in

أكثر من 40 يوما مضت على الموعد المحدد لإخراج المرتزقة من البلاد.. و”الفاغنر” لا زالت تنشئ التحصينات

لعل أبرز ملف سيواجه حكومة “الدبيبة” إلى جانب توفير الخدمات الأساسية لليبيين هو ملف إخراج المرتزقة التي تعج بهم البلاد.

فلم تمض ساعات على منح مجلس النواب لحكومته إلا ورصدت الجهات العسكرية طائرات مقاتلة روسية وهي تجري المناورات فوق سماء الجفرة، كما رصدت هبوط طائرة شحن روسية في قاعدة الجفرة، وفقا لما نشره المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب.

اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر 2020 نص على إخراج المرتزقة في مدة لا تتجاوز الـ90 يوما من توقيع الاتفاق غير أن هذه المدة انقضت دون تنفيذ ما يقتضيه الاتفاق، بل أكدت مصادر صحفية استمرار مرتزقة الفاغنر في إنشاء التحصينات، وحفتر الخنادق بطول 70 كيلومتر بين مدينتي سرت والجفرة .

وتتزامن هذه الخروقات مع وصول عشرة مراقبين دوليين لمراقبة تنفيد وقف إطلاق النار، وإرسال تقاريرهم لمجلس الأمن بالخصوص.

ملف شائك

المحلل السياسي المصري والمهتم بالشأن الليبي علاء فاروق قال في تصريح للرائد، إن ملف المرتزقة شائك ومعقد ومتداخل لعدة أسباب، منها أن بلاد هؤلاء المرتزقة لايعترفون حتى اللحظة بوجود قوات تتبعهم، على رأسهم مرتزقة “الفاغنر” الروسية.

ورأى فاروق وجود عدمجدية حقيقية من مجتمع الدولي وبعثته الأممية التي حددت مهلة 90 يوما لخروج القوات الأجنبية من كامل التراب الليبي ، وهو ما لم يحدث رغم مرور ضعف المهلة الممنوحة تقريبا.

وأضاف فاروق أن تحكم هؤلاء المرتزقة وسيطرتهم على أماكن حيوية يجعلهم ورقة ضغط وتفاوض للأطراف الليبية خاصة حفتر الذي يراهن على حماية “الفاغنر” من جانب، ويتورط معهم في أمور ومشكلات مالية من جانب آخر.

وأكد فاروق أن الأمر يتوقف على قدرة حكومة الدبيبة في التعامل بدبلوماسية وحزم واستراتيجية واضحة في هذا الملف، وأن لا تكرر أخطاء من سبقها، بأن تضع كل الأمر على عاتق مجتمع دولي تتلاعب به دول “الفيتو” ولا تتعنت مع دول هؤلاء المرتزقة، بل تفاوضهم وتطرح عليهم حلولا؛ للتخلص من هذا الوباء وفق قوله .

ابتزاز

الكاتب الصحفي عبدالعزيز الغناي أكد، في تصريح للرائد، أن ملف المرتزقة في شرق ليبيا ووسطها وجنوبها من أعقد الملفات، فلا اتفاقيات صريحة معهم، ولا أي تعاقدات معلنة، كما أن دولهم تنفي أي تدخل لها في الشأن الليبي ولا أي تواجد رسمي لقواتها على الأراضي الليبية.

وأشار الغناي إلى أن إخراج المرتزقة من أولى ضروريات إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، موضحا أن دولا كروسيا والإمارات تسعى للضغط على الحكومة الليبية والشعب الليبي وابتزازه؛ من أجل تقويض أي محاولة لإنهاء الاحتراب والانقسام عن طريق فرض وجود مرتزقة “الفاغنر” والمرتزقة الأفارقة على الرقعة الليبية.

واعتبر الغناي أن الوضع الدولي المتأزم والاستقطاب الاقليمي المتزايد لن يسمح بخروج المرتزقة بسهولة رغم قرارات مجلس الأمن الصريحة والواضحة، لذا فسيحاول الدبيبة عن طريق دبلوماسيته إخراجهم مقابل إعطاء دولهم بعض الامتيازات والمصالح الاقتصادية مع الدولة الليبية، هذا إن لم يحدث تغيير عميق على الخارطة الدولية قد يؤدي لعودة شبح الحرب بالوكالة مجددا على الأراضي الليبية.

تحدٍ حقيقي

الكاتب الصحفي موسى تيهوساي اعتبر، في تصريح للرائد، أن ملف المرتزقة هو من أعقد الملفات التي تشكل تحديا حقيقيا لحكومة الدبيبة وأكثرها حساسية وصعوبة على الإطلاق.

وأوضح تيهوساي، أنه على الحكومة أن تعرف أن قضية إخراج المرتزقة هي أولويات قصوى، وعليها أن تعمل بحكمة معها عبر الضغط على الدول التي تقف وارءهم كروسيا والإمارات؛ من أجل سحبهم من الأراضي الليبية.

وطالب الحكومة بإشراك كافة الأطراف السياسية المؤمنة في بناء ليبيا الجديدة، بعيدا عن الاصطفاف العسكري؛ لأنها جزء أساسي من المكونات المهمة في البلاد.

بلدي نالوت: الوضع الوبائي كارثي ونتوقع فرض حظر تجوال الأسبوع المقبل

هل الانقسام الحكومي سبب كل ما جرى في ليبيا؟