قالت صحيفة العربي الجديد الثلاثاء، إن تدهور المعيشة في ليبيا أصبح وقود اندلاع المظاهرات الغاضبة في ليبيا، الأمر الذي ساهم في تهاوي العديد من القطاعات الاقتصادية وتراجع إنتاج النفط.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته بموقعها، أن هذا الأمر انعكس سلبا على حياة المواطنين الليبيين، ولم يقف الأمر عند ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة بل امتد إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة مع تدهور باقي الخدمات.
وبحسب التقرير، قال مدير مركز “أويا للدراسات الاقتصادية” أحمد أبولسين، إن هناك تخبطا حكوميا وقرارات صادمة، ومنها رفع الدعم عن المحروقات وسط موجات غلاء متتالية، مشيراً إلى أن الوضع الاقتصادي المتأزم الذي تعيشه البلاد، من ارتفاع معدلات الدين العام لمستويات قياسية مع توقف حقول نفط ونقص إمدادات البنزين للمحطات وانقطاع متواصل للتيار الكهربائي، إلى القوة الشرائية للدينار التي تراجعت بشكل كبير.
ومن جانبه، قال المحلل الاقتصادي محمد الشيباني، إنه مع انسداد المسار السياسي واستمرار حوار النخب السياسية، لا توجد آلية للخروج من النفق المظلم، وعدم وضوح الإنفاق العام في ظل صراع الشرعية للقائمين على الحكومتين وبالتالي تردي الأوضاع المعيشية.
وأضاف الشيباني، أنه في ظل صدمة أسعار السلع الغذائية وعلى رأسها الحبوب؛ جراء الحرب في أوكرانيا، قفزت معدلات تضخم الأسعار إلى مستويات قياسية، لأن الحكومات لم تتخذ أي خطوات لتوفير مخزون استراتيجي للحبوب أو السلع الغذائية حتى الآن مع صرف أموال في مشاريع أسمتها “أفيال بيضاء” ليس لها قيمة إضافية للاقتصاد الوطني.
وقال المواطن خالد بوغراره، من منطقة جنزور: خرج أهالي جنزور، أخيراً، وأقفلوا الطرقات مع إشعال النيران احتجاجا على انقطاع الكهرباء لأكثر من 20 ساعة يوميا،
وأضاف أن الحكومة تمارس علينا العنف الناعم بقطع الكهرباء وتأخر السيولة بالمصارف التجارية مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، بالإضافة إلى عدم توفير أدوية للأمراض الخطيرة والمزمنة، مثل السرطان والسكري والضغط والربو.
وفي مدينة طبرق، قال المتظاهر علي الشاعري، إن المواطن يطالب بحقوقه من كهرباء والحد من الغلاء، مؤكدا أن الأجسام السياسية وعلى رأسها مجلس النواب هم وراء المشاكل التي يعاني منها المواطن.
وفي منطقة عين زارة، جنوب طرابلس، قال سعد الخيتوني، يستمر اغتصاب مؤسسات الدولة واختطافها وتسخيرها لخدمة أجندات إقليمية ودولية، مضيفاً بأن المواطن لا يريد إلا الانتخابات وتحسين الظروف المعيشية ورفع قيمة الدينار والقضاء على الفساد.