Menu
in

” لوموند” لفرنسية: التحركات الروسية في ليبيا تكتيكية تسعى لتجنب أي اختلال في التوازن السياسي خشية ردود فعل من الولايات المتحدة وتركيا

ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن روسيا، بعد انهيار النظام السوري برئاسة بشار الأسد، وجهت اهتمامها نحو ليبيا، خصوصًا شرقها وجنوبها، حيث تحظى قوات خليفة حفتر بدعم عسكري روسي واضح، مع تصاعد نقل المعدات العسكرية إلى مناطق نفوذه.
وأفادت الصحيفة بأن الرحلات الجوية لطائرات الشحن الروسية إلى قاعدتي الخادم والجفرة أصبحت منتظمة بمعدل أربع رحلات أسبوعيًا منذ ديسمبر.

قاعدة بحرية أم مركز عبور استراتيجي؟
وتساءلت الصحيفة عن هدف التحركات الروسية، حول سعيها لإحياء مشروع قاعدة بحرية قديمة في طبرق أو سرت لاستضافة أسطولها في البحر الأبيض المتوسط، خاصة بعد خسارتها لموقع طرطوس في سوريا؟
أم أن التحركات تهدف إلى تعزيز قدراتها اللوجستية لتأمين مصالحها في دول الساحل مثل تشاد والسودان، حيث تسعى موسكو لبناء قاعدة بحرية في بورتسودان على البحر الأحمر؟

أجنحة الشام: جسر بين سوريا وليبيا
وأشارت “لوموند” إلى رحلات طيران شركة “أجنحة الشام” السورية، التي نقلت ضباطًا من جيش بشار الأسد إلى بنغازي، ما يعكس وجود ارتباط مشترك بين موسكو ودمشق لخدمة مصالح اقتصادية وأمنية، بما فيها تهريب المخدرات مثل الكبتاغون.

روسيا: تكتيك المرونة بدل التصعيد
ورجحت الصحيفة أن تكون الأولوية الروسية في ليبيا تكتيكية، أقرب للعبور المؤقت من إنشاء قاعدة دائمة.
وأكدت مصادر أممية بحسب الصحيفة أن موسكو تسعى لتجنب أي اختلال في التوازن السياسي في ليبيا، خشية ردود فعل من الولايات المتحدة وتركيا.

وأشار الخبير إيغور ديلانوي، نائب مدير المرصد الفرنسي الروسي، إلى أن روسيا تفضل التنسيق البحري المرن بدل الاستثمار في إنشاء قاعدة بحرية مكلفة، خاصة في ظل الحساسيات الوطنية داخل ليبيا وفقا للصحيفة.

إعادة تأهيل مطار معطن السرة: غموض الاستراتيجية
ولفتت الصحيفة إلى مشروع تأهيل مطار معطن السرة في جنوب شرق ليبيا، على مقربة من الحدود مع تشاد والسودان.
وأوضحت أن روسيا ستتولى التنفيذ بتمويل إماراتي، ما يثير تساؤلات حول الهدف الاستراتيجي لهذا المطار.

ورأت الصحيفة أن هذا المطار قد يشكل مركز دعم استراتيجي مشابهًا لقاعدة “أمجراس” في تشاد، التي تخدم قوات الدعم السريع السودانية بقيادة حميدتي.
ولكن قد يعمق الانقسام في الولاءات داخل ليبيا بين مصر الداعمة للجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، والإمارات الداعمة لحميدتي.

التوازن الصعب بين الأطراف الليبية
اختتمت الصحيفة بالتحذير من تداعيات التحركات الروسية الإماراتية على المشهد الليبي، خصوصًا مع الانقسام الحاصل بين داعمي حفتر.
وأكدت أن هذه التطورات قد تزيد من تعقيد المعضلة الليبية، ما يهدد استقرار البلاد بشكل خطير.

كُتب بواسطة ليلى أحمد

Exit mobile version