يحيي الليبيون اليوم الذكرى العاشرة لثورة السابع عشر من فبراير التي حررت الشعب من نظام العسكر الشمولي، وقضت على القذافي الذي حكم البلاد 42 عاما بالحديد والنار.
وتمر الذكرى الخالدة في أذهان الليبيين هذا العام بعد تحرير كامل المنطقة الغربية من عدوان حفتر على العاصمة طرابلس وإعلان حكومة وحدة وطنية بعد الانقسام الذي شهدته البلاد من سنة 2014.
ولم يمنع تفشي فيروس كورونا بالبلاد وارتفاع عدد الحالات الموجبة تزامناً مع برودة في الطقس وسقوط ثلوج على بعض المناطق الشعب الذي تذوق الحرية لعشر سنوات من الخروج للميادين وتزيين الشوارع والسيارات احتفاء بالثورة، فلفبراير مكانة تخف عندها كل مأسي الشعب ومعاناته وتعلو الأهازيج والأعلام والشعارات المؤيدة لها، وترتسم فيها البسمة على وجه الليبيين، في رسالة واضحة بأن فبراير عيد الحرية لا مكان فيه إلا للفرح والاحتفالات.
تأمين كبير
استُنفرت الأجهزة الأمنية كافة بمناطق وشوارع العاصمة طرابلس والمدن المجاورة لتأمين طرابلس ووضعت الخطط الأمنية اللازمة لتأمين الاحتفالات؛ خوفاً من حدوث أي اختراقات من مجموعات خارقة عن القانون وتهوى المشاكل.
ومنذ الصباح الباكر انتشرت الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية في ميدان الشهداء ومحيطه، ونشرت أجهزت التفتيش الالكترونية في مداخل ومخارج الميدان؛ لتأمين الحفل.
أجواء الاحتفال
احتفالات فبراير هذا العام لم تختلف كثيرا عن سابقتها وانطلقت كعادتها قبل اليوم المنشود في الشوارع والأزقة في عدد من مدن البلاد، حاملين عبارات تعني المضي قدما إلى الدولة المنشودة، الدولة المدنية التي يكون فيها الجميع تحت طائلة القانون ولا أحد فوقه.
وكالعادة أبرز ما يميز فبراير في كل عام هو نبذ صور التمجيد والعبودية فترفع فيها أعلام البلاد وصور الشهداء الذين قضوا نحبهم من أجل الحرية والدولة المدنية بدلًا من صور الشخصيات المسؤولة في الدولة أو غير المسؤولة، وتسمع فيها الشعارات المنادية بوحدة تراب ليبيا.
ثورة فبراير هي مسيرة نضال من أجل تحقيق ما تعاهد عليه الشعب في عام 2011 للوصول إلى حلم دولة الدستور والقانون دولة الحرية والعدالة التي يحكمها القانون والتشريعات لا أهواء الأشخاص.