in

وفد الجنايات الدولية في ترهونة للمرة الثانية … هل يتم اتهام حفتر رسميا بجرائم المقابر؟

عقب زيارته الأولى في يوليو الماضي لترهونة زار وفد من محكمة الجنايات الدولية المدينة مجددا لتوثيق عمليات الخطف والقتل التي نفذتها مليشيات الكاني التابعة لحفتر.

هذه الزيارة تأتي بعد كثير من المتغيرات أولها اكتشاف هوية عدد من الضحايا وتوثيقها، وربما ليس آخرها إدراج مليشيا الكانيات في لائحة العقوبات الأميركية بعد اعتماد قرار استقرار ليبيا داخل الكونغرس الأمريكي، والذي يعاقب كل من تورط في انتهاكات حقوق الإنسان، ومن يتعامل معهم أو يوفر لهم الحصانة.

زيارتان في 6 أشهر

الزيارة الأولى لوفد المحكمة الجنائية الدولية كانت في يوليو الماضي التقى خلالها وفد المحكمة رئيس مكتب النائب العام، الصديق الصور، حيث تم اطلاعه على ملفات المقابر الجماعية والألغام التي زرعتها مليشيات حفتر والمرتزقة الروس، وطالب الوفد مكتب النائب العام بلائحة اتهام للأشخاص المتورطين في هذه الأفعال.

وعاد الوفد لزيارة المدينة مرة ثانية الجمعة الماضية؛ لمُعاينة المقابر الجماعية التي تركتها مليشيات حفتر خلفها عند فرارها من المدينة وجدد فريق الجنائية الدولية مطالبته بلائحة اتهام للمتورطين في المقابر الجماعية وزراعة الألغام.

بيانات وأدلة جنائية أولية

وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا أعلن، في نوفمبر الماضي، العثور على جثة العميد مبروك خلف مدير مكتب المعلومات والمتابعة السابق بالوزارة في مقبرة جماعية بمدينة ترهونة، إثر تصفيته من قبل ميليشيا الكاني، كما عثر في نوفمبر الماضي على جثث 3 أشخاص من عائلة الهامل، وفي إحدى المقابر الجماعية في ترهونة بحسب الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين، وفي يونيو الماضي أفادت مصادر محلية بأنه تم العثور على جثث بنات عائلة هردوه المختطفات على يد مليشيا الكانيات الإجرامية بثلاجة لحفظ الموتى بعد دخول قوات الجيش الليبي للمدينة وتحريرها.

مئات الجثث

قال رئيس المجلس التسييري لبلدية ترهونة محمد الكشر، إن أعداد الجثث التي وجدت بالمقابر الجماعية التي خلفتها ميليشيات الكانيات بالمدينة بلغ 116 جثة، تعرف على هوية ستة أشخاص منها فقط.

وأضاف الكشر، في تصريح سابق للرائد، أن عدد العائلات التي سحبت منها عينات بخصوص مفقوديها تجاوزت 330 عائلة، وأن هناك بعض العائلات لديها 7 مفقودين، لافتا أن بعض من تعرف على جثثهم عثر معهم على مقتنياتهم الشخصية مدفونة كمفاتيح السيارة أو أوراقهم الثبوتية.

دليل ثاني على انتهاكات الكاني

بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أعلنت في مارس الماضي أنها قد تحققت من قيام ما يعرف اللواء التاسع ” الكانيات” بتنفيذ العديد من عمليات الإعدام بإجراءات موجزة في ترهونة في 13سبتمبر 2019 ، كما حصلت على العشرات من التقارير عن حالات الاختفاء القسري وتعذيب المدنيين من بينهم نشطاء المجتمع الدولي وصحفيون.

إدراج على قائمة العقوبات

وزارة الخارجية الامريكية أعلنت في نوفمبر الماضي أن الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على محمد الكاني وميليشيا الكانيات؛ لصلتهم بمقتل مئات المدنيين في السنوات الأخيرة. لقد تم إدراج محمد الكاني وميليشيا الكانيات التي يقودها على لائحة العقوبات بموجب الأمر التنفيذي رقم 13818 الذي يبني على قانون “ماغنيتسكي “الدولي للمساءلة حول حقوق الإنسان وينفذه ويستهدف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وممارسات الفساد.

فيتو روسي

القرار الأمريكي يأتي بعد فشل مجلس الامن في إدراج الكانيات ضمن قائمة العقوبات الدولية؛ بسبب الفيتو الروسي حيث رشحت الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وإستونيا، الأعضاء في مجلس الأمن، محمد الكاني ومليشيا الكانيات، إلى لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة، لانتهاكهم الفظيع لحقوق الإنسان بليبيا، بحسب المندوبة الأمريكية الدائمة كيلي كرافت, لكن روسيا التي تملك حق الفيتو بمجلس الأمن المشكل من 15 دولة أجهضت صدور قرار بهذا الشأن.

حفتر يستقبلهم

من تبقي من عائلة الكاني وبقية ميليشياته يتواجدون في المنطقة الشرقية تحت سلطة حفتر عقب انسحابهم في يونيو الماضي عقب سيطرة قوات الجيش الليبي على كامل المنطقة الغربية، حيث أفادت مصادر محلية من الشرق بأن حفتر يكلفهم ببعض العمليات الأمنية في بعض المناطق التي تشهد زعزعة أمنية بين الوقت والأخر

وعقب انسحاب الكانيات من ترهونة توالت الاكتشافات للمقابر الجماعية والجثث فقد أحصت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين حتى يوليو الماضي، 226 جثة، و27 مقبرة جماعية في ترهونة.

كُتب بواسطة سالم محمد

مجلة أمريكية: ليبيا تمثل فرصة للولايات المتحدة والغرب لتصحيح ما تسببت فيه سياسة ترامب وماكرون

باشاغا يعطي تعليماته لقسم مكافحة الجرائم المالية لملاحقة كل المتورطين في الفساد