قال الطبيب الليبي المختص بعلم النفس “شاهين الزياني” الأربعاء، إن هناك أطفالا دخلوا في حالة اكتئاب، وآخرين حاول الانتحار وفقدوا القدرة على الكلام من هول ما عاشوه خلال ساعات الفيضانات التي ضربت مدن ومناطق الجبل الأخضر.
وأضاف الزياني في تصريح للأناضول أن ما شاهده خلال معاينته لعدة أطفال في مدينة درنة أمر محزن للغاية.
وتابع الزياني قائلاً: لك أن تتخيل أن يفقد طفل أمه وأباه في لمح البصر، ولك أن تتأمل حال طفل يفقد منزله ومدينته وجيرانه وأصدقاءه وكذلك مدرسته، وآخر يفيق في الليل ويجد منزله غارقا في المياه وسط صراخ كل من حوله في المنزل والشارع.
وذكر الزياني أن بعض الأطفال الذين نجوا لم يسعفهم أحد حتى وصول المساعدات بعد الظهيرة. وأشار الزياني إلى أن إدراك الطفل لهول ما عاشه يختلف كليا عن إدراك الإنسان البالغ وهنا تتمثل الأزمة والكارثة والمصيبة.
وأكد الزياني أن الأطفال الذين تم جلبهم إلى بنغازي ومدن أخرى أو نزحوا من مناطقهم مع عائلاتهم الناجية سيزيد الأمر من الأزمات النفسية لديهم.
وقال الزياني من المفترض أن يبتعد الطفل عن كل ما يشعره بأن الوضع استثنائي؛ لتهيئته للاستجابة للعلاج النفسي ما بعد الصدمة.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” قد كشفت أن نحو 300 ألف طفل تأثروا بالكارثة في شرق ليبيا، واصفة الأعداد بـ”الضخمة’ والتي تعد “جيلا كاملا”.