حطت رحال طائرة عدد من القادة والمسؤولين الأفارقة على أرض مطار معيتيقة في طرابلس، رغبةً في لعب دور فعال في حل الأزمة الليبية في وقت عجزت فيه البعثة الأممية والدول المتداخلة في الشأن الليبي عن إحداث تقدم ولو جزئي في المشهد السياسي.
وفد رفيع المستوى
وفد أفريقي رفيع المستوى وصل أمس الجمعة للعاصمة طرابلس، يضم الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئيس مفوضية الاتحاد موسى فكي، ووزير خارجية الكونغو برازافيل “جان كلود جاكوسو”.
والتقى الوفد الإفريقي خلال زيارته رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي والنائب عبد الله اللافي ورئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، كلا على حدة، حاملين معهم مبادرة أفريقية لحل الأزمة الليبية لم يُفصَح عن فحواها.
مرحلة جديدة
و قال الدبيبة، خلال اللقاء، إن المشهد السياسي الليبي يدخل مرحلة جديدة، بعد أن بدأ اتخاذ خطوات حاسمة لحل عقبات قيدت المشهد سنوات، معتبرا الزيارة رسالة دعم قوية لليبيا في هذا الوقت الحاسم.
وأكد الدبيبة عزمه المضي قدما لتحقيق قرارات محورية من أجل إزالة العوائق التي شوهت مسار الاستقرار خلال المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن ذلك يصب لمصلحة ليبيا، التي يجب أن تعبر المراحل الانتقالية، وتذهب مباشرة إلى إجراء الانتخابات عبر أساس قانوني متين ونزيه.
ارتباك على الهواء
وفي ارتباك واضح على الهواء مباشرة، رفض الدبيبة طلب رئيس المفوضية الأفريقية قراءة المقترح الإفريقي وعرضه على الملأ، مؤجلا ذلك في الجلسة، خاصة بعد قطع البث المباشر عنها.
تملص من الصراع
وفي سياق متصل، أكد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي خلال لقائه بالوفد الافريقي، أن الرئاسي ليس طرفًا من أطراف الصراع في ليبيا و على تواصل مع كل الأطراف.
وقال المنفي في تصريح له، إن المجلس يحرص على عدم استثناء أي طرف في مسار المصالحة، ومستمر في تعزيز نهج الشراكة الوطنية وتحقيق الملكية الوطنية للحل، مرحبا بمبادرة الاتحاد الإفريقي لعقد لقاء للأطراف الليبية المنخرطة في عملية المصالحة في “أديس أبابا”.
سبب الزيارة
وكانت صحيفة جون أفريك الفرنسية، قد أشارت في وقت سابق، إلى أن زيارة الوفد الإفريقي لطرابلس تأتي من أجل لقاء جميع الأطراف الليبية للدفع بعملية المصالحة الوطنية التي يرعاها الاتحاد الإفريقي.
وبينما قال الرئيس الموريتاني محمد الغزواني، إن الهدف من زيارة ليبيا هو التحضير لاجتماع المصالحة الوطنية والمقرر عقده في نوفمبر من العام الجاري بأديس أبابا، معتبرا أن المصالحة الوطنية أساسية لأية عملية سلام شاملة تفضي إلى اعتماد ميثاق للمصالحة، تحدثت مصادر لصحيفة الوسط أن زيارة “الغزواني” جاءت بهدف تدارك هفوة دبلوماسية، حسب تعبيرها، عندما استقبلت نواكشوط رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد.
دعم صيني
ومن جانب آخر توقع المبعوث الصيني بمجلس الأمن الأربعاء الماضي أثناء كلمته بالجلسة المخصصة للاستماع إلى الإحاطة الدورية للبعثة الأممية في ليبيا، أن تؤدي زيارة رئيس وموريتانيا ورئيس الاتحاد الإفريقي ووزير خارجية الكونغو، دورا إيجابيا لإعادة بناء الثقة بين الأطراف الليبية وتجاوز الخلافات، داعيا المجتمع الدولي لدعم الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية من أجل تعزيز التسوية السياسية.
حكومة جديدة
وتتزامن زيارة الوفد الإفريقي وحديثه عن ملف المصالحة الوطنية والدفع بالعملية السياسية، مع إصرار اطراف رئيسية عدة على رأسها مجلس النواب على تشكيل حكومة جديدة للقيام بالإشراف على الانتخابات، وهو ما ترفضه حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وقال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، خلال زيارته للعاصمة الأمريكية واشنطن، أن ما يعرقل إجراء الانتخابات في ليبيا هو وجود حكومتين، وسيطرة بعض المجموعات المسلحة على العاصمة؛ ما جعل المفوضية عاجزة عن إجرائها.
واقترح صالح في حوار صحفي مع قناة “الحرة الأمريكية”
تشكيل “حكومة مصغرة”، مشيرا إلى وجود تدخلات من بعض الدول أسهمت في تعطيل إجراء انتخابات في ليبيا حتى الآن، مبديا استعداده لإنشاء حكومة جديدة بالتشاور مع مجلس الدولة.
تواصل إفريقي مع حكومة حماد
وشهدت الفترة القليلة الماضية، تواصلا إفريقيا متزايدا مع الحكومة الليبية برئاسة أسامة حماد الذي التقى في الـ 11 من أغسطس الماضي، نظيره المصري مصطفى مدبولي، تبعتها زيارة حماد للعاصمة الموريتانية “نواكشوط” ولقاؤه بالرئيس محمد الغزواني في 28 من ذات الشهر، وصولا إلى زيارة حماد لجمهورية تشاد في 31 من أغسطس ولقائه الرئيس محمد دبي، في حين تلقى حماد اتصالا هاتفيا من رئيس وزراء جمهورية غينيا بيساو في 1 من أكتوبر الجاري.
فماذا تحوي هذه المبادرة؟ وهل تنجح فيما فشلت فيه القوى الإقليمية الكبرى؟