Menu
in

عزل الروس وتأمين بديل نفطي.. إستراتيجة أمريكية جديدة في ليبيا

تطرقت صحيفة Giornale الإيطالية إلى إسترتيجة أمريكية جديدة في ليبيا تهدف لتأمين الإمداد النفطي عقب تزايد التهديدات في منطقة البحر الأحمر والشرق الأوسط منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر الماضي، تتزامن مع التحركات الأخيرة للسفير الأمريكي ريتشارد نورلاند في البلاد.

بديل مأمون
الصحفي الإيطالي “ماورو إنديليكاتو” يرى في مقاله بالجريدة الإيطالية، أن الولايات المتحدة تتجه إلى طرابلس للتزود بالنفط في ظل إعاقة الحوثيين لحركة التجارة المتجهة إلى قناة السويس.
وأشار “إنديليكاتو ” إلى أن لقاء السفير ريتشارد نورلاند برئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة، الأسبوع الماضي، جاءت لمحاولة وضع أسس شراكة محتملة لزيادة إنتاج النفط الليبي.

ثقل سياسي
الصحفي الإيطالي توقع أن يسمح هذا الاتفاق للولايات المتحدة ـ رغم أنه ما زال في مرحلة الاتصال ـ باكتساب ثقل في منطقة وضع فيها الروس موطئ قدم بالفعل ويحاولون الحصول على قاعدة بحرية في برقة، بحسب المقال.

مصادر إمداد
ورأى الصحفي أن الولايات المتحدة لديها مصلحة في العودة إلى الملف الليبي إذ وجهت أنظارها إلى ليبيا بعد وقت قصير من اندلاع الحرب في أوكرانيا، لأنها تحتاج على المدى الطويل إلى مصادر إمداد بالنفط أقرب إلى أوروبا، وإلى منطقة النفوذ الأمريكي.
وأضاف الصحفي الإيطالي أن الأمريكان ينظرون إلى إمكانية تحقيق الاستقرار في ليبيا لتكون لديها دولة مطلة على البحر الأبيض المتوسط يمكنها موازنة عدم الاستقرار الذي تتميز به مناطق الشرق الأوسط الأخرى، إلى جانب الاهتمام بسوق النفط الليبي كذلك.

لماذا ليبيا؟
وفي حديثه عن مزايا ليبيا، يقول الصحفي الإيطالي، إن البلاد تتميز بعاملي نجاح في سوق الطاقة: الأول هو موقعها الجغرافي لأن نقل النفط منها إلى الدول الأوروبية وحلفاء أمريكا والولايات المتحدة أسهل بكثير، في حين أن العامل الثاني يكمن في جودة النفط: فالنوع الموجود في ليبيا يتطلب القليل من المعالجة لتكريره، مع تحقيق وفورات واضحة من حيث التكاليف.

عزل الروس
وفيما يخص الولايات الأمريكية، يعتقد “إنديليكاتو” أن الولايات المتحدة تبحث في هذه المرحلة أكثر عن إجماع سياسي على أمل عزل الروس، منوها بأن المشاركة الأمريكية على المدى الطويل يمكن أن تزيد الوجود الأمريكي من الناحية الاقتصادية.

دعم أمريكي
المبعوث والسفير الأمريكي في ليبيا “ريتشارد نورلاند” اجتمع برئيس المؤسسة الوطنية للنفط “فرحات بن قدارة”، في 24 يناير الجاري، لبحث إستراتيجة مؤسسة النفط لزيادة الإنتاج.

“نورلاند” أكد، في تغريدة نشرتها السفارة الأمريكية لدى ليبيا على منصة إكس، أن مستقبل ليبيا الاقتصادي يعتمد على قطاع الطاقة، وضرورة حماية قدرة المؤسسة الوطنية للنفط على المحافظة على الإنتاج وتنميته.

تمويل إستراتيجية المؤسسة
ورغم إعلان سعيه لتغيير طريقة تمويل المؤسسة بطريقة الخصم المباشر من الإيرادات النفطية، فقد أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط اتفاق “بن قدارة” مع محافظ مصرف ليبيا المركزي “الصديق الكبير”، على تحويل الإيرادات النفطية للمصرف بصورة مستمرة ومنتظمة.
وأورد مصرف ليبيا المركزي، في بيان له أمس الأحد، أن الطرفين بحثا سبل تمويل البرنامج التنموي، وخطط المؤسسة لرفع إنتاج النفط والغاز لدعم اقتصاد البلاد وزيادة دخلها.

حقل الشرارة
التحركات الأمريكية تتزامن مع استئناف الإنتاج من حقل الشرارة النفطي أكبر حقول البلاد، بعد نحو 20 يوما من إغلاق محتجين من “حراك فزان” له.
وأعلن الحراك في 21 من الشهر الجاري، تعليق اعتصامه في الحقل، بعد الاتفاق مع مؤسسة النفط على تنفيذ مطالبه بضمان من حفتر، في حين يرى مراقبون أن استئناف تشغيل الحقل جاء بعد ضغوط أمريكية.

كُتب بواسطة سالم محمد

Exit mobile version