عشرة أيام أو تزيد قضتها لجنة 6+6 المكلفة بإعداد القوانين الانتخابية من مجلسي النواب والدولة في مدينة بوزنيقة المغربية؛ للبحث وتقريب وجهات النظر لتنتهي أخيراً بالتوافق حول قوانين انتخابات الرئاسة ومجلس الأمة في انتظار إصدارها رسميا من مجلس النواب.
اعتراف بجهود اللجنة
في بيان مشترك لسفارات أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأيطاليا أكدت الدول الخمس اعترافها بجهود لجنة 6+6 في التوصل لاتفاق بشأن القوانين الانتخابية.
ورحبت الدول الخمس بالتزام البعثة الأممية بالمضي قدمًا في العمل مع جميع المؤسسات والجهات الفاعلة الليبية؛ لتسهيل عملية معالجة جميع العناصر المتنازع عليها في إطار انتخابي، حاثة جميع الجهات الفاعلة على المشاركة البناءة مع المبعوث الأممي عبد الله باتيلي من أجل تأمين البيئة السياسية والأمنية والقانونية اللازمة للانتخابات.
قبول ودعم
وفي ذات السياق أعربت البعثة الأممية عن تقديرها لجهود اللجنة وما توصلت إليه من توافقات القوانين الانتخابية، قائلة إن قوانين الانتخابات والقضايا المرتبطة بها تتطلب قبولًا ودعمًا من مجموعة واسعة من المؤسسات الليبية.
ودعت البعثة جميعَ الأطراف الفاعلة في ليبيا إلى الانخراط في مساعي معالجة جميع القضايا العالقة وخلق بيئة أوفرَ أمانًا وأكثر ملاءمة لإجراء الانتخابات في عام الحالي، والامتناع عن أساليب المماطلة الهادفة إلى إطالة أمد الأزمة.
تذليل العقبات
وفي سياق متصل ثمّن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط جهود المملكة المغربية في استضافتها لاجتماعات لجنة 6+6 المعنية بصياغة القوانين الانتخابية بليبيا.
وشدد أبو الغيط أن المأمول الآن هو تشجيع الأطراف الليبية بعد التوافقات التي أُعلن عنها بهدف تذليل العقبات التي قد تحول دون التوقيع النهائي على الاتفاق.
خطوة مهمة
إلى ذلك رحبت وزارة الخارجية السعودية بإعلان توافق أعضاء لجنة (6+6) حول القوانين المنظمة للانتخابات البرلمانية والرئاسية في ليبيا.
وأعربت الخارجية السعودية عن أملها في توقيع الأطراف الليبية بشكل رسمي على القوانين الانتخابية، كخطوة مهمة نحو إنهاء الأزمة وتعزيز الأمن والاستقرار فيها، والحرص على أن تكون ليبيا دولة فاعلة ومؤثرة في محيطها العربي والاقليمي.
الملكية الليبية للحل
وفي ذات السياق رحبت الخارجية المصرية بالتوافق حول القوانين الانتخابية، داعية مجلسي النواب والدولة إلى استيفاء جميع الأطر اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن وفقاً لصلاحياتهما في اتفاق الصخيرات.
ودعت الخارجية جميع الأطراف المنخرطة في الأزمة الليبية إلى دعم هذه الجهود اتساقاً مع مبدأ الملكية الليبية للحل.
الدفع بعملية التسوية
من جهتها رحبت وزارة الخارجية الأردنية بتوافق اللجنة المشتركة المكلفة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة 6+6 على قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا.
وأعربت عن أملها في أن تسهم هذه التوافقات في الدفع بعملية التسوية السياسية في ليبيا قدما بما يخدم آمال وطموحات الشعب الليبي، مشيدة بدور المملكة المغربية في إنجاح هذا الحوار.
وفي سياق متصل رحبت الخارجية العراقية بتوافقات لجنة 6+6 حول القوانين المنظمة للعملية الانتخابية المقبلة، مثمنة دور المغرب في إنجاح هذا الحوار وما توصلت إليه اللجنة من توافقات.
