في أول كلمة له بعد اشتباكات طرابلس ، خرج رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة في كلمة مطولة تناول فيها مستجدات الوضع الأمني في العاصمة طرابلس، وردّ على المظاهرات التي اجتاحت الشوارع مؤخرًا،
الدبيبة استهل كلمته بالتأكيد على أنه تأخر في الحديث تجنبًا لإثارة الفتنة أو سوء الفهم، مشيرًا إلى أن ما حدث لم يكن حربًا، بل عملية أمنية دقيقة نفذتها الأجهزة الرسمية في منطقة مكتظة بالسكان دون أي أضرار تُذكر.
وصف رئيس الحكومة المشهد الأمني بقوله إن المليشيات انقسمت إلى ثلاث مجموعات:
مجموعة انسحبت وابتعدت عن المشهد.
مجموعة أخرى اندمجت ضمن مؤسسات الدولة وتمت ترقيتها.
وفئة ثالثة استمرت في ابتزاز الدولة واستغلال مواردها.
وتابع الدبيبة أن بعض هذه الجماعات أصبحت أقوى من الدولة نفسها، في وقت كانت فيه تسيطر على قطاعات حيوية مثل المصارف، متحدثًا عن مليشيا “غنيوة” التي كانت تسيطر على ستة مصارف وتهدد كل من يعارضها بالسجن أو الموت.
وأضاف أن هذه المليشيات استباحت المال العام، وابتزّت وزراء وسجنتهم، وسيطرت حتى على قرارات الدولة، لافتًا إلى أن قضية توريد أدوية علاج الأورام من العراق تم تحت ضغط مليشياوي مباشر على وزارة الصحة.
وفي سياق متصل أكد أن ما جرى في منطقة أبوسليم كان عملية ناجحة تم تنفيذها بسرعة دون خسائر بين المدنيين، رغم كثافة السكان في المنطقة.
وقال لأهالي أبوسليم: “الظلم رُفع عنكم، وسندعم منطقتكم أكثر من قبل.”
وكشف عن جملة من القرارات التي صدرت بعد العملية، أهمها تعيين العميد مصطفى الوحيشي رئيسًا لجهاز الأمن الداخلي، مشددًا على أنه لن يُظلم أحد بعد اليوم، مع توجيه واضح بمراجعة كل قرارات الجهاز وعناصره.
وفي ردّه على التظاهرات، قال الدبيبة إنه رغم تفهمه لبعض أسباب الاحتجاجات، إلا أن جزءًا كبيرًا منها كان مدفوع الأجر، مضيفا أن المليشيات التي تكنزت أموالاً ضخمة على مدى سنوات، واليوم تصرفها لحماية نفسها.
ووجّه الدبيبة رسائل شديدة اللهجة إلى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح الذي قال عنه: “طرابلس بريئة منك… أنت من رفعت راية تدميرها.”
و هاجم رئيس مجلس الدولة خالد المشري، واصفا إياه بالحقود
وفي رسالة إلى خليفة حفتر (الرجمة)، أشار إلى فيديو النائب الدرسي قائلاً: “ما حدث فقدان للإنسانية، ولا نرضى بهذه الإهانات لأي إنسان.”
الدبيبة أكد أن العملية حظيت بدعم غالبية المجتمع الدولي الذي يريد استقرار ليبيا، مشيرًا إلى تلقيه مكالمات عديدة ووفود دبلوماسية أبدت دعمها لخطوة تفكيك المليشيات.