in

روسيا وحفتر .. هل ستستبدل موسكو “فاغنر” بوجود عسكري رسمي؟

يستمر الوجود العسكري الأجنبي في ليبيا رغم توافق لجنة 5+5 على مغادرة كافة القوات الأجنبية للبلاد في اتفاق وقف إطلاق النار الموقع منذ عامين، في الأثناء تسعى روسيا لاستبدال وجودها في ليبيا عبر مرتزقة فاغنر بوجود روسي رسمي معلن لا تنكره موسكو كما كانت تفعل مع مجموعة فاغنر قبل مقتل زعيمها يفغيني بريغوجين.

قاعدة بحرية على شواطئ ليبيا

وحول مساعي روسيا لتوطيد وجودها في ليبيا، كشفت صحيفة بلومبيرغ الأمريكية عن مساعٍ لتوقيع اتفاق دفاع بين حفتر والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد لقاء جمع الاثنين في موسكو أواخر سبتمبر الماضي. الصحيفة الأمريكية نقلت عن مصادر أن حفتر يسعى للحصول على أنظمة دفاع جوي وتدريب طيارين وقوات خاصة لحمايته، وفي المقابل سيتم تهيئة عدد من القواعد الجوية التي تسيطر عليها فاغنر لاستضافة القوات الرسمية.

وأضافت بلومبيرغ “روسيا تعمل على خطة لتوسيع وجودها العسكري في ليبيا يمكن أن تؤدي إلى إنشاء قاعدة بحرية على البحر الأبيض المتوسط، والسفن الروسية الحربية قد تحصل أيضا على حقوق الرسو الدائم في ميناء طبرق”.

تغير السياسية

مقتل يفغيني بريغوجين في حادث غامض في ضواحي مدينة موسكو، كان الخطوة الأولى للانتقال من التدخل غير المباشر إلى مباشر هذا ما تؤكده زيارة نائب وزير الدفاع يونس بك يفكوروف للشرق الليبي ولقائه حفتر قبل يوم واحد من مقتل بريغوجين.

نيويورك تايمز الأميركية كشفت في منتصف سبتمبر الماضي أن يونس بك يفكوروف قد أبلغ حفتر بأن مقاتلي فاغنر سيبقون في مواقعهم لكن الاستخبارات الروسية ستكون هي المسؤولة عن تلك المواقع والجنود.

وعقب زيارة يفكوروف، قال المتحدث باسم قوات حفتر أحمد المسماري، إن المباحثات كانت حول التعاون العسكري بما يشمل تنسيق التدريب على الأسلحة الروسية، في حين قالت وزارة الدفاع الروسية، إن المحادثات ستتناول التعاون في مكافحة الإرهاب.

الظهور الأول

الظهور الأول لمقاتلي فاغنر في ليبيا أواخر 2019 كان في أطراف طرابلس لإسناد قوات حفتر في الهجوم الذي قادته للسيطرة على العاصمة طرابلس.

ولكن رغم وجود فاغنر في ليبيا منذ 2019 إلا أن موسكو أنكرت بشكل مستمر أي وجود عسكري لها في ليبيا إلى مايو عام 2022 عندما أقر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال تصريحات صحفية، بوجود فاغنر كشركة أمنية خاصة لديها عقود مع السلطات شرق ليبيا.

مواقع المجموعة وأعدادها

أعداد مقاتلي فاغنر الموجودين في ليبيا يتراوح ما بين 2000 و2500 عنصر وفق بيانات صحفية، وهم منتشرون في عدة مواقع وقواعد عسكرية مجهزة بمنظومات الدفاع الجوي إلى جانب امتلاكهم طائرات حربية.

أما الأماكن التي تتخذها قوات فاغنر مقارّ وقواعد عسكرية لها، فأبرزها مدينة سرت الساحلية حيث تتمركز بقاعدة القرضابية الجوية وميناء المدينة البحري، إضافة إلى قاعدتي الجفرة الجوية وبراك الشاطئ الجوية.

ويظل السؤال المرافق لهذه التطورات، هل ستمضي روسيا في اعتمادها على مجموعة فاغنر كذراع لها في ليبيا أم ستستبدلها بوجود عسكري معلن؟ .

كُتب بواسطة إبراهيم العربي

ماهو مرض “الجلد المقدي” وكيف ينتشر؟

الدبيبة يدرس استبدال دعم المحروقات بالدعم النقدي المباشر للمواطنين