Menu
in

الدور السداسي .. تخبط وبيانات وتأجيلات قبيل انطلاقه، فكيف ستكون نهايته؟

عاش الشارع الرياضي في الآونة الأخيرة حالة من التذمّر والاحباط؛ بسبب التخبّط في إدارة اتحاد كرة القدم للمرحلة الختامية من الدوري الليبي الممتاز، فبعد إعلان رئيسه عبد الحكيم الشلماني في آخر جولات إياب الممتاز أن الدور السداسي سيقام في المملكة المغربية، ظهرت حكومة الدبيبة عبر وزير الرياضة بقرارٍ مفاده إقامة هذه المرحلة في الملاعب الإيطالية.

اتحاد الكرة لم يكن له أيّ خيارٍ آخر خصوصًا عندما يتعلّق الأمر بالدعم الحكومي، فما بالك أن يأتيه الدعم ومكان لخوض هذا الدور في آن واحد، ليعلن انطلاق سداسي التتويج في الـ27 من شهر مايو الماضي بعد اتفاق الأندية الستة بالإجماع على مكانه وموعده وإعلان قرعته أيضًا..

وقبيل السفر بأيام حدث ما لم يكن في الحسبان، خصوصًا مع تداول بعض الأقاويل عن تمرير صفقة مربحة من خلال إقامة الدور السداسي في إيطاليا لبعض المسؤولين، وشكوى الأندية من الفنادق في إقليم “توسكانا”، إضافة إلى بُعد الملاعب عنها بمئات الكيلومترات، فتأجل السداسي إلى أجل غير مسمى، وأصبحت إقامته في الملاعب الإيطالية أمرًا صعبًا، فتعنّتت الأندية رافضةً اللعب لتقرر وزارة الرياضة تغيير الفنادق والملاعب التي كانت ملاعب لدوريات الدرجتين الثانية والثالثة للأندية الإيطالية وبعشب صناعي.

بيان قبيل السفر
وأصدرت أندية النصر والهلال والأهلي بنغازي، بيانا مشتركا، تطالب فيه الحكومة بتجنب التدخل في عمل اتحاد الكرة وتوفير الدعم له فحسب.

وطالبت الأندية اتحاد الكرة بالالتزام بما اتفق عليه في الاجتماع الذي سبق قرعة الدور السداسي، والإفصاح عن طواقم التحكيم لكلّ المباريات شريطة أن يكونوا حكامًا دوليين ونخبة، منبّهة الاتحاد إلى ضرورة إعلان قوائم كلّ لاعبي الأندية، والسماح لأي نادٍ باللجوء مباشرة إلى محكمة التحكيم الدولية “TAS”.

فتنة كبيرة
وفي رده علي بيان هذه الأندية، قال رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم عبد الحكيم الشلماني، إن ما يحدث الآن هو فتنة كبيرة تُموَّل فيها بعض صفحات التواصل الاجتماعي لتأجيجها، و”أتمنى أن تفطن الأندية لهذا الأمر، فنحن شعب واحد، وهناك أناس تدّعي النزاهة في حين أنها أضرّت ببعض الأندية الموسم الماضي بسبب هذه البيانات.

اتحاد الكرة عاد ليعلن انطلاق المباريات بعد تأجيلها 4 مرات خلال شهرين، في حين عبر الوسط الرياضي إعلامًا وجمهورًا عن استيائه الشديد من هذا التخبط المستمر في الرياضة الليبية.

تضارب مصالح
الإعلامي “عمر القزيري” وصف مايحدث: بـ “فوضى عارمة تجتاح كرتنا المحلية وتضارب المصالح بين جهتين تعتقد كل منها أنها الأحق في تسيير الرياضة وبالأخص كرة القدم الليبية، ما بين وزارة الرياضة واتحاد الكرة، ويسعى الطرفان لإثبات وجودهما أمام الشارع الرياضي بالسيطرة على عالم هو الأقرب لقلوب الجمهور الرياضية..
سداسي التتويج الذي ضاع بين من يملك المال والمتمثل في الوزارة والطرف الآخر من يعتقد أن له القرار الأول والأخير لما يمثله كهيئة عليا والوريث الرسمي في ليبيا للعبة الشعبية الأولى والمتمثل في اتحاد الكرة الذي لاحول له ولاقوة ليمتثل لنداء المال ويترك دفة المنافسات للقوة الأكبر.. وهنا يصبح السداسي بين تيارين والخاسر كرتنا المحلية”.

