in

قمة القاهرة للسلام تفشل في إدانة العـ ـدوان على غزة

بعد أسبوعين من عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية صبيحة السابع من أكتوبر انعقدت في العاصمة المصرية قمة القاهرة للسلام؛ لبحث سبل التهدئة، ومستقبل القضية الفلسطينية على مقربة من حرب إبادة جماعية تنتهجها دولة الاحتلال ضد المدنيين في القطاع المحاصر منذ 2005 بحدوده المحاذية للدولة المصرية.

لا بيان للقمة

صدى عملية طوفان الأقصى أصم أذان الكثيرين، وغبارها أعمى الدول الغربية عن جرائم الاحتلال، وهي التي كانت تتغنى دائما بحقوق الإنسان وقوانين حفظ هذه الحقوق، هذا ما أكدته قمة القاهرة للسلام، حيث عرقلت دول الغرب المشاركة بالقمة صدور بيان ختامي وفقا لما صرحت به مصادر دبلوماسية لقناة سكاي نيوز.

تعذر صدور بيان ختامي لقمة القاهرة تقول المصادر أنه كان نتاجا لخلافات بين المجموعة العربية وممثلي الغرب الذين رغبوا وفقاً للمصادر في تضمين البيان إدانة لحركة حماس، بينما رفضوا إدانة إسرائيل بقتل آلاف المدنيين في غزة، أو المطالبة بوقف عاجل لإطلاق النار ودخول المساعدات.

وبينت المصادر أن ممثلي الدول الأوروبية الكبرى تحججوا بأسباب واهية ولم يكونوا راغبين فى صدور أي بيان بغض النظر عن صياغته على الرغم من طرح حلول وسط من عدة أطراف وهو ما دفع الرئاسة المصرية إلى إصدار بيان منفرد تعبر فيه عن وجهة نظرها في الأزمة.

البيان المصري

قالت القاهرة، إنها سعت من خلال القمة إلى بناء توافق دولي يدعو إلى وقف الحرب الدائرة التي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين، مؤكدة أنها لن تقبل أبدا بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية على حساب أي دولة بالمنطقة.

ويطالب البيان المصري باحترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ويعطي أولوية خاصة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من أبناء قطاع غزة، ويحذر من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالي إلى مناطق أخرى فى الإقليم.

القانون الدولي

وأما الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش فقد بدا واضحا خلال الجلسة أنه لا يملك من الأمر شيئا إلا الدعوة لوقف إطلاق النار من أجل تحقيق السلام على أساس حل الدولتين.

وقال غوتيريش إن القانون الدولي يجب أن يطبق وضرورة تجنب مهاجمة المدنيين والمدارس والمستشفيات في غزة، مبيناً أن سكان القطاع بحاجة إلى بذل المزيد لتقديم المساعدات الإنسانية.

وقف العمليات العسكرية

وخلال قمة السلام في القاهرة قال رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي إنه يرفض ما تقوم به دولة الاحتلال في غزة والقصف غير المبرر للمدنيين حتى الذين احتموا منهم في المستشفيات والكنائس والمساجد، مبيناً أن أفعال الاحتلال في غزة الايام الماضية تعادل جميع جرائمه منذ 75 عاما.

وطالب المنفي بوقف العمليات العسكرية على غزة ومنع دولة الاحتلال من تنفيذ خططها باجتياح قطاع غزة، والتوقف عن الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، داعيا إلى البدء الفوري في تسوية شاملة على قاعدة حل الدولتين وفقا للمبادرة العربية والقرارات الدولية.

وقف فوري للتصعيد

أما الموقف السعودي فقط جاء على لسان وزير الخارجية فيصل بن فرحان الذي أكد رفض بلاده لانتهاكات القانون الدولي الإنساني من أي طرف، مديناً استهداف المدنيين أينما كانوا ودعا لإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي.

وطالب بن فرحان خلال القمة المجتمع الدولي بالضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف هجومه على غزة ووقف حصارها، منوها إلى أن الأولوية القصوى بالنسبة للرياض هي الوقف الفوري للتصعيد العسكري في غزة.

سياسة متشددة

وفي المقابل قال العاهل الأردني عبدالله الثاني خلال القمة إن سياسة القيادة المتشددة لدولة الاحتلال بنيت على الأمن بدلا من السلام، وجعلت حل الدولتين أمرا مستحيلا، منوهاً إلى أن عواقب التقاعس الدولي بشأن ما يحدث في غزة ستكون كارثية على الدول العربية جميعها.

وأردف “ما يحدث في غزة من استهداف للمدنيين وحرمانهم من الاحتياجات الأساسية جريمة حرب، وسنعمل على وقف هذه الكارثة الإنسانية التي تدفع كامل المنطقة إلى الهاوية”

الأعراف الإنسانية

واعتبرت تركيا عبر لسان وزير خارجيتها هاكان فيدان أن الشروط التي وضعت لإدخال المساعدات إلى غزة مخالفة للقانون الدولي والأعراف الإنسانية.

وقال فيدان خلال القمة إن بلاده تؤمن بأن الطريق الصحيح يبدأ من وقف العنف وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، مشدداً على ضرورة أن تكون هناك آلية للتحقق من التزام مختلف الأطراف بالوصول إلى سلام شامل.

مغادرة أمير قطر
غادر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، مصر، السبت، فور انتهاء أعمال “قمة القاهرة للسلام”، من دون أن يلقي كلمة بلاده خلال تلك القمة التي انطلقت في وقت سابق من اليوم نفسه.

وقال بيان نشره الديوان القطري، إن “الشيخ تميم بن حمد آل ثاني غادر مدينة القاهرة في جمهورية مصر العربية الشقيقة، بعد أن شارك في قمة القاهرة للسلام”.

وفيما لم توضح قطر سبب مغادرة الأمير تميم دون إلقاء كلمة في القمة، تداولت وسائل إعلام فيديو يزعم أن المغادرة جاءت بعد كلمة لأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وصف فيها حركة حماس بـ”الجماعة الإرهابية”.

ويظهر الفيديو أن أبو الغيط أورد عبارة “جماعات مسلحة طائفية وإرهابية”، قبل أن يغادر أمير قطر القاعة.

فيما أكدت وسائل اعلام عربية، أن اللقطة المتداولة مأخوذة من القمة العربية التي عقدت في تونس عام 2019.

وغادر أمير قطر حينها القمة دون توضيح الأسباب، علما أن التكهنات التي ربطت بأن السبب هو كلمة أبو الغيط تداولها الإعلام السعودي والإماراتي الرسمي، إذ إن تلك الفترة تزامنت مع الخلاف الخليجي مع الدوحة.

مواقف خجولة

ويتابع الشارع العربي والإسلامي باستياء الحرب التي يشنها الاحتلال في غزة ضد المدنيين وما يرافقها من مواقف خجولة للحكومات العربية التي لا تتجاوز مصطلحات الاستهجان والإدانة ولا تتعدها حتى لمجرد التفكير في وقف التطبيع مع الكيان المحتل أو تجميد العلاقات مع الدول الراعية له ولجرائمه.
وخلف القصف الإسرائيلي المكثف والمستمر منذ السابع من أكتوبر إلى 4385 شهيدا حتى الآن، 70 في المئة من الضحايا هم من الأطفال والنساء والمسنين.

هل توقف عملية طوفـ ـان الأقـ ـصى قطار التطبيع ؟

حارس الأقصى ذو الأصول الليبية