Menu
in

الـ 24 من ديسمبر ذكرى الاستقلال وموعد لانتخابات لم تجرَ! …. هل يستلهم الليبيون من تاريخهم ليتجاوزوا الأزمة؟

احتل الـ24 من ديسمبر من العام 1952 مكانة مهمة في تاريخ ليبيا الحديث، فهو اليوم الذي أعلن فيه استقلال البلاد وميلاد الدولة الليبية لتمضي السنوات والعقود ويختار الليبيون الـ 24 من ديسمبر 2021 موعدا لاستئناف الحياة الديمقراطية عبر الانتخابات

على الرغم من الزخم الذي حظي الـ 24 من ديسمبر الحالي إلا أن العملية الانتخابية لم تتم … فهل يستلهم الليبيون من تاريخ أجدادهم ما يمكنهم من عبور الأزمات والعودة بالبلاد إلى نادي الديمقراطية والدستور المؤسسات يا ترى؟

احتلال ونضال

عقب احتلال الطليان ليبيا في الـ1911 اختار الليبيون المقاومة طريقهم ضد هذا المستعمر مقاوما الآلة العسكرية الإيطالية حتى قضى على آخر جيوب المقاومة بقيادة شيخ الشهداء عمر المختار في الـ 1931

واستمر نضال الشعب نحو الحرية والاستقلال وعلى الرغم من رغبة عدة دول استعمارية في تمرير مشروع عرف بـ “بيڤن سفورزا” في 1949 القاضي بفرض الوصاية الإيطالية على طرابلس، والبريطانية على برقة، والفرنسية على فزان،

إلا أن الوفد الليبي نجح في إفشال المشروع وإسقاطه عبر التصويت ليكلل هذا النجاح بإعلان الأمم المتحدة في 21 نوفمبر 1949 القرار رقم “289” بمنح ليبيا استقلالها في موعد لا يتجاوز الأول من يناير 1952

مشروع الاستقلال

وبناء على قررا الأمم المتحدة فقد تكونت جمعية تأسيسية من 60 عضواً يمثلون أقاليم ليبيا الثلاثة لصياغة الدستور لتقدم اللجنة تقريرها النهائي سبتمبر 1951 حيث أُعلن في الـ 24 من ديسمبر 1951 الدستور الرسمي للبلاد واختير الأمير محمد إدريس السنوسي ملكا للمملكة الليبية المتحدة بنظام ملكي دستوري فيدرالي

بلا دستور

ظل النظام الملكي الدستوري مفعلا في البلاد طيلة 19 عاما اختيرت خلاله عدة حكومات ونفذت خلاله العديد من مشاريع البنى التحتية الضخمة التي تفخر بها البلاد حتى اليوم، إلى أن تم الانقلاب على النظام الدستوري سبتمبر 1969 من قبل الملازم معمر القذافي حينها، ليختطف البلاد من المسار الدستوري أكثر من 40 عاما عبر حكم فردي شهد تدنيا في مستوى حقوق الإنسان وغيابا تاما للديمقراطية النيابية والعمل الحزبي، إضافة إلى تدني مستوى الخدمات والمستوى المعيشي للمواطن

انتخابات وانقلابات

في فبراير من العام 2011 ثار الشعب الليبي على حكم العقيد معمر القذافي وانتخب الليبيون في يوليو 2012 المؤتمر الوطني العام كأول جسم منتخب منذ أكثر من 40سنة ثم انتخب مجلس النواب في 2014،ونتيجة للمحاولات الانقلابية على المسار الديمقراطي ومحاولة الرجوع بالبلاد لحكم الفرد وأبرزها العدوان على طرابلس في 2019من قبل مليشيات حفتر لم يستأنف الليبيون الحياة الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع لمدة دامت أكثر من 6 سنوات

24 ديسمبر من جديد

وعقب صد محاولة الانقلاب في يونيو 2020 اتفق ملتقى الحوار السياسي الليبي بتونس في نوفمبر 2020 أن يكون الـ 24 من ديسمبر 2021 هو يوم الاقتراع للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد لكن عملية التجهيز للانتخابات والقوانين المنظمة لها لم تمكن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات من إجرائها في موعدها المقرر لتقترح المفوضية الـ24 من يناير موعدا جديد للانتخابات في ليبيا

فهل ستستأنف ليبيا الحياة الديمقراطية الذي بدأتها البلاد في ديسمبر 1952 من جديد يا ترى؟

أُترك رد

كُتب بواسطة سالم محمد

Exit mobile version