتمام الدول التي يحمل الأطفال جنسياتها بالأطفال، وعزز حديثه بقوله “لم نتوقع أن يبقى الأطفال تحت رعايتنا لأكثر من ثلاثة أشهر”.
ويعدّ فرع جمعية الهلال الأحمر الليبي بمصراتة، أول فرع لاتحاد جمعيات الهلال والصليب الأحمر على مستوى العالم الذي يحمل على عاتقه مسؤولية إيواء أطفال التنظيم، ورعايتهم وتأهيلهم، وفق “جلوال”.