بعد سلسلة الهزائم التي تعرضت لها روسيا عبر مرتزقتها “الفاغنر” الذين نشرتهم في ليبيا، وبعد زرعهم الألغام جنوب العاصمة طرابلس، والتي تسببت في مقتل واصابة العشرات من الأبرياء، لا تزال “فاغنر” زعزعة الاستقرار عبر جيشها الالكتروني. حيث كشف موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” عن إغلاقه مئات الحسابات الوهمية على منصتيه “فيسبوك وإنستغرام”، والتي تهاجم الحوار السياسي وتشوه أطرافه ومخرجاته، بتمويل روسي من قائد مجموعة مرتزقة “فاغنر
“. المجموعات نشأت ضمن ثلاث شبكات، في روسيا وفرنسا عدد منها يستهدف ليبيا، عبر هجوم متكرر زائف يستهدف بشكل منسق الحوار السياسي الليبي ومخرجاته وأطرافه.
شركة فيسبوك حذفت مئات الحسابات والصفحات والمجموعات، ومن يديرها، المرتبطون بنشاط سابق من قبل وكالة أبحاث الإنترنت (ايرا- روسية)، التي يمولها “يفغيني بريغوجين”، الذي يقود مجموعة مرتزقة “فاغنر”.
هذه الحسابات وغيرها من الصفحات وكثير من المجموعات الوهمية التي مولها قائد “الفاغنر” قالت “فيسبوك” إنها تنقل أسرار وكواليس الحوار السياسي وتنقل باستمرار أخبارا كاذبة عن فشله، وعن خلافات تسود أعضائه والتي تكاد توصله لطريق مسدود، بحسب تلك الحسابات.
الشبكة الروسية المتهمة، ضمت 211 حساباً و126 صفحة و16 مجموعة على موقع “فيسبوك”، بالإضافة إلى 17 حساباً على إنستغرام، استخدمت هذه الشبكة مواطنين من ليبيا ومن مصر ومن السودان ومن سوريا.
كما مارست تلك الحسابات، التضليل بعزم وجود صفقات تجري داخل ملتقى الحوار، ووصلت بمنشوراتها إلى زعم أن نتيجته محسومة.
شبكة “فيسبوك” قالت إن الحسابات التي تديرها الشبكات الروسية بالإضافة إلى محولاتها تشويه وتخريب مجريات الحوار السياسي، دعمت قائد العدوان على طرابلس خليفة حفتر، وسيف القذافي، وانتقدت بشدة تركيا، وحكومة الوفاق، أنفقت خلالها 186 ألف دولار فقط على المنشورات الممولة في “الفيسبوك”.
“الفيسبوك” أورد عدداً من نماذج المحتوى الذي نشرته بعض هذه الصفحات، من بينها “الزعم بسيطرة خليفة حفتر على ليبيا”، و”دعم مزعوم للجماعات الإرهابية في ليبيا من قبل قطر وتركيا”.
وفي محاولات مشابهة، أغلق موقع “الفيسبوك” في سنة 2109 مئات الحسابات والصفحات والمجموعات في عملية مماثلة، كانت ممولة من الإمارات وتعمل من العاصمة الإماراتية أبوظبي وكذلك القاهرة والسعودية، لدعم عدوان حفتر على العاصمة طرابلس.
وبالنسبة لعمليات 2019 التي جرت بمصر والإمارات، أوضحت شركة “الفيسبوك” أنها أغلقت 259 حساباً و102 صفحة و5 مجموعات و4 أحداث، وأيضاً إغلاق 17 حساباً عبر تطبيق “إنستغرام”، وفي العملية الثانية في السعودية أغلق “فيسبوك” 217 حسابًا و144 صفحة و5 مجموعات على “فيسبوك” و31 حسابا عبر “انستغرام”.
كل تلك العمليات تمت بأموال كبيرة بالعملة الصعبة دفعتها وأنفقتها روسيا والإمارات خاصة، لتضليل الليبيين عبر “الفيسبوك” ومنصات أخرى.
“فيسبوك” أوضحت أن بعض هذه الشبكات أعطت لنفسها عناوين مضللة، مثل الأزياء والحيوانات والفكاهة والحرف اليدوية، لكنها تنشر بشكل متكرر الأخبار السياسية والانتخابات في اتجاه واحد يدعم حفتر والمرتزقة الروس.