Menu
in

طاولة باتيلي الخماسية.. ما مصيرها؟

لم ترَ مبادرة الحوار الخماسي التي أطلقها المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي “لجمع الأطراف الرئيسة في ليبيا”، النور بعدُ على الرغم من الموافقة المشروطة التي حظيت بها من الأطراف الخمسة.
وبينما يراهن المجتمع الدولي على تلك المبادرة في حلحلة الأزمة الليبية، يرى مراقبون للشأن السياسي أن الحماس بشأنها قد خفّ كثيرا في الآونة الأخيرة عقب فشل عقد أي لقاءات بالخصوص.

تأجيل الحوار
مصدر بالبعثة الأممية في ليبيا كشف لصحيفة الاتحاد الإماراتية، في ديسمبر الماضي، تأجيل الاجتماع التحضيري للأطراف الليبية الخمسة إلى يناير الحالي.

وقالت صحيفة الاتحاد الإماراتية، إن البعثة الأممية ستعقد سلسلة من الاجتماعات مع الأطراف المدعوَّة لتشجيعها على المشاركة بشكل إيجابي.

ومع انتصاف شهر يناير لم تظهر أيّ بوادر لعقد الاجتماع بعدُ.

تعثر واصطدام

عضو المجلس الأعلى للدولة منصور الحصادي رأى أن طاولة “باتيلي” الخماسية تتعثر وتصطدم بالانقسام الحكومي.
واتهم الحصادي، في تصريح للرائد، باتيلي بترك الخط المستقيم للأزمة الليبية، والذهاب نحو خطوط ملتوية أخرى، مشيرا إلى أن المسار الصحيح يكمن في إيجاد حكومة جديدة موحدة تقوم بعدة مهام على رأسها إحداث الاستقرار وإنهاء الانقسام وتهيئة الظروف لإجراء الانتخابات في أقرب الآجال.
وأضاف الحصادي أن من المهام الرئيسية للحكومة الموحدة القيام بدورها في إعادة تأهيل وإعمار مدينة درنة وتحقيق قدر من التعافي لسكانها.

تصور مغلوط
وفي المقابل، أكّد الكاتب الصحفي علي أبو زيد أن الطاولة الخماسية التي دعا إليها باتيلي تقوم على تصور مغلوط لحل الأزمة، لأن الاقتصار على الأطراف المستفيدة من الأزمة لإنتاج اتفاق يُنهيها، يعني أن تطلب منها إنهاء هذا الوضع المريح لها.
وتابع في تصريح للرائد “لذلك فكل الأطراف المدعوة أبدت موافقة أولية حتى لا تُتهم بالعرقلة، ووضعت شروطا صعبة حتى لا تنجح المبادرة.”
وأضاف أبو زيد أن هذا الأمر لا يخفى على باتيلي لكنه قدّم مبادرته لمجرد مضيعة الوقت لأنه يدرك جيدا أن غياب التوافق الدولي بخصوص ليبيا سيعقّد نجاح أي مبادرة، وهو ما جعل مبادرته خالية من ملامح الجدية، وأهمها توسعة المشاركة فيها بحضور أطراف لهم مصلحة في إنهاء الأزمة.

آمال ضعيفة
وفي سياق متصل، قال الكاتب الصحفي موسى تيهوساي إن مبادرة باتيلي دخلت العناية المركزة وأصبحت الآمال بشأنها ضعيفة للغاية ولم يعُد أحد يتكلم عنها، خصوصا الدول الداعمة لها كالولايات المتحدة بسبب انشغالها بدعم آلة القتل واسع النطاق والدفاع عن حملة الإبادة الجماعية التي ينفذها نتنياهو في غزة، إضافة إلى مستجدات الأوضاع في البحر الأحمر.
وأضاف تيهوساي في تصريح للرائد، أن الولايات المتحدة وكثيرا من الدول الغربية تريد تجميد الوضع في ليبيا إلى حين انتهاء خطورة الوضع في الشرق الأوسط، والأهم فقط الآن هو عدم الرجوع إلى الحرب أو إغلاق المنشآت النفطية.
وكان المبعوث الأممي قد دعا، في نوفمبر الماضي، الأطراف الخمسة الرئيسة في ليبيا إلى الانخراط في حوار تحضيري لقمة خماسية، وهم رئيسا مجلسي النواب عقيلة صالح والدولة محمد تكالة، وخليفة حفتر، وعبدالحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.

وفي 17 ديسمبر، أصدر محمد المنفي وعقيلة صالح وخليفة حفتر بيانا مشتركا عقب اجتماعهم في القاهرة، رحبوا فيه بالمشاركة في جولة الحوار التي دعت إليها البعثة الأممية. بشرط مراعاة تحفظات ومطالب المجتمعين والأخذ بها، داعين بعثة الأمم المتحدة إلى إيجاد أرضية مُشتركة تضمن نجاح الحوار، وعدم إقصاء أي طرف.

كُتب بواسطة سالم محمد

Exit mobile version