أثارت تسريبات تقرير فريق الخبراء الأممي، والذي نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، وماجاء فيه من ادعاءات حول دفع رشاوى لبعض أعضاء ملتقى الحوار للتصويت لقوائم بعينها ردود فعل غاضبة ومطالبة بالكشف عن أسماء المتورطين في هذا الفعل.
وبينما يرى عدد من المتابعين أن ذلك لن يؤثر في مسار اعتماد الحكومة والجلسة المقترحة لذلك كون التقرير سيعلن عنه بعد تاريخ الجلسة يرى آخرون أن ذلك ربما سيدفع لتأجيل الجلسة أو ربما لعدم منح الثقة لها من قبل النواب.
رشاوى وفساد
وكشفت وكالة الأنباء الفرنسية عن مقتطفات من تقرير خبراء الأمم المتحدة بخصوص العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة.
وأكد التقرير المسرب أن عملية اختيار السلطة التنفيذية شابها الفساد.
وجاء في التقرير المنشور على وكالة الأنباء الفرنسية، أن عضوين من ملتقى الحوار السياسي “قدما رشاوى تتراوح بين 150 ألف و200 ألف دولار لثلاثة من أعضاء آخرين في الملتقى على الأقل، مقابل التزامهم بالتصويت لـ “عبدالحميد الدبيبة” كرئيس للوزراء.
وأورد التقرير أن أحد المندوبين “انفجر غضبا في بهو فندق” فور سيزنز” في تونس العاصمة، عند سماعه أن بعض المشاركين ربما حصلوا على ما يصل إلى 500 ألف دولار مقابل منح أصواتهم إلى دبيبة، بينما حصل هو فقط على 200 ألف دولار”.
وأكد أحد المشاركين في المحادثات، طلب عدم الكشف عن هويته، أنه كان شاهدا على ما حصل، معربا عن غضبه من “الفساد غير المقبول في وقت تمر ليبيا بأزمة كبيرة”
ردا على الاتهامات
من جانبه رد رئيس الحكومة الجديدة عبد الحميد الدبيبة على ما وصفها بالشائعات وعمليات التشويش معتبرا أن تلك المسألة تأتي في وقت يضج بالإيجابيات بالنسبة لليبيين، منها تحديد موعد جلسة منح الثقة للحكومة، وكذلك إعلان لجنة 5+5 عن إمكانية عقد ها في سرت.
وأضاف المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة المعين أن تلك الاتهامات تأتي لتفسد حالة التوافق الوطني وتعطل عملية منح الثقة للحكومة من خلال تبني نشر الإشاعات والأخبار الزائفة وتغيير الحقائق، مشددا على نزاهة العملية التي جرى فيها اختيار السلطة الجديدة.
منح الثقة
النائب الأول لرئيس مجلس النواب طبرق فوزي النويري شدد في بيان له على التمسك بمخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي انعقد بجنيف
ودعا النويري أعضاء مجلس النواب إلى تغليب المصلحة العليا لليبيا وتلبية دعوة عقيلة صالح لعقد جلسة منح الثقة للحكومة في الثامن من الشهر الحالي في مدينة سرت أو طبرق، وإنهاء الانقسام في مؤسسات الدولة.
واعتبر النويري في بيان له بالخصوص أن نجاح السلطة الجديدة مرتبط بالتزام المجتمع الدولي أخلاقيا وقانونيا.
تأجيل الجلسة
وفي قراءة لما جرى من أحداث متتالية فيما يخص اعتماد الحكومة الجديدة قال الكاتب الصحفي عبد العزيز الغناي أن هناك حراك نيابي ونخبوي حالي في الشارع الليبي يطالب بتأجيل جلسة منح الثقة لحكومة الدبيبة وذلك لانتظار نتائج التحقيق الأممي بخصوص الرشاوى
ورأى الغناي في تصريح للرائد “أنه سيكون هناك سيناريويهن، الأول هو عقد جلسة ولكن لن تعطى فيها الثقة للحكومة وربما سيتم التحجج بأي حجة كتحفظ النواب على بعض الاسماء الواردة في الحكومة أو اي منصب.
أما ثاني السيناريوهات فهو إعطاء الثقة للحكومة لكن مع تنازلات أكبر لروسيا التي ربما ستحاول أن تعلن فيتو ضد ما أعلنه تقرير الخبراء الذي سيصدر في 15 مارس أي يصبح هذا التقرير غير معلن وغير ملزم وغير مثبت وبالتالي تمرر الحكومة مع قليل من التشويش، لكنها ستمر.
ليس في صالح أحد
الكاتب والمدون فرج فركاش قال إن التعطيل في المسار السياسي ليس في صالح أحد في الوقت الحالي وقد تكون التسريبات بمثابة “قرصة وذن” لحكومة الدبيبة خاصة بعد تصريحات رئيسها الأخيرة عن تركيا مثلا، مضيفا أن الموقف الدولي خاصة الأمريكي في الأيام القادمة سيكون حاسما في هذه المسألة.
وأضاف فركاش في تصريح للرائد أنه حتى الآن ليس هناك أي دليل قاطع قدم من أي طرف حتى الآن وأن ما نشر في الواقع حتى الآن ليس بجديد وبدون ذكر أي أسماء ، معربا عن أمله بنشر التقرير كاملا وبكل ملاحقه.
ورأى فركاش أنه إلى حين موعد إعلان التقرير في 15 مارس فيجب الاستمرار في الإجراءات الاولية للنظر في منح الثقة وعندما ياتي التقرير بأي شيء مثبت يمكن سحب الثقة من أي شخص بما فيهم رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة لو ثبتت أي تهمة عليهم ..