عقب حادثة اغتيال آمر محاور الصاعقة بالقوات الخاصة، التابعة لحفتر، محمود الورفلي، أمس في بنغازي، بوابل من الرصاص وهو داخل سيارته، برزت تساؤلات عدة، عن المستفيد الحقيقي من اغتياله، وفي هذا التوقيت بالتحديد.
مطلوب دولي
الورفلي الذي كان أحد ضباط القوات الخاصة التابعة لحفتر، والتي ساهمت في سيطرته على بنغازي، اتهم في الـ 2017 من محكمة الجنايات الدولية، بارتكاب جرائم حرب، وأصدرت في حقه مذكرات اتهام وقبض.
تصفية وقتل
ويتهم الورفلي، بقتل 33 شخصا في بنغازي، بين عامي 2016 2017، إلى جانب إعدام 10 أشخاص في الـ 2018، انتقاما لحادث تفجير سيارتين مفخختين في بنغازي، كما كانت آخر جرائم الورفلي، الموثقة بالصوت والصورة، اعتدائه على مقر شركة تويوتا في بنغازي، وتدمير محتوياته وتهديد صاحبه بالقتل.
تهرب حفتر من تسليمه
ورفض المتحدث باسم حفتر أحمد المسماري، تسليم الورفلي إلى محكمة الجنايات الدولية، متعللا بأحقية القضاء العسكري التابع لحفتر في محاكمته، كما تهرب حفتر مرار وتكررا من مطالبات المحكمة بتسليم الورفلي، ليتضح في نهاية الأمر، أن الورفلي حر طليق، وبدون أي محاكمه ، بل تم ترقيته إلى رتبة مقدم.
حفتر وأبنائه
الكاتب الصحفي علي أبو زيد، يرى بأن اغتيال الورفلي يدل على حالة الفوضى التي تعم المنطقة الشرقية ومدينة بنغازي بشكل خاص، والتي هي من تداعيات “الهزيمة النكراء” التي لحقت بمليشيات حفتر.
وأضاف أبو زيد في تصريح للرائد، أن ارتخاء القبضة الأمنية هناك، وحالة الإحباط والتململ لدى عناصر حفتر، والإهمال الذي يعانونه، مع مؤشرات على صراع داخلهم، في ظل تنامي دور أبناء حفتر، ومحاولة الورفلي الظهور كبطل ومصحح للمسار في عدة فيديوهات، يجعله هدفا من قبل حفتر وأبنائه للقضاء على أي حركة تمرد داخل معسكرهم.
الصندوق الأسود
وقال المحلل السياسي عبد المجيد العويتي، قد لا يكون حفتر وابنه صدام ومن معهم من “السلفيين” من المعادين للورفلي، ولكن هناك مصلحة لحفتر من إنهاء وجود الورفلي، وذلك بسبب أنه مخزن أسرار الاغتيالات في بنغازي، بالإضافة إلى قطع الطريق أمام تسليمه للجنائية الدولية.
وأضاف العويتي في تصريح للرائد، بأن ثارات الورفلي كثيرة، وأصحاب العداء معه أكثر، ومنهم مسلحي قبيلة العواقير، الذين يعتبرون الورفلي أحد أذرع الانتقاص من مكانتهم وهم بذلك من في صالحهم انهاء وجوده.
المستفيدين كثر
الكاتب الصحفي عبد العزيز الغناي، يرى بأن المستفيدين من اغتيال الورفلي كثر، لأنه ضالع في جرائم قتل وتصفية بمعية حفتر وموته سيغلق جزءا كبيرا من الحقيقة، بالإضافة إلى أن حفتر سيرتاح من الضغوط الدولية والمحلية التي تطالبه بتسليم الورفلي.
وأشار الغناي في تصريح للرائد، إلى أنه لا يمكن معرفة الجهة المنفذة لهذا الاغتيال حتى تظهر نتائج التحقيقات إن ظهرت، لكن السؤال المهم من يمتلك القدرة على الاغتيال و التصفية في بنغازي، أما توقيت الاغتيال فقد يكون مفيد لحفتر، وذلك لأن الاغتيال جاء في فترة احتقان قبلي في بنغازي، ويستطيع حفتر بحجته اقصاء خصم قد يصعب اقصائه في وقت لاحق.