وقالت خارجية العراق إن القوانين الانتخابية التي اتفقت عليها اللجنة اتاحت الفرصة للأحزاب السياسية للاضطلاع بدور أساسي في العملية الانتخابية، معربة عن أملها في أن تدفع هذه التوافقات بعملية التسوية السياسية بين الفرقاء الليبيين.
القوانين ملزمة
ومحليا ثمن تجمع الأحزاب الليبية جهود لجنة 6+6 والقوانين التي أنجزتها وتوافقت عليها بالإجماع وهو ما يجعلها ملزمة بحسب نص التعديل الدستوري 13.
إتاحة الفرصة للأحزاب
وأشاد تجمع الأحزاب بضمان القانون الصادر عن اللجنة مشاركة للأحزاب في الانتخابات النيابية، داعيا كافة الاطراف المحلية والخارجية إلى دعم مخرجات لجنة 6+6 والتجاوب بفاعلية معها للدفع بالعملية السياسية نحو الانتخابات ومنع محاولات العرقلة والإفشال.
جدية دعم الانتخابات
إلى ذلك رحب الحزب الديمقراطي الأربعاء بتوافق وإجماع لجنة 6+6 على القوانين المنظمة لانتخابات التشريعية والرئاسية، مشيرًا إلى أن هذا التوافقات عتبر نهائية وملزمة وفقا للتعديل الدستوري الـ13.
ودعا الحزب البعثة الأممية وعلى رأسها ممثل الأمين العام “عبد الله باتيلي”، وكافة الأطراف المحلية والدولية لدعم هذا المسار واتخاذ خطوات عملية تجاهه،موضحا أن إنجاز هذه القوانين سيكشف بوضوح مدى جدية كل الأطراف المحلية والخارجية في دعم الاستحقاق الانتخابي.
حكومة جديدة
وفي تصريح للرائد بارك رئيس الحراك الوطني للأحزاب الليبية أكرم الفكحال اتفاق لجنة 6+6، مؤكدا أنه جاء تلبية لمطالب الشعب الليبي بمختلف شرائحه.
قال الفكحال إن قانون الانتخابات النيابية ضمن مشاركة الأحزاب وهذا سيسهم في نجاح الانتخابات النيابية، وترسيخ العملية الديمقراطية، داعيا كافة مكونات الشعب إلى دعم هذه التوافقات حتى نصل إلى الاستحقاق الانتخابي دون تأخير.
وتابع “المتبقي الآن هو إنشاء سلطة تنفيذية جديدة لمدة محددة ومهام محددة على رأسها العملية الانتخابية”
تجاوز أهم العقبات
الكاتب الصحفي الليبي علي أبوزيد اعتبر أن توافق لجنة 6+6 على القوانين الانتخابية يعني تجاوز أهم العقبات للعبور نحو الانتخابات، وهو ما يقرّب انتهاء كل السلطات القائمة.
وأضاف أبوزيد في تصريح الرائد أن الأطراف المستفيدة من حالة تنازع الشرعية وضعف الرقابة، باستغلال موارد الدولة وتوجيهها لمصالحها الضيقة ترفض أي توافق يؤدي إلى إنجاح المسار الانتخابي.
وتابع “استدامة الأزمة والمحافظة على حالة الجمود السياسي يخدم مصالحها المباشرة بشكل واضح”
اتفاق محرج
ويرى مراقبون أن إتفاق لجنة 6+6 أحرج كافة الأطراف الدولية والمحلية التي تتحدث عن إجراء انتخابات في العلن وتعمل لإفشالها سراً بوضع عقبات أمام أي اتفاق بين الأطراف الليبية، وهو حدث في المغرب عكس التوقعات، فلم يبق الآن إلا إصدار هذه القوانين من قبل مجلس النواب كما هي دون تعديل حسب المادة 30 من التعديل الدستوري الثالث عشر