حقبة العشوائيات
من جهته، لم يستغرب الصحفي الرياضي “فؤاد الصادق”، في تصريح للرائد، هذا التخبط قائلا: “ما يحدث الآن لكرتنا ليس مستغرب وما هو إلا امتداد لحقبة العشوائيات التي لن تنتج إلاّ التخبطات والارتباك الذي نعيشه الآن، فلا شك أن المسؤولية تضامنية وتقع على عاتق الجميع، ولكن المسؤول الأول والأكبر هو اتحاد الكرة الذي يثبت لنا كل يوم بأنه لم ولن يكون قادراً على إدارة الكرة في بلادنا بالشكل المأمول”.

لا يوازي الإنفاق
واعتبر الكاتب والصحفي “بشير ميلاد ” أن حالة التخبط والعشوائية مشهد تعودنا عليه للأسف الشديد مرارا وتكرارا في ظل من يدير شؤون الكرة حاليا الذي يفتقد للرؤية السليمة والجرأة في فرض هيبته على مسرح الحدث، مثلما يحدث في حاليا في إيطاليا من تخبط وفوضى كروية امتدت من إقليم توسكانا حتى إقليم لاتسيو بالعاصمة روما، وظهور العديد من المشاكل على السطح على غرار الإقامة على مستوى الفنادق والملاعب وبعد المسافات، إلى قصة التحكيم وما أدراك ما التحكيم، والسياسة غير التوافيقة بين الفرق الستة واتحاد الكرة، وانعدام الثقة بين كل الأطراف، وهلم جرا من المشاكل الأخرى التي أثرت بشكل مباشر على تاخير انطلاقة المنافسات، وهي أسباب جوهرية من الممكن أن تتحول إلى عراقيل من شأنها أن تعصف بالسداسي في أى جولة من جولاته حتى لو انطلقت مبارياته.

وتابع، في تصريح للرائد، “أعتقد أن إدارة وتنظيم سداسي التتويج بهذه الكيفية والعقلية وسوء البرمجة والتخطيط والاستعداد لا يوزاي حجم ما أنفق عليه من أموال قد تصل إلى 25 مليون دينار ليبي المستفيد الأكبر منها هم الطليان وحدهم الذين رحبوا بالفكرة ليس حباً في الليبيين أو عطفاً عليهم ولكن حبا في أموالهم التي حققت لهم انتعاشة اقتصادية وسياحية”.

صراع سياسي
وتطرق الصحفي الرياضي “الفيتوري الحطاب” إلى الصراع القائم بين المسؤولين في الويب الرياضي الليبي، قائلا في تصريح للرائد : “فوضى خلّاقة صنعها بعض المسؤولين وأصبحت كرة القدم ساحة صراع سياسي بدأت تكبر ككرة ثلج يومًا بعد يوم، ونرجو ألّا تخرج عن سياق الرياضة، وكلّ ذلك بإمكان الجميع ملاحظته في تصريحات رئيس اتحادنا الموقر، فملايين الدولارات تدفع على إقامة سداسي التتويج وجميع الفرق ومنها البطل تنال المكافأة ذاتها! إذًا فهنا الأمر يعدّ سياحةً وليس تطويرًا، بل سياسة مفادها الهروب إلى الأمام!”

تجربة جديدة
الإعلامي الرياضي “أنيس قواس” رأى ما يحدث بعين أخرى، معتبرا، في تصريح للرائد، أن “تجربة إقامة السداسي في إيطاليا تجربة جديدة من حيث التنظيم في أوروبا، ونتمنى أن نستفيد منها من ناحية التسويق والتنظيم وتبادل التجارب والخبرات على الرغم من صعوبة التجهيز والربكة في بداية التنسيق” مضيفا “الأهم الآن أن ينطلق السداسي وأن نشاهد سداسيا فنيا مميزا يليق بالفرق الستة وينتهي بكل روح رياضية لنقدم صورة طيبة للكرة الليبية”.

تصريحات الصحفيين لشبكة الرائد الإعلامية وضحت أكثر الفجوة الكبيرة التي تعيشها الكرة الليبية بين هدف التطور والواقع الذي جعل من الدور السداسي حكايةً في كلّ عامٍ تأتينا بعد حكايات “البسباسي” الرمضانية.. فهل ينتهي وينطلق مثلما حدد له للمرة الرابعة في ظرف شهرين؟

كُتب بواسطة Journalist

Exit mobile version