in

الثورة في عامها العاشر: صمود في وجه الانقلابات وسعي لبناء دولة القانون


ينقسم الشارع في ليبيا بين من يرى أن الثورة حققت عدداً من أهدافها، ومن يرى أنها عجزت عن تحقيق أياً منها إلا أن نفس الشارع، مواطنين ونخباً وسياسيين يرون أن الثورة نجحت في الصمود في وجه الانقلابات المضادة التي أطاحت بالثورة في مصر واليمن والسودان.

لا تزال تقاوم

يقول رئيس اللجنة التسييرية لمدينة مصراتة خلال عام 2011م “خليفة الزواوي” إن الثورة لا تزال تقاوم وتصارع أمواج عاتية، متمثلة في تدخلات قوى إقليمية تحاول إجهاض الثورة في ليبيا، مضيفاً أن تلك المحاولات فشلت فشلاً ذريعاً في مبتغاها.

يضيف في حديثه للرائد أن الثورة نجحت في أول أهدافها، وهو القضاء على رأس النظام السابق، وأوصلت البلاد لأول انتخابات ديمقراطية ناجحة، تلاها تسليم الثوار آنذاك السلطة رسمياً من مجلس انتقالي إلى المؤتمر الوطني والحكومة المنبثقة عنه فيما بعد.

ولا يتفق “الزواوي” مع من حمّلوا الثورة مسؤولية ما حصل بعد عام 2014م من تجاوزات وخروقات وتدخلات من قوى إقليمية دعمت الثورة المضادة في ليبيا، التي كانت تتستر بشعارات الحرية والعدالة والمساواة.

يختم قوله بأن ثورة السابع عشر من فبراير لا تزال في الميدان ترفع الراية خفاقة عالية، مؤكد استمرار إيمان الثائرين بأهدافها ومواصلتهم المشوار حتى تتحقق كامل أهدافها وصولاً لبناء دولة العدالة والقانون. وفق قوله.

ستحقق أهدافها

يرى الكاتب الصحفي “يوسف عمر الغزال” أهمية قراءة الذكرى العاشرة لثورة 17 فبراير في منظورها التاريخي، ومنطق الحضارات بعيدا عن التقييم اليومي والآني للأحداث.

يذكّر في حديثه للرائد بظهور حركة المقاومة الشعبية ضد الدولة العثمانية والاستعمار الأوروبي مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، مضيفاً أن هذه الحركة المقاوِمة شملت كل أرجاء الوطن العربي حتى شكلت ظاهرة في تاريخ العرب سماها المؤرخون بــ”اليقظة العربية”.

يعود محدثنا بالذاكرة للعام 2011م موضحاً أن ما حدث كان ثورة شعبية ضد حكم الفرد الذي لم يحقق طموح اليقظة العربية الاولى، ما أدى إلى قيام يقظة عربية ثانية سماها رجال التاريخ والفكر ثورة (الربيع العربي) شملت سبع دول عربية ونجحت في إسقاط أنظمتها.

يختم حديثه بقوله: إن قيام يقظة ثانية بعد اليقظة الأولى، يشير إلى الحتمية التاريخية في حركة الشعوب ودليل على أن الأمة العربية مازالت حيّة، وستحقق أهدافها وفق مبدأ تراكم الخبرة ومنطق الحتمية التاريخية في سنة التطور والارتقاء، مؤكداً أن الثابت الوحيد في هذه الحياة هو التغيّر المستمر، وفق قوله.

أجزاء من استحقاقاتها

يؤكد الناشط السياسي “فيصل الشريف” أن ثورة فبراير التي رفعت شعار الحرية والديمقراطية والدستور والتداول السلمي على السلطة، لم تحقق إلا أجزاءً يسيرة من هذه الاستحقاقات.

يضيف أن ما شهدناه من تمكن المنظومة العسكرية القديمة من إجهاض الثورة في مصر والعودة لسيطرة العسكر، ودعم خليفة حفتر في ليبيا؛ للعب نفس الدور، وبرغم فشل مشروعه إلا أنه لازال قائمًا.

يتابع في حديثه للرائد أن ثورة فبراير ستحقق أهدافها بإنجاز دستور وبناء المؤسسات الموحدة التي تحتكر القيادة، وتتخلص من المشروع العسكري الشمولي المتربص بليبيا وشعبها.

يختم حديثه بأن ما تم الإشارة إليه يتطلب نخبًا مؤمنة بالمشروع، وتملك الإرادة، بعد تقييم التجربة تقييمًا عقلانيًّا، وليس عاطفيًّا لنعمل على تصحيح المسار والانطلاق بخطى ثابتة. وفق وصفه.

في عقدها الأول … الليبيون يحتفلون بذكرى فبراير العاشرة

باشاغا: عدو ليبيا الأول هي الدكتاتورية التي هزمت على أسوار طرابلس وعدوها الثاني الفساد