Menu
in

تناقض حكومة الدبيبة.. في الدبلوماسية مع أوكرانيا ببيانات، وفي صادرات الغاز مع روسيا بقرارات

شهدت أسعار النفط والغاز ارتفاعا قياسيا في الأسواق العالمية منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي وبعد العقوبات الدولية على روسيا بدأت أوروبا التي تستورد نحو 40% من احتياجاتها من الغاز روسيا.

البحث عن بدائل منها الغاز الليبي

وفي تصريحات صحفية قال وزير التحول البيئي الإيطالي “روبرتو سينغولاني” إن إيطاليا تريد أن تبرم أولى صفقاتها؛ للحصول على مزيد من الغاز من ليبيا وموردين آخرين، لتعويض الغاز الروسي في وقت لا تلبي فيه ليبيا حالياً سوى احتياجات ضئيلة من الغاز إلى إيطاليا تقدر بـ 2.5% فقط من طلباتها.

هذه الفرصة التاريخية لتطوير إنتاج الغاز في ليبيا وعقد صفقات لتصديره إلى أوروبا بأسعار مرتفعة طويلة المدى في ظل الحرب الاقتصادية بين روسيا والغرب يعيقها الخلافات والصراعات داخل حكومة الدبيبة بين وزير النفط محمد عون الذي يدعمه الدبيية مع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله.

رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله أكد في تصريحات صحفية سابقة أنه يعمل على رفع واردات الغاز الليبي إلى أوروبا لتعويض الغاز الروسي، فيما قال وزير النفط في حكومة الدبيبة محمد عون، بأن قطاع النفط والغاز في ليبيا “لا يمكن أن يكون بديلًا في الوقت الراهن عن الغاز الروسي”.

“عون” برر رفضه تصدير الغاز إلى أوروبا، بسبب أن ليبيا “تحاول ألا تقف مع أي من الأطراف الدولية، وتبقى معتدلة في مواقفها” هذه التصريحات الرافضة لتعويض جزء من الغاز الروسي إلى أوروبا أظهرت تناقضا في موقف حكومة الدبيبة من الحرب الروسية على أوكرانيا.

ففي حين تصدر خارجيتها بيانات دبلوماسية داعمة إلا أنها تقف مع روسيا بعرقلة تصدير الغاز الليبي إلى أوروبا.

أفاد موقع “أفريكا أنتلجينس” الإخباري الفرنسي، بأن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبدالحميد الدبيبة، أعاد تنشيط قنوات الاتصال مع الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف؛ بغية التقرب من روسيا.

محاولة الدبيبة التقرب من الروس ليست جديدة، فالموقع الفرنسي “أفريكا إنتليجنس’ كشف في مارس في تقرير له بعنوان: ”محاصر في طرابلس، الدبيبة يقترب من موسكو وقديروف” أن الدبيبة أعاد تنشيط قنوات اتصاله مع رئيس الشيشان رمضان قديروف، والذي عرض خدماته منذ فترة طويلة لتدريب القوات العسكرية الليبية لمحاولة البقاء على رأس السلطة التنفيذية في طرابلس.

محاولات حكومة الدبيبة إبعاد صنع الله وإضعاف علاقته بالشركاء الدوليين في مجال النفط والغاز أصبحت تهدد المصالح الاقتصادية لليبيا ومستقبل صناعة النفط فيها.

خاصة بعد استجابة صنع الله لطلب مجلس النواب بتجميد إيرادات النفط بدعم من واشنطن حتى إنهاء الانقسام الحكومي بعد رفض الدبيبة تسليم السلطة لحكومة باشاغا حاول الدبيبة وعون عرقلة عزل صنع الله من إدارة المؤسسة، إلا أنها فشلت في تنحيته؛ بسبب وقوف أطراف داخلية وخارجية مع المؤسسة ودورها، في محاولات لإبعادها عن الخلافات والانقسامات والصراعات السياسية في البلاد.

أُترك رد

كُتب بواسطة إبراهيم العربي

Exit mobile version