تحدث عضو مجلس النواب جلال الشويهدي في الجزء الثاني لمقابلة أجرتها معه الرائد عن البدائل التي لوح بها غسان سلامة لتجاوز النواب، و إجهاض حفتر والنواب الداعمين له للاتفاق السياسي.
س1- مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة، لوح بطرح بدائل جديدة طلبها منه مجلس الأمن الدولي؛ لتخطي الجمود الراهن في ليبيا، مؤكدا أنه لا يزال يدرس هذه البدائل، ولا يستطيع الإفصاح عنها إلا بعد عرضها على مجلس الأمن…. في تقديرك ما هي هذه البدائل؟
ج1- حذَّرْنا مبعوث الأمم المتحدة منذ البداية حول المؤتمر الجامع الذي دعا لعقده، من أنه إذا أخفق في التوفيق بين أعضاء مجلس النواب ومجلس الدولة البللغ عددهم قرابة 330 شخصا، فكيف سيوفق في مؤتمر جامع فيه من كل الشرائح التي تختلف آراؤها؟!، وتصريحاته من جهة تهدد باتخاذ بدائل أخرى، وهو من جهة أخرى يطلب التركيز على الاتفاق السياسي، ويؤكد أنه لا يستطيع أن يفرض على الليبيين أي شيء.
س2- غسان سلامة لم يهتم كثيرا لما يجري بين أعضاء بالنواب والدولة من محادثات لتعديل المجلس الرئاسي .. لماذا هذا التجاهل؟
ج2- غسان سلامة يعلم جيدا أن الأطراف من النواب والدولة لن تصل إلى أي اتفاق حول تعديل المجلس الرئاسي، وقد حذرناه من الفشل من بداية جولات الحوار في تونس؛ لأن من يمثل مجلس النواب في الحوار هم من المعارضين للاتفاق السياسي الذين يريدون عرقلته بأي ثمن، ومحاولتهم الآن لتغيير المجلس الرئاسي ليست لحل المشكلة، ولكن من أجل مماحكات سياسية، ولا توجد لديهم رؤية وطنية لهذا التغيير.
س3- حضرتك كتبت على صفحتك الشخصية على فيسبوك، أن “حفتر” والنواب المحسوبين عليه أجهضوا الاتفاق السياسي في ليبيا، لماذا لم يكن هناك دور من النواب لمواجهة عملية الإجهاض آنذاك؟
ج3- النواب المؤيدون للاتفاق السياسي ويريدون مخرجا للبلاد من هذا الانقسام، مقاومتهم ستكون حضارية، ولا يمكن أن نواجه إجهاض الاتفاق السياسي بالطريقة التي يستعملها خليفة حفتر، الذي لا يعتمد فقط على أعضاء بالمجلس لتعطيل الجلسات بل يستعمل أشخاصا من خارجه كذلك.
س4- قلت إنه لا توجد مؤسسة عسكرية في الشرق، واعتبرت من يقودهم حفتر مليشيات … هل يدرك الناس في الشرق هذه الحقيقة، أم لا؟
ج4- بعض الناس يصدق أن هناك جيشا حقيقيا في المنطقة الشرقية؛ نظرا لظهور حفتر وبعض الضباط بالنياشين والرتب والبزة العسكرية الأنيقة، والذي أراه أنه لا توجد مؤسسة عسكرية حقيقية في ليبيا من امساعد إلى رأس اجدير، وللأسف نحن لدينا موروث مليشياوي من النظام السابق، فالكليات العسكرية كانت تخرج ضباطا وفي الأعياد الرسمية كانت تقام العروض العسكرية، ولكن بعد قيام 17 فبراير ظهرت علينا كتائب للنظام وهي تدين بالولاء لشخص معين فهي تسمى ميليشا وليست جيشا، وهي من وقفت معه إبان سقوطه إلى آخر لحظة، وما يقوم به حفتر الآن، هو أسوأ من ذلك، وأتحداه عند ذكر جيشه ألا يذكر القوات المساندة له، وهي قوة من الشباب المدنيين وهم في الحقيقة من قادوا المعركة، وأكرر أنه ليس جيشا بالمعنى الحقيقي.
س5- قبل سنة بالتحديد حدثت مجزرة جماعية في بنغازي قتل فيها 36 شخصا تقريبا، ووجدوا مقيدي الأيدي في منطقة الأبيار القريبة من مقر قيادة حفتر، فلماذا لم يدعُ مجلس النواب حفتر لاستجوابه والتحقيق معه في هذه الحادثة وغيرها من الحوادث المشابهة؟
ج5- للأسف لم يقم مجلس النواب حتى بالتقصي عن المعركة التي كانت تحدث في مدينة بنغازي، وطالبتُ في إحدى الجلسات سنة 2015 بعد ما ظهر في وسائل الإعلام أن عمارة الضمان التي تعدّ معلما من معالم المدينة، دمرت بالكامل لوجود قناص على تلك العمارة، ولأنني ابن بنغازي أخذت الكلمة وقلت من يقود المعركة في بنغازي ليست له أي دراية عسكرية وهي قيادة غبية، فقامت الدنيا، وبدأت التقرير تصل لقيادة الجيش وأنني ضد الجيش وأحرض عليه، وكانت هناك جرائم كثيرة غير هذه الجريمة، في شارع الزيت ومشروع الصفصفة، وما قام به محمود الورفلي أيضا من جرائم، ولم يحرك مجلس النواب ساكنا.
س6- هل تعتبر أن مجلس النواب منقسم على نفسه، ولا يستطيع اتخاذ قرارات حاسمة، مثل تضمين الاتفاق في الإعلان الدستوري، وإقرار قانون الاستفتاء وغيرها من القرارات دون ضغوطات خارجية؟
ج6- بالتأكيد تمارس على مجلس النواب ضغوط من الداخل على يد المؤسسة العسكرية، ومن أطراف خارجية إقليمية ودولية تتدخل في مصير ليبيا.
س7- ما رأيك في رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وهل يملك حقًّا مفاتيح المجلس، وإعداد جدول أعمال الجلسات وفق ما يريد؟
ج7- كان من المفترض أن يلعب عقيلة صالح دورا تاريخيا، وأن ينهي كل هذا العبث بالساحة السياسية، وهو من موقعه كان يستطيع لمّ الشمل، ولو أمكنه أن يبني مؤسسة عسكرية للدولة وليست لشخص، لانتهت أغلب المشاكل السياسية في ليبيا.
س8- أخيرا .. حسب رؤيتك، هل ترى لليبيا أملا قريبا في أن تخرج من أزمتها؟
ج8- الأمل موجود وباق، ولن نفقد الأمل، والمتغيرات كثيرة سنستفيد منها، ولا شيء يبقى على حاله.