أكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة “روزميري دي كارلو” أن الأمم المتحدة مستعدة لإقامة حوار بين فتحي باشاغا وعبدالحميد الدبيبة لإنهاء أزمة السلطة التنفيذية.
واعتبرت ديكارلو، خلال احاطتها بجلسة مجلس الأمن، اجتماعات المسار الدستوري التي جرت في القاهرة خطوة في الاتجاه الصحيح نحو إجراء الانتخابات في ليبيا، مشيرة إلى أن هذا الاستحقاق هو السبيل الوحيد لتسوية الخلافات المتعلقة بمشروعية المؤسسات بليبيا.
وشجعت ديكارلو في إحاطتها رئيسي مجلسي النواب والدولة على اغتنام هذه الفرصة والدفع نحو التوافق على الإطار الدستوري اللازم لإجراء الانتخابات، معربة عن أملها في أن يساهم اجتماع عقيلة صالح والمشري في إحداث توافق بين الأطراف الليبية.
ومن جانبه أعرب مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، عن قلق بلاده إزاء التطورات الأخيرة في ليبيا، معتبرا أن وجود حكومتين متنافستين يزعزع الاستقرار في ليبيا ويزيد من خطر تقسيم البلاد.
وقال المندوب الفرنسي إن تاريخ 22 يونيو لخارطة الطريق صار من الماضي ولكن يجب المحافظة على وقف إطلاق النار في ليبيا، مطالبا بأن تكون الأولوية لتسوية السلطة التنفيذية للوصول إلى حكومة موحدة قادرة على إجراء الانتخابات في كل البلاد.
وأكد المندوب الفرنسي أن بلاده تدعم مقترح تجميد الإيرادات النفطية، داعيا مجلس الأمن الدولي إلى تجديد عمل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وتعيين رئيس جديد لها ممثل خاص للأمين العام يتولى قيادة الجهد الدبلوماسي.
هذا ورحب المندوب الفرنسي بالتقدم المحرز في المسار الدستوري خلال اجتماعات القاهرة، داعيا رئيسي مجلسي النواب والدولة إلى العمل على استكمال الإطار الدستوري للانتخابات خلال اجتماعهما في جنيف.
وقال المندوب الفرنسي إن فرنسا مستعدة للمساعدة في عمليات التسريح وإعادة إدماج المقاتلين، مطالبا كافة القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا بالانسحاب في أسرع وقت.
ومن جهته قال النائب الأول للممثل الدائم الروسي في مجلس الأمن “دميتري بوليانسكي” إن رئيس الحكومة فتحي باشاغا لا يزال يلتزم بالانخراط في أي عمل يؤدي لمصلحة ليبيا، وذلك بعد أن شهد الأسبوع الماضي انتهاء خارطة الطريق التي وضعها الحوار السياسي، التي تشكلت بناء عليها حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة.
وأضاف بوليانسكي، خلال إحاطته بجلسة مجلس الأمن، أن خارطة الطريق هذه جرى استدعاؤها كمرجعية لتحديد آفاق المزيد من التسوية السياسية بما في ذلك الانتقال النوعي من حيث توحيد الهيئات الإدارية ودعم الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
وشدد “بوليانسكي” على ضرورة البناء على ما يقوم به باشاغا من خطوات، إذ يجب توجيه هذا الحماس في المسار البناء الصحيح.
ومن جهته قال مندوب الصين في إحاطته، إن مهلة تاريخ 22 يونيو بشأن خارطة الطريق انقضت ولم ينفذ كل ماجاء فيها ولكن وقف إطلاق النار لازال مستمرا.
هذا وأكد المندوب الصيني أن الالتزام بعملية تعود قيادتها لليبيين ليتمكنوا من حل المسائل العالقة، داعيا المجتمع الدولي إلى احترام سيادة ليبيا ومساعدتها من دون فرض حلول من الخارج.
وفي سياق متصل أعرب نائب مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة “ريتشارد ميلز” عن قلق بلاده البالغ من الوضع في ليبيا، مشيرا إلى أن مجموعة من الشخصيات المسلحة غير الشرعية قضت الأشهر الستة الأخيرة تعقد الصفقات لتحديد من سيكون في السلطة.
وأضاف “ميلر” في كلمته إلى مجلس الأمن” أن القول بانتهاء ملتقى الحوار الليبي ملهاة ولا يكسر الجمود السياسي وواقعه يزيد من غياب اليقين، لافتا إلى أن القادة الليبيين كثيرا ما يبررون ذلك من أجل تأخير الانتخابات لتمديد وقت بقائهم في السلطة.
وحث ميلر القادة الليبيين على التوافق والدفع نحو إجراء الانتخابات، مرحبا باجتماع رئيسي النواب والدولة في جنيف برعاية الأمم المتحدة للتوافق على الإطار الدستوري للانتخابات.
ورحب المندوب البريطاني بالتقدم المحرز في محادثات القاهرة، داعيا رئيسي مجلس النواب والدولة للعمل على تعزيز الاستقرار الذي لن يتحقق إلا من خلال عملية سياسية شاملة.
بدور طالب مندوب ليبيا الطاهر السني الأمين العام للأمم المتحدة بضمان التشاور مع الليبيين قبل طرح أي اسم يشغل منصب البعثة الأممية لليبيا على مجلس الأمن، معربا عن أمله في أن يتوافق رئيسي مجلسي النواب والدولة التوافق في جنيف على جميع النقاط الخلافية والوصول إلى حل ليبي خالص وبقيادة وملكية ليبية حقيقية.