تكمن الإجابة على سؤال لماذا يرتفع السكر بعد ممارسة الرياضة بأنه تسبب التمارين الرياضية تغييرات عميقة في مستويات سكر الجلوكوز، عادةً ما تؤدي التمارين الرياضية إلى انخفاض تركيز الجلوكوز في الدم بسرعة، بينما قد تؤدي التمارين اللاهوائية إلى ارتفاعه.
من الصحي والطبيعي أن يرتفع سكر الدم أثناء التمرين لأن العضلات تحتاج إلى الجلوكوز الذي يعد وقودًا للجسم لتعويض الطلب المتزايد عليه أثناءها.
يتكيف الجسم بعد التمارين ويعيد مستويات السكر في الدم إلى طبيعتها عن طريق إفراز كمية كافية من الإنسولين، وهو المطلوب لإرجاع مستويات السكر في الدم إلى الوضع الطبيعي.
السبب العلمي وراء ارتفاع مستويات السكر بعد التمارين الرياضية هو أنها تعمل على تحفيز الجسم على إفراز هرمونات التوتر، مثل هرمون الأدرينالين وهرمون الكورتيزول.
يمكن أن يحفز الأدرينالين الكبد والغدد الكظرية لإفراز الجلوكوز والكورتيزول مما يجعل الجسم أكثر مقاومة للإنسولين، يمكن أن يؤدي النشاط البدني المفرط، مثل الرياضة القائمة على التنافس، إلى زيادة هرمونات التوتر هذه، وفي هذه الحالة يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم وعادةً ما يكون ذلك بشكل مؤقت.
مقاومة الإنسولين وممارسة الرياضة
يكون الجسم أكثر مقاومة للإنسولين بعد القيام بالتمارين المكثفة بسبب إنتاج هرمونات التوتر لذا، في حال كان الشخص مصابًا بمرض السكري، يجب مراقبة ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، فقد يحتاج إلى إنسولين إضافي لخفض مستوى الجلوكوز في الدم.
حيث بعد إجراء دراسة على مرضى السكري وجد أن الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الأول قد ارتفعت نسبة الجلوكوز في الدم لمدة ساعتين تقريبًا، في حين أن مرضى السكري من النوع الثاني لديهم ارتفاع في نسبة الجلوكوز في الدم لمدة ساعة واحدة.
لفهم ماذا يحدث لمرضى السكري في حال ممارسة الرياضة، ننصح بقراءة ما يأتي:
قد يحتاج مرضى السكري المعتمدون على أخذ الأنسولين والذين يشاركون في الرياضة إلى تناول المزيد من حقن الإنسولين بعد ممارسة تمارين الرياضية المكثفة، على عكس ما هو متعارف عليه.
ذلك لأنه بعد التمارين في حال كان الفرد طبيعي ولا يشكو من مرض السكري فإن الاستجابة الطبيعية هي زيادة إنتاج الإنسولين لخفض نسبة السكر في الدم التي يتم إطلاقها في التمرين، ولكن في حال مرضى السكري من النوع الأول فإنهم لا يمتلكون القدرة على زيادة إنتاجهم من الإنسولين لمواجهة الزيادة في الجلوكوز.
المحصلة النهائية هي أن أي شخص مصاب بداء السكري حين قيامه بتمارين مكثفة يحتاج إلى مراقبة مستوى السكري بشكل أكثر صرامة مما يفعله مع التمارين التي لا تتطلب مجهود جسدي، مثل المشي أو الركض .
من الجدير بالذكر أنه قد أظهرت دراسة جديدة نشرت في مجلة علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي، أن مرضى السكر المعتمدين على الإنسولين، والمعروفين باسم مرض السكري من النوع الأول، غالبًا ما يشهدوا زيادة في نسبة مستويات السكر في الدم، وليس انخفاضًا في مستوياته، بعد القيام بأي مجهود البدني أو التمارين الرياضية.
حيث من خلال اختبار الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول والذين كان سكر الدم لديهم بصحة جيدة قبل التمرين، وجد الباحثون أنه بعد الاختبار، كان سكر الدم لديهم أعلى، لذا فمن الضروري قياس مستوى السكر بعد ممارسة الرياضة لهؤلاء المرضى.
المصدر: ويب طب
