in

تحليلات في كارثة ارتفاع منسوب المياه الجوفية بمدينة زليتن

– من خلال صورة الأقمار الصناعية thermal image ونموذج الارتفاعات DEM، المياه في المنطقة كانت أصلاً في أعماق ضحلة، كما تبين أيضاً أن المدينة تقع في منطقة منخفضة تلتقي أو تتجمع فيها مسارات عدة وديان صغيرة، ووادي أكبر غرباً (وادي كعام) ما يعني أن المياه الجوفية تتغذي بشكل مباشر من المناطق الأكثر ارتفاعاً جنوباً وجنوب غرب المدينة وتتخذ مسارها باتجاه المنطقة المنخفضة شمالاً وهذا يجعل منسوب المياه مرتفعا نسبيا..

– الانهيارات الأرضية وتشقق سطح الأرض في بعض المناطق تعني أن الخزان تحت ضغط هيدروستاتيكي عالي بسبب تشبع الخزان فوق قدرته التخزينية مما أحدث شقوقا في سطح الأرض لتحرير الضغط وانهيار بعض الطرق نتيجة لتشبع الطبقة التحت سطحية.
– في هذه الحالة عمليات الشفط لن تجدي نفعاً وسيعود الخزان لتحرير كمية من المياه فوق سطح الأرض كلما زاد الضغط عليه، يزداد الضغط الهيدروستاتيكي مع ازدياد كمية المياه بالخزان.

-يبدو أن الخزان الجوفي يتمتع بخواص هيدروليكية عالية نسبياً مما سبب تشبع الخزان بشكل أسرع من مياه الصرف الصحي وأيضاً بعد هطول الأمطار أو أن الخزان الجوفي ليس بالعميق أصلاً ليستوعب كمية المياه التي تغذيه.
-هناك احتمالية وجود اتصال بين الخزانين الأول والثاني، والفيضانات حصلت بسبب تشبع الخزان الثاني الواقع تحت ضغط عالي مما سبب ارتفاع المياه للخزان الجوفي الأول (seepage) المتشبع أصلاً بالمياه، ويتم التأكد منه بدراسة هيدرولوجية مع نموذج رياضي للمنطقة.
– يبدو أن مياه الصرف الصحي التي تسللت للخزان الجوفي ساهمت بشكل أساسي في تفاقم الوضع وزيادة سرعة تشبع الخزان الجوفي… والتحاليل الكيميائية تثبت ذلك.

-هناك توازن اختلَّ في المنطقة، إما أن مياه الصرف الصحي أصبحت تغذي الخزان الجوفي بشكل أكبر مما كانت عليه قبل سنين أو أن المنطقة كانت زراعية مثلاً وتضخ من المياه بشكل أعلى مما خلق بعض التوازان ذلك الوقت.. ثم قلّ هذا النشاط مع الوقت مما ساهم في ارتفاع منسوب المياه الجوفية.

– كل ذلك يحتاج إثباتا بدراسة شاملة تتضمن مسحا جيوفيزيائيا للمنطقة لمعرفة التركيب والوصف الجيولوجي، وعمق وسمك وخواص الخزانات الجوفية للمنطقة، وقياس منسوب المياه بشكل دوري، وحفر آبار اختبارية لمعرفة الخواص الهيدروليكية في منطقة قريبة جافة، من ثم استعمال كل ذلك لإجراء نموذج رياضي Groundwater model مع سيناريوهات للحلول تُطبق على النموذج واختيار الحل الأمثل للمنطقة.

– في هذا المرحلة حتى إنهاء الدراسات، الخزان يحتاج تنفيسا ربما بغلق وتحوير بعض مسارات الوديان التي يتغذى منها الخزان الجوفي بشكل مباشر جنوب وغرب المدينة إن وجدت أو كانت المياه على أعماق ضحلة باستعمال hydraulic barrier إن لزم، وهذه الأماكن يمكن التعرف عليها بتحليل نموذج DEM.

– أيضاً التوقف عن تصريف مياه الصرف الصحي للخزان
– يمكن استحداث قنوات تصريف مبطنة (ditches) لتجمع مياه الأمطار وتحوير مسارات السيول والوديان التي يتغذى منها الخزان لخارج المدينة أو البحر، إذا تم تحليل نموذج الارتفاعات بشكل حرفي، ويمكن تطبيق الحل على النموذج الرياضي في مرحلة لاحقة والتأكد من فاعليته علي المدي الطويل.

– بما أن المنطقة مهددة بالفيضانات فهي تحتاج لشبكة آبار بيزومترية مع data logger يتم إعدادها مع منصة أونلاين لمراقبة الوضع بشكل مستمر، وهذا النوع من الآبار يسجل مستوى المياه بشكل مستمر “يسجل مثلاً كل ربع الساعة قراءة”، بالتالي يضمن إنذارا للسكان بالخطر في الوقت المناسب وتستخدم بياناته لاحقاً في النموذج الرياضي.
كلها مجرد اجتهاد وتحليلات بناءً علي بعض صورة الأقمار الصناعية ونموذج DEM، ولا توجد أي قياسات أو بيانات ملموسة لتأكيد ذلك حتى يتم إثباتها بالدراسات المذكورة.

عزل الروس وتأمين بديل نفطي.. إستراتيجة أمريكية جديدة في ليبيا

الثروة الحيوانية بالجبل الأخضر: سجلنا 1000 بقرة نافقة بمرض الجلد العقدي خلال 3 أشهر