Menu
in

ما احتمالية حدوث جلطة لدى من تلقوا لقاح أسترازينيكا-أكسفورد ضد كورونا؟

ما احتمالية حدوث جلطة لدى من تلقوا لقاح “أسترازينيكا-أكسفورد” (AstraZeneca- Oxford) المضاد لفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″؟ وما آخر المعطيات حول اللقاح؟ وبعد تعليق اللقاح في بعض الدول، ماذا يجب أن تفعل إذا تلقيت الجرعة الأولى؟ ولماذا علقت ألمانيا تحديدا اللقاح؟

بداية سنقوم باحتساب احتمالية حدوث جلطة لدى من تلقوا لقاح “أسترازينيكا-أكسفورد”، ثم نقارنه باحتمالية الجلطة لدى السكان الطبيعيين، ونؤكد هنا أن هذه الأرقام هي عامة وبغرض المقارنة، وهي ليست بديلا عن اتباع توجيهات السلطات الصحية في بلدك والطبيب.

كم عدد الإصابات بالجلطة التي سجلت لدى من تلقوا لقاح أسترازينيكا-أكسفورد؟

37 جلطة دموية، من بين أكثر من 17 مليون شخص تم تطعيمهم في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا. كان منهم 15 حالة “جلطة في الأوردة العميقة” (deep vein thrombosis)، و22 حالة “انسداد رئوي” (pulmonary embolisms)، وذلك منذ 4 يناير/كانون الثاني حتى 14 مارس/آذار تاريخ البيان الذي أصدرته شركة أسترازينيكا؛ أي 70 يوما.

إذا قمنا بعمل حسبة بسيطة وعامة، فإن معدل حدوث جلطة دموية على مدار سنة (365 يوما) هو 11.3 جلطة لكل مليون شخص.

حسبنا ذلك عبر حساب عدد الجلطات، التي قد تحدث على مدار سنة (بدل 70 يوما)، ثم قسمناها على 17؛ لنحصل على الرقم 11.3 جلطة لكل مليون شخص على مدار سنة.

نؤكد هنا أن هذه حسبة عامة وتقديرية، بناء على المعطيات المتوافرة للحظة.

ما احتمالية الجلطات لدى السكان بشكل عام؟

احتمالية جلطة الأوردة العميقة والانسداد الرئوي هي ما يقرب من 1 لكل ألف سنويا من السكان البالغين؛ أي حوالي ألف من كل مليون شخص بالغ على مدار السنة. وذلك وفق مصادر طبية ودراسات.

ماذا يعني هذا؟

وفقا للأرقام السابقة، احتمالية حدوث الجلطات لدى من تلقوا لقاح “أسترازينيكا-أكسفورد” أقل مقارنة مع العدد العام للسكان.

قالت آن تيلور، كبيرة المسؤولين الطبيين في أسترزاينيكا، “لقد تلقى الآن حوالي 17 مليون شخص في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة لقاحنا، وعدد حالات جلطات الدم المبلغ عنها في هذه المجموعة أقل من مئات الحالات المتوقعة بين عامة السكان”.

تقول وكالة الأدوية الأوروبية إن عدد الجلطات الدموية المبلغ عنها في الأشخاص الذين تم تلقيحهم ليس أعلى من العدد الذي لوحظ في عموم السكان.

ماذا قالت منظمة الصحة العالمية؟

وقالت لجنة معنية بسلامة اللقاحات تابعة لمنظمة الصحة العالمية اليوم، الأربعاء، إنها ترى أن المنافع التي تعود من استخدام لقاح “أسترازينيكا” (AstraZeneca) للوقاية من كوفيد-19 تفوق المخاطر، وأوصت باستمرار التحصين به.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن لجنة المشورة العالمية لسلامة اللقاحات تتفحص بدقة أحدث البيانات المتاحة بشأن سلامة لقاح “أسترازينيكا”.

وذكرت الصحة العالمية في بيان بعد يوم من عقد خبرائها لاجتماع مغلق “بمجرد الانتهاء من المراجعة، ستنشر منظمة الصحة العالمية النتائج على الفور”.

وأضاف البيان “حتى الآن، تعتبر منظمة الصحة العالمية أن منافع استخدام لقاح أسترازينيكا تفوق المخاطر وتوصي باستمرار حملات التحصين”.

من جهتها، قالت وكالة الأدوية الأوروبية إنها تحقق في تقارير عن 30 إصابة باضطرابات غير معتادة في وظائف الدم من بين 5 ملايين تلقوا اللقاح. وجرى توزيع 45 مليون جرعة في الإجمال من لقاح “أسترازينيكا” في أنحاء المنطقة.

ومن المقرر أن تعلن الوكالة الأوروبية، وهي الجهة التنظيمية المعنية بإجازة الأدوية واللقاحات، النتائج التي توصلت إليها غدا الخميس؛ لكن رئيستها إيمير كوك قالت إنها لا ترى سببا لتغيير التوصية المتعلقة بلقاح “أسترازينيكا”، وهو أحد اللقاحات الأربعة التي أقرت الوكالة استخدامها حتى الآن للوقاية من المرض.

أمر يثير الحيرة

مع ذلك، ومع الأرقام السابقة، فهناك أمر يثير الحيرة يتعلق بنوع نادر جدا من الجلطات، فعندما تم الإعلان عن التعليق الأول الأسبوع الماضي، كانت الأسئلة تتعلق باحتمال وجود صلة بين اللقاح وتكوين جلطات دموية أو جلطات مثل التهاب الوريد على سبيل المثال أو حتى الانسداد الرئوي.

لكن، الاثنين، ذهب “معهد بول إيرليش” (Paul Ehrlich Institute) الطبي، الذي يقدم النصح للحكومة الألمانية إلى أبعد من ذلك بقوله إنه “عبر تحليل معطيات جديدة، نرى تراكما كبيرا لنوع محدد من تجلط الأوعية الدماغية النادر جدا، المرتبط بنقص الصفائح الدموية”، وهذه هي العناصر التي دفعت ألمانيا بدورها إلى تعليق لقاح “أسترازينيكا” كإجراء احترازي، وتلتها فرنسا وإيطاليا.

وقالت أوديل لوناي، خبيرة الأمراض المعدية وعضوة لجنة اللقاحات ضد كوفيد-19، التي شكلتها الحكومة الفرنسية، لوكالة الصحافة الفرنسية إن “الجلطات في الأوعية الدماغية” (cerebral vein thrombosis) “هي من ناحية أكثر ندرة من الجلطات التقليدية، ومن ناحية أخرى من المحتمل أن تكون أكثر حدة”، ويمكن أن تسبب هذه الجلطات النادرة السكتات الدماغية (حوادث الأوعية الدموية الدماغية).

من جانب آخر، أبلغت عدة دول عن حالات نزيف يمكن أن تتوافق مع “أحداث التخثر المنتشرة داخل الأوعية” كما أضافت البروفيسورة لوناي قائلة “هي متلازمات استثنائية للغاية، ويمكن أن تظهر في إطار التهابات خطيرة، وتؤدي إلى جلطات ونزيف في آن معا”. في هذه المرحلة، ليس هناك من دليل على وجود رابط بين اللقاح وهذه الأحداث، وهذه النقطة ستوضحها الوكالة الأوروبية للأدوية التي ستنشر استنتاجاتها الخميس.

كيف يمكن تحديد الخطر؟

تؤكد البروفيسورة لوناي أن “السؤال هو ما إذا كانت هذه الأحداث القليلة أعلى من معدل الحدوث، الذي نسجله عادة” لدى السكان في حال عدم وجود اللقاح.

أبلغت ألمانيا، الاثنين، عن 7 حالات من الجلطات في الأوعية الدماغية من بين أكثر من 1.6 مليون حقنة. وقال وزير الصحة الألماني ينس شبان إن “الخطر ضعيف جدا”، مضيفا “لكن إذا كانت هذه الحالات مرتبطة باللقاح، فإنه سيكون خطرا أعلى من المتوسط”.

وأوضحت الوزارة، الثلاثاء، أنه من أصل 1.6 مليون شخص، يتوقع إحصائيا أن تسجل “حوالي 1 إلى 1.4 حالة” من حالات تجلط الأوعية الدماغية لا 7.

على العكس كررت وكالة الأدوية الأوروبية القول، الاثنين، في بيان إن عدد “الأحداث المرتبطة بالجلطات لدى الأشخاص، الذين تلقوا اللقاح، لا يبدو أعلى مما هو لدى السكان بشكل عام”؛ لكن حتى لو كان عددهم ضئيلا، فإن الطابع غير النمطي لهذه الأحداث، التي سجلت هو الذي يثير حيرة الأخصائيين.

وصرح البروفيسور فيليب نغوين، المتخصص في الجلطات في الجمعية الفرنسية لأمراض الدم، لوكالة الصحافة الفرنسية “نبقى في حالة استثنائية، يجب بالتالي فعليا التدقيق في هذه الملفات”؛ لمعرفة ما إذا كان هناك رابط مع اللقاح.

من جانب آخر، تبين أن “كوفيد-19” نفسه يمكن أن يسبب جلطات دموية، يقول البروفيسور ستيفن إيفانز (كلية لندن للصحة والطب الاستوائي) كما نقلت عنه المنظمة البريطانية “مركز إعلام العلوم”، إن “بعض مشاكل التخثر التي لوحظت حاليا قد تكون ناجمة عن كوفيد-19 لا اللقاح”.

من جهته، صرح بول هانتر، أستاذ الطب في جامعة إيست أنجليا، لمجلة “بي إم جي” (BMJ) الطبية أن معدل وفيات الإصابة بالعدوى لدى الرجال في منتصف الأربعينيات من عمرهم بسبب كوفيد-19 يبلغ 0.1%، أو حوالي ألف وفاة لكل مليون إصابة، وهو أكبر بكثير من احتمالية “الجلطات في الأوعية الدماغية” (cerebral vein thrombosis).

وأضاف أنه “من الواضح أن هذا الارتباط المحتمل يحتاج إلى تحقيق شامل؛ لكننا بحاجة إلى النظر في الضرر الحقيقي الناجم عن التأخر في حملات التطعيم في وقت ما يزال فيه معدل الإصابة بفيروس كوفيد-19 في ازدياد في العديد من البلدان الأوروبية”.

أيها أكثر الفوائد أم المخاطر؟

كما هو الحال مع جميع الأدوية، فإن السؤال الأساسي هو كيفية إقامة توازن بين الفوائد والمخاطر للقاح؛ أي تحديد إلى أي مدى تفوق فوائد اللقاح عيوبه.

وأفادت مديرة الوكالة الأوروبية للأدوية، إيمر كوك، خلال مؤتمر صحافي “ما زلنا مقتنعين تماما بأن فوائد لقاح أسترازينيكا في منع الإصابة بكوفيد-19 وما يرتبط به من مخاطر دخول المستشفى والوفاة تفوق مخاطر هذه الآثار الجانبية”.

وأكد وزير الصحة البلجيكي، فرانك فاندينبروك، على عكس عدد من نظرائه الأوروبيين أن “وقف حملة التلقيح هذه مع العلم أنه هناك مثل هذا الانتشار للفيروس سيكون تصرفا غير مسؤول؛ لأنه حماية أكيدة وفعالة ضد هذا المرض”، وهي وجهة النظر أيضا التي يدافع عنها الكثير من الأخصائيين عبر أوروبا.

بعد تعليق اللقاح في بعض الدول، ماذا يجب أن تفعل إذا تلقيت الجرعة الأولى من أسترازينيكا-أكسفورد؟

تقول مجلة “لونوفيل أوبسرفاتور” (Le Nouvel Observateur) الفرنسية في تقرير، إن الجرعة الأولى من “أسترازينيكا” -مثل اللقاحات الأخرى- تثير استجابة مناعية تجعل من الممكن الحد من الأشكال الخطيرة من كوفيد-19. ووفقا لبيانات هيئة الصحة العامة في إنجلترا، فإن جرعة واحدة من لقاح “أسترازينيكا” أو “فايزر- بيونتك” (Pfizer-BioNTech)، تقلل من احتمال الإقامة في المستشفى بنسبة تفوق 80%.

لكن المعطيات تشير إلى أن فعالية اللقاح في الحد من الحالات الحادّة تتضاءل إذا لم يتم الحصول على الجرعة الثانية، وقد أوصت الهيئة العليا للصحة في فرنسا، في 2 مارس/آذار الجاري، بانتظار 12 أسبوعا للحصول على الجرعة الثانية من لقاح “أسترازينيكا”، على ضوء ما أظهرته بيانات المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.

هل يمكن الحصول على جرعة ثانية من لقاح آخر؟

تقول المجلة إن الإجابة ليست معروفة حاليا، وقد أعلنت جامعة أكسفورد، في 4 فبراير/شباط الماضي، أنها ستطلق دراسة للحصول على إجابات في هذا الشأن. ومن المنتظر أن تضم هذه الدراسة التجريبية، وهي الأولى من نوعها في العالم، 820 متطوعا تزيد أعمارهم عن 50 عاما، وستختبر نتائج مزج جرعات من لقاحي “فايرز-بيونتك” و”أسترازينيكا”.

وقد شدد نائب كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، جوناثان فان تام، على أهمية “الحصول على بيانات يمكن أن تدعم برنامج تطعيم أكثر مرونة”، لا سيما في ظل نقص الإمدادات.

ووفق الخبير البريطاني “من الممكن أن تكون الاستجابة المناعية أفضل، في حال تم المزج بين اللقاحات، مع زيادة تركيز الأجسام المضادة في مصل الدم لفترات أطول”.

المصدر- الجزيرة

أُترك رد

كُتب بواسطة مرام عبدالرحمن

Exit mobile version