اجتماع للوزراء بلا وزراء..
هكذا كان حدث اجتماع وزراء خارجية العرب التشاوري الذي استضافته حكومة الدبيبة في العاصمة طرابلس إذ لم يحضر الحدث إلا دولتان على مستوى الوزراء هما تونس والجزائر، وفضلت قطر المشاركة بوزير الدولة لشؤون الخارجية، بينما لم تمثل بقية الدول إلا بمشاركة خجولة بمندوبين عن وزراء الخارجية تبادل للبيانات والاتهامات لم ينته الاجتماع إلا ببيانات وإلقاء التهم بين جامعة الدول العربية ووزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة، إذ اتهمت نجلاء المنقوش الأمانة العامة للجامعة العربية بالانحياز؛ لانها ابتدعت وجوب حضور 14 دولة للاجتماع، وسبق ذلك اعتذار الأمانة عن المشاركة في الاجتماع المنعقد في طرابلس؛ لعدم اكتمال نصاب الحضور للمؤتمر.
ترحيب ودعوة
ورحب رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا بامتناع الدول العربية على رأسها مصر والسعودية والإمارات، والأمانة العامة للجامعة العربية عن المشاركة في الاجتماع، واصفا إياه بالمسرحية التي حاولت الحكومة المنتهية الولاية تسويقها؛ للادعاء بأنها الجهة المعترف بها دولياً.
وطالب باشاغا الدول العربية بدعم وحدة البلاد والمصالحة بين الليبيين ودعم التسوية الليبية الليبية التي ستدفع إلى وجود سلطة منتخبة تمثل إرادة الشعب الليبي.
ودعا باشاغا دولتي الجزائر وتونس إلى إعادة النظر في سياستهما الخارجية تجاه ليبيا، وعدم الانجرار وراء أهواء حكومة انتهت ولايتها القانونية والإدارية من قبل السلطة التشريعية وفقا لأحكام الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي، وفقا لتغريدات على حسابه في تويتر.
إغلاق طرق وعطل إجبارية
من ضمن سياسية تضخيم الحدث تعمدت حكومة الدبيبة إعطاء عطلة إجبارية للطلبة والموظفين في الدولة في نطاق بلديات طرابلس الكبرى، ناهيك عن إغلاق بعض الطرق الرئيسية بالعاصمة.
وعلى سبيل الانتقاد قال المحلل السياسي علي أبو زيد، إن أفضل قرار في الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب المنعقد بطرابلس، هو الإجازة التي فاز بها أهل العاصمة، فاز الطلاب والموظفون بالدفء في الصباح البارد، حسب قوله.
رسالة دبلوماسية واضحة
رئيس الكونغرس التباوي عيسى عبد المجيد اعتبر أن هناك رسالة دبلوماسية واضحة وجهتها معظم الدول العربية لحكومة الدبيبة من خلال عدم مشاركتها في اجتماع وزراء خارجية العرب الذي دعيت له في العاصمة طرابلس باستثناء دولتي تونس والجزائر .
وقال عبد المجيد، في تغريدة له على حسابه في تويتر، إن الكتاب الذي أحاله الأمين العام للجامعة العربية أبو الغيط لحكومة الدبيبة مؤكدا فيه عدم حضوره؛ بسبب عدم اكتمال نصاب الاجتماع وضع الحكومة في حرج، وفتح الباب للتشكيك في شرعيتها؛ لأنها أصبحت -بعدم تلبية دعوتها- محل تشكيك حسب الأعراف الدبلوماسية وعلاقات التواصل بين الدول.