Menu
in

حرائق الجبل الأخضر في ليبيا.. كارثة بيئية تهدد رئة البلاد الخضراء

تشهد منطقة الجبل الأخضر شرق ليبيا أمس موجة غير مسبوقة من حرائق الغابات، تسببت في تدمير مساحات واسعة من الغطاء النباتي الطبيعي، والتهام مزارع وبيوت واقتراب النيران من المناطق السكنية في مدن وبلدات مثل العويلية، وادي الكوف، مسة، وردّامة.
هذه الكارثة البيئية جاءت لتسلط الضوء مجددًا على هشاشة المنظومة البيئية الليبية، خاصة في ظل ضعف الإمكانيات، وغياب خطط الطوارئ لمواجهة الكوارث الطبيعية.

أهمية الجبل الأخضر بيئيًا

يمثل الجبل الأخضر واحدًا من أهم النظم البيئية في ليبيا، لما يحتويه من غابات كثيفة، وتنوع نباتي فريد، وتربة غنية، تجعله أشبه بـ “رئة ليبيا الخضراء”.

كما يسهم هذا الإقليم في تلطيف المناخ المحلي وتوفير الغطاء النباتي الذي يمنع تعرية التربة.

أسباب الحرائق المحتملة
رغم أن التحقيقات الرسمية لم تُعلن بعد عن سبب الحريق الرئيسي، إلا أن هناك عدة عوامل قد تكون وراء هذا الاشتعال السريع والانتشار الكارثي للنيران، ومن أبرزها:
1. العوامل الطبيعية
• ارتفاع درجات الحرارة: سجّلت المنطقة درجات حرارة عالية تجاوزت 40 درجة مئوية، مما ساعد على جفاف النباتات وتحولها إلى وقود سريع الاشتعال.
• الرياح الجنوبية الجافة (القبلي): أسهمت الرياح الشديدة، التي بلغت سرعتها أكثر من 80 كم/س، في تسريع انتشار النيران بشكل يصعب السيطرة عليه.
2. النشاط البشري
• الإهمال أو الإشعال غير المقصود: مثل رمي أعقاب السجائر أو إشعال النيران في أماكن غير مخصصة دون مراقبة.
• الحرق الزراعي: قد تكون بعض الحرائق بدأت كحرق للمخلفات الزراعية وخرجت عن السيطرة.
• الاعتداءات المتعمدة: في بعض الحالات، قد تكون هناك حرائق مفتعلة من قبل أشخاص بهدف توسيع الأراضي الزراعية أو البناء على أراضٍ حرجية.
3. نقص الإمكانيات
• ضعف فرق الإطفاء: تعاني فرق الدفاع المدني من نقص في المعدات والتدريب والخطط الوقائية.
• غياب نظم الإنذار المبكر: لم يتم تفعيل آليات الإنذار أو الإجلاء المسبق للسكان في المناطق المهددة.

الآثار البيئية والاقتصادية
• فقدان التنوع البيولوجي: أدت الحرائق إلى مقتل مئات الكائنات البرية والنباتات النادرة.
• تدهور التربة وزيادة التصحر: إزالة الغطاء النباتي تسهّل تعرية التربة وزحف الرمال.
• تهديد حياة السكان وممتلكاتهم: اقتربت النيران من بعض المناطق السكنية مما استدعى عمليات إجلاء في بعض القرى.
• خسائر اقتصادية: تضرر المزارع، الأشجار المثمرة، ومصادر رزق السكان المحليين.
ختامًا
تشكل حرائق الجبل الأخضر ناقوس خطر يجب أن يدفع السلطات الليبية والمنظمات البيئية إلى التحرك السريع لإنقاذ ما تبقى من هذا الكنز الطبيعي. إن حماية البيئة لم تعد رفاهية، بل ضرورة وجودية، خصوصًا في بلد يعاني أصلًا من تحديات مناخية واقتصادية وأمنية.

كُتب بواسطة سلسبيل الرايد

Exit mobile version