Menu
in

هل تسعى الولايات المتحدة إلى توظيف المشهد العسكري الليبي في مواجهة روسيا؟

نقل موقع “هسبريس” المغربي عن مصدر عسكري ليبي تأكيده أن “الولايات المتحدة وجهت دعوة إلى رئاسة أركان الجيش الليبي في طرابلس؛ للمشاركة في مناورات الأسد الإفريقي 2024 التي يحتضنها المغرب في شهر مايو” مضيفا أن هذا التوجه تمليه التحديات الأمنية في المنطقة، ومنها الانتشار العسكري للمرتزقة الروس.
مضيفا أن “مسؤولين عسكريين ممثلين عن القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) أجروا مؤخرا زيارة إلى ليبيا في هذا الشأن”

ما بعد داعش:
ويفهم من الخبر أن المشاركة العسكرية الليبية ستكون هذه المرة فعلية على الأرض، وليست بصفة مراقب كما حدث من قبل، وهو ما يشكل، إن حدث، تحولا مهما في السياسة الأمريكية وتعاطيها مع المشهد العسكري في ليبيا، حيث ظلت الولايات المتحدة ولسنوات طويلة تحصر علاقتها بمكونات الجيش الليبي في محاربة المجموعات المسلحة المنتمية إلى “داعش” وباقي التنظيمات الإرهابية الشبيهة، داخل ليبيا، وتحافظ في تلك المهمة على علاقة متوازنة مع قيادة الجيش في طرابلس، وتلك المحسوبة على حفتر في الشرق.

ويقول ذات المصدر، حسب الموقع المغربي، إن “ليبيا حريصة على التواجد في مثل هذه المحافل، إذ تسعى إلى إثبات وجودها وقدرتها على المساهمة في الجهود الأمنية في المنطقة؛ نظرا للتحديات الكبيرة التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا والمغرب العربي، على غرار استعار الحروب والانقسامات في عدة دول إفريقية، وانتشار مرتزقة الفيلق الروسي الإفريقي في العديد من دول القارة”
كما تواجه ليبيا نفسها تحديات سياسية وأمنية، وتريد، بحسبه، من خلال فروعها العسكرية المشاركة في الجهود الدولية الرامية إلى التصدي للتهديدات التي تشكلها الجماعات المتطرفة والجريمة المنظمة.

هاجس التمدد الروسي:
وأصبح التمدد العسكري الروسي في ليبيا، ومنها إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء، يثير مخاوف أمريكية كبيرة ومتزايدة، ويتحكم في المقاربات الأمريكية الجديدة للتعامل مع الملفين السياسي والأمني في ليبيا، ففي نهاية شهر فبراير جاء وفد عسكري من وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاغون» والتقى قادة في وزارة الدفاع ومنطقة طرابلس العسكرية، ليعلن بعدها أن الولايات المتحدة ستتولى تدريب نخب عسكرية ليبية، وتهيئتها لمهام أمنية وعسكرية متطورة.

عمليات ينفذها ليبيون:
من جهتها ذهب المبعوث الأمريكي السابق إلى ليبيا، جوناثان واينر، إلى أبعد من ذلك، في مقال تحليلي قبل أيام، بدعوته الصريحة إلى أن تدعم أمريكا عمليات عسكرية “ينفذها ليبيون” ضد قاعدة الجفرة التي يتواجد بها الروس، وأن تعرقل محاولات روسيا إقامة قاعدة عسكرية بحرية في طبرق بالتحالف مع حفتر، كما حدث في استهداف طائرة عسكرية روسية في نفس قاعدة الجفرة قبل أسابيع، وقال المبعوث السابق، إن أمريكا أخطأت باعتمادها الكلي على الأمم المتحدة ومحاولاتها “المتكررة الفاشلة” لحل الازمة، وعجزت عن مواجهة التمدد الروسي.

ويخشى أن يؤدي هذا التوجه الجديد، أن تكرس على الأرض فعلا، إلى تحويل ليبيا إلى حلبة صراع بالوكالة بين روسيا والولايات المتحدة، فضلا عن تأثيره غير المتوقع على مسار الحل السياسي السلمي مستقبلا.

Exit mobile version