شكل اجتماع مؤسسات الدولة السيادية في سرت لغرض مناقشة مشروع الميزاينة المقترحة من الحكومة الليبية نقلة مهمة في مسار التوافق الوطني بين مختلف مؤسسات الدولة.
وبينما عدت الحكومة هذا الاجتماع أساسا لضمان وحدة الدولة عبر عدد من أعضاء مجلسي النواب والأعلى للدولة عن رضاهم وتشجيعهم لنتائج هذا الاجتماع آملين اعتماد الميزانية قريبا لتباشر الحكومة بقيادة فتحي باشاغا عملها رسميا لخدمة جميع الليبيين.
حضور مميز
وترأس الاجتماع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس الحكومة فتحي باشاغا بحضور دكل من نواب رئاسة مجلس الوزراء خالد الأسطى، وعلي القطراني، ووزير التخطيط والمالية أسامة حماد، ونائب محافظ مصرف ليبيا المركزي، علي الحبري، وأعضاء لجنة المالية والتخطيط بمجلس النواب، وممثلين عن المؤسسة الوطنية للنفط، وديوان المحاسبة، وهيئة مكافحة الفساد، وهيئة الرقابة الإدارية.
وأكد مصدر خاص من الحكومة للرائد حضور ثلاتة أعضاء من مجلس إدارة المصرف المركزي حضروا هم علي الحبري ومراجع غيث ومحمد المختار .
وأضاف المصدر أن المؤسسة الوطنية للنفط مثلها ثلاتة أعضاء أيضا انتدبهم رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله، منهم رئيس شركة الخليج العربي.
وحضر الاجتماع كذلك ممثلون عن ديوان المحاسبة انتدبهم رئيسه خالد شكشك. مطالبة المركزي بصرف الميزانية وأصدر أعضاء المجلس الأعلى للدولة الداعمون للتوافق بيان بشأن اعتماد الميزانية شددوا فيه على الأهمية البالغة؛ لاعتماد مجلس النواب للميزانية المقترحة من الحكومة الليبية اتساقا مع مبدأ تكامل السلطات وتعاونها بما يخدم العامة ويسهم في وحدة الدولة ومؤسساتها
وطالب الأعضاء مصرف ليبيا المركزي بصرف الميزانية للحكومة الليبية حال إقرارها من مجلس النواب واستكمال جهود توحيد مجلس إدارته احتراما للقرار السيادي الوطني وفقا للبيان
سلوك عقلاني
عضو المجلس الأعلى للدولة أحمد أبوبريق أشاد في تصريح للرائد بالمعالجة الحكيمة والتعاطي العقلاني للحكومة مع الأزمة وانتهاجها خيار السلم والتدرج في حل الأزمة السياسية.
وثمن أبوبريق جهود تيار الوفاق الوطني في مجلسي الدولة والنواب في إقرار الميزانية، ومشاركة المصرف المركزي وديوان المحاسبة والمؤسسة الوطنية للنفط في اجتماع سرت.
اعتماد الميزانية
ودعا عضو المجلس الأعلى للدولة صفوان المسوري في تصريح للرائد إلى استغلال حالة التوافق بين المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب، وتعزيزه باعتماد الميزانية، إيذاناً بالبدء الفعلي لعمل الحكومة.
وأضاف المسوري أن بيان الأعضاء الداعمين للتوافق يشكل حافزاً لمجلس النواب لإنجاز الميزانية، وكذلك استكمال المسار الدستوري واسترجاع القرار السياسي الوطني مرة أخرى.
فرصة يجب استثمارها
مقرر المجلس الأعلى للدولة سعيد كلا أشاد في تصريح للرائد بالبيان الأخير لمجموعة الوفاق الوطني في المجلس الأعلى للدولة، داعيا مجلس النواب لإتمام هذا الاستحقاق.
ورأى كلا أن هناك فرصة لاعتماد الميزانية المقدمة من الحكومة الليبية يجب استثمارها لصالح إعادة الاستقرار ولم شتات الوطن مرة أخرى.
عمل الحكومة من سرت
عضو مجلس النواب بلخير الشعاب رحب في تصريح للرائد يما نتج عن اجتماع سرت، مؤكدا على أن مجلس النواب هو السلطة التشريعية التي يجب أن تمتثل لها كل الأجسام بما في ذلك حكومة الدبيبة
واعتبر الشعاب عمل الحكومة في سرت خبرا جيداً؛ لأنه سيبعدها عن التكتلات والتهديدات، لتمارس عملها بشكل أفضل.
رمز للتوافق الوطني
بدورها أشادت الحكومة الليبية بتعاون المجتمعين وتعاطيهم الإيجابي ودعمهم لها في سبيل تحسين أدائها لواجباتها واختصاصاتها.
وقالت الحكومة في بيان إن اجتماع سرت جسد التوافق الوطني بشكل مشرف ويمثل أساساً متيناً لضمان وحدة الدولة الليبية وصيانة كيانها من الإنقسام، بما يسهم في تهيئة الظروف اللازمة لعقد الإنتخابات وإعلاء إرادة الشعب الليبي بحرية وشفافية.
لا للاقتتال
رئيس مجلس عقيلة صالح أكد على أن خيار الاقتتال بين الليبيين لم يعد مقبولاً في ظل وجود حلول سياسية، ومنها ممارسة الحكومة لعملها من سرت.
وطالب عقيلة خلال كلمته حكومة الدبيبة بتسليم مقراتها وليس السلطة؛ لأنها لا تملك السلطة بعد انتهاء مدة ولايتها داعيا الى أن يدار مصرف ليبيا المركزي من قبل مجلس إدارته، وليس المحافظ، مشددا على عدم صرف الأموال من دون قانون الميزانية العامة.
توزيع عادل
وفي ذات السياق قال رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا خلال كلمته إن مشروع الميزانية المقترح من حكومته سيضمن توزيعا عادلا ومباشرا للمجالس البلدية للمساهمة مع الإدارة المركزية في الرفع من نهضة الدولة والرفع من مستوى الخدمات لدى المواطن في كل مكان دون أي تمييز.
وأشار باشاغا إلى أن كل مجهودات حكومته ترتكز على حفظ كيان الدولة ووحدة مؤسساتها، وإنهاء مظاهر الفوضى والفساد وتهيئة المناخ لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية على أسس دستورية تجسيداً لإرادة الشعب وحقه في اختيار من يحكمه.
