in

كيف يرى الإعلام الرياضي أسباب الانتكاسات المتواصلة لكرة القدم الليبية؟

أينما ولّيت وجهك في كرة القدم الليبية لن ترى إلّا إخفاقًا، ولن تسمع سوى “خسر وغادر  وأجّل..”، في ظل حقبة كروية طالت انتكاساتها وتنوعت فصول الفشل فيها لمنتخباتنا وأنديتنا بقيادة اتحاد الكرة الذي بات خاويًا على عروشه دون رئيس، ففي سابقة تاريخيّة لم يتقدم أيّ مترشح لانتخابات رئاسته التي ستقام في بنغازي منتصف ديسمبر المقبل، كما تأخر انطلاق الموسم الكروي الجديد في وقت قاربت فيه دول الجوار على إكمال المرحلة الأولى من دورياتها.

تعددت الأسباب والانتكاسة واحدة

تعاقبت الاتحادات على رأس الكرة المحلية، وفي كلّ مرة يرث الرئيس الجديد تركةً كبيرةً، فبين سندان المشاكل الإدارية التي ظلّت تطفو لأكثر من عشر سنوات، ومطرقة ضغوطات الأندية، ضلّت المنتخباتُ الوطنية بكل فئاتها طريقَ النجاح وباتت مصدرًا لحزن الجماهير الليبية رغم دعم الدولة لها مباشرةً.

من خلال هذه الانتكاسات والإخفاقات المتتالية، استطلعت شبكة الرائد آراء الإعلاميين والصحفيين الرياضيين عن الأسباب الحقيقية التي دفعت الكرة الليبية إلى الهاوية.

القزيري: المنظومة الرياضية سبب الفشل

فقد رأى الإعلامي الرياضي “عمر القزيري” أن منظومة اتحاد الكرة السابق والأندية، هي السبب الرئيسي في الفشل الذريع لمنتخباتنا على جميع المستويات، خصوصا ما يحدث في الأندية التي تعتبر العمود الفقري في تدعيم المنتخبات بالرياضيين، وفي هذه النتائج التي نحصدها في الفترة الحالية، وأصابع الاتهام تتجه لمسؤولي الكرة في هذه المؤسسات.

قواس: مشكلة الرياضة الليبية الإدارة

أمّا الإعلامي الرياضي “أنيس قواس” فاعتبر أن المشكلة الاهم في الرياضة الليبية هي الإدارة، فبدونها لن نستطيع التقدم والنجاح، معربا عن أمله أن تنتج الانتخابات القادمة مكتبا تنفيذيا قويا قادرا على تغيير الواقع المرير لكل المنتخبات.

دخيل: وقفة من الدولة

من جهته، أكد الإعلامي الرياضي “مراد دخيل” أن إخفاقات المنتخبات تستوجب وقفة جادة من الدولة، لأنها تمثل واجهة البلاد وعليها أن تضع حداً لهذا الشكل المسيئ، وأولويات ذلك تتمثل في الاستعانة بإدارة أجنبية سواء فنية أم إدارية لتضع خارطة ومشروعا واضحا يمكن البناء عليه، ويكون المسؤول أو المدرب الليبي عاملاً مساعداً في هذه الخطة.

وأضاف “دخيل”، في تصريح للرائد، أن الدوري الليبي هذا الموسم يحمل طابعاً استثنائياً ويتطلب تنازلات جماعية لضمان إتمامه، فالعدد الكبير من الفرق يزيد من التحديات على عاتق المنظمين، وهناك مسؤوليات اجتماعية وأمنية يجب مراعاتها لضمان نجاح المسابقة رياضياً واجتماعياً.

وأوضح دخيل أن هذه النسخة تتطلب من مسؤولي الأندية والدولة العمل معًا لتعزيز نجاح الدوري، مضيفا أن شكل المسابقة الحالي يبدو منطقيًا لإعادة الدوري الليبي إلى مكانة أفضل بين الدوريات العربية، بعد تجاوز أخطاء التصعيد السابقة التي أضرت بسمعته.

رجوبة: الأندية تبحث عن الرئيس الأفضل لا المشروع الأفضل!

وقال الإعلامي الرياضي “مازن رجوبة”، إن ما يحدث في الفترة الحالية لا يبشر بتغيير حقيقي على مستوى إدارة كرة القدم الليبية، فحتى الآن لم نسمع بمشروع واضح يلاقي قبول الشارع الرياضي الذي نادى بإسقاط المكتب التنفيذي السابق بقيادة عبد الحكيم الشلماني.

وتابع رجوبة، في تصريح للرائد، أن من الواضح والمعلوم أن الأندية تبحث عن التوافق في اختيارها للرئيس والأعضاء القادمين بدلا من اختيار المشروع الأفضل، ما دفع الراغبين في تقديم الحلول للانسحاب لمعرفتهم بآلية واتفاق الأندية على المرحلة المقبلة.

وأضاف رجوبة أن المؤشرات تنبئ بمستقبل مجهول وربما أكثر سوءا للمنتخبات الليبية التي عانت تباعا من أزمة اتحاد الكرة وعشوائيته، بدءا من المنتخب الأول وصولا لمنتخبات الشباب والناشئين، فكيف لنا أن ننتظر صورة مختلفة وزاهية بطريقة العمل المبنية على المحاصصة نفسها؟

ولفت إلى مؤشر آخر قد يعصف بالكرة الليبية، وهو دوري الـ35 فريقا دون موعد واضح لانطلاقه بسبب صعوبة التوصل لشكل يرضي كل الفرق، خصوصا الصاعدة منها التي وجدت نفسها في الممتاز بقرار ولا تريد العودة من حيث أتت، فكشرت عن أنيابها قبل انطلاق الموسم قائلة: لماذا الهبوط لـ8 فرق؟

وأكد أن المسؤولية تتحملها الأندية التي اتحدت بالأمس على إسقاط الشلماني فحسب، متجاهلة أصوات جماهيرها المنادية بصوت عالٍ : ذهب عبد الحكيم فأين الحكماء؟

الحطاب: اتحاد الكرة أفضل من 100 وزارة

وقال الصحفي الرياضي الفيتوري الحطاب للرائد، إن كلّ المسؤولين سواء في اتحاد الكرة أو الأندية، ينظرون إلى الكرة كغنيمة وأسهل طريقة لكسب الأموال والسفر والشهرة أيضًا، وكما قال أحد أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد سابقا “اتحاد الكرة أفضل من 100 وزارة”.

ورأى الحطاب أن أسباب الإخفاقات تكمن في خوف الكفاءات من تولي زمام الأمور واستبعادهم، ومحدودية تطوير الكرة المحلية في أنديتنا التي تبحث عن بطولة ولو كان على حساب التطوير، إضافة إلى حال دولتنا المتشتتة سياسيًّا “فلن يستقيم الظل والعود أعوج!”.

تعددت الأسباب والإخفاق واحد

رغم تعدد الأسباب وتشابهها في آراء بعض الإعلاميين الرياضيين إلّا أن الكرة الليبية تحتاج لوقفة جادة ومشروع حقيقي لإصلاح ما أفسدته السياسة والحروب، خصوصا بعدما أصبحت كرة القدم مصدر دخل وسهمًا كبيرًا في بناء اقتصاد دول، وإلّا سنواصل رؤيتها تستنزف أموالًا من الدولة تتساوى في الموسم الواحد بميزانيات دول!

كُتب بواسطة Journalist

وفد ليبي يصل غينيا لاستعادة مزرعة كبرى لإنتاج المانجو والأناناس تملكها محفظة ليبيا إفريقيا للاستثمار

زيتون المرودم.. عطاء الأرض وجهد الأيادي