أجهز عبد الحكيم الشلماني ومعه أعضاء المكتب التنفيذي على أُمنيات الجماهير الليبية قاطبة بقرارتٍ تَنُم على فشلٍ ذريع في تسيير دفة أعلى سلطة لكرة القدم في البلاد؛ خسارتان من غينيا الاستوائية وأداء باهت في كلتا المواجهتين، وتخبط إداري نَجم عنه عدم معرفة توقيت لقاء غينيا الأول في جمهورية مصر العربية، والأنكى من ذلك هو خروج سيادة الرئيس بنبرة التهديد والوعيد عبر إحدى القنوات العربية الشهيرة بإنزال العقوبة وفتح تحقيق مع متوسط ميدان المنتخب الوطني أحمد بن علي المحترف في صفوف كرتوني الإيطالي.
طويت صفحة الهزيمتين المتتاليتين على يد الغينيين وتقدم الطاقم الفني باستقالة جماعية لاتحاد الكرة كاعتراف ضمني بفشلهم كما بفشل اتحاد الكرة, وهو الأمر الذي هدأ قليلاً من غضب الشارع الرياضي لكن الأخير لن ينسى فشل هذا الاتحاد إطلاقاً.
فشل اتحاد الشلماني هو امتدادٌ لفشل اتحادات سابقة، كاتحاد الطشاني والجعفري، فالأول قام بتصعيد فرق من الدرجة الأولى إلى الممتاز بقرار، والثاني كاد ليتخذ نفس المسار، كما أن ولايته شهدت انكسار وانهزام متعدداً على مستوى المنتخب.
الاتحاد الليبي لكرة القدم وبعد الخسارتين في الجولة الثالثة والرابعة من التصفيات المؤهلة لملاعب الكاميرون وتعذر الوصول للمرة الرابعة للعرس الأفريقي أقام اجتماع بمدينة المرج لذر الرماد في العيون وكسب المزيد من الوقت وإسكات صوت الوسط الرياضي.
هذا الاجتماع كنا نعتقد كصحفيين أنه جاء لتحديد رؤية مستقبلية للانتخابات أو لتقديم استقالة جماعية لأعضاء المكتب التنفيذي،إلا أن شيئا من هذا لم يحصل، فخرج الاجتماع بفضيحة إدارية وأخرى فنية.
أبرز ما نتج عن اجتماع مدينة المرج هو تحديد الرابع والعشرين من ديسمبر القادم موعداً لاجتماع الجمعية العمومية دون تحديد المكان، وحُدد الثامن من يناير لسنة 2021 موعداً لانطلاق بطولة الدوري الممتاز، وأيضاً تعيين طاقم فني جديد وإداي لمنتخب المحليين، والبحث عن مدرب أجنبي لقيادة المنتخب الأول.
الكارثة تكمن في التباحت لاعتماد أكثر من 60 نادٍ جديد في الجمعية العمومية وهي أندية (الشّنطة) التي لا وجود لها إلا على الورق وهو تجاوز صريح قام به الشلماني دون ريبة أو خشية من المُساءلة بل دون استحياء لأنه بهكذا فعل يريد تعبيد الطريق لولاية أخرى على هرم اتحاد الكرة بكسب أصوات هذه الأندية التي لا تتواجد على أرض الواقع بتاتاً.
كما شهد الاجتماع ️النظر في مقترح زيادة أندية الممتاز إلى تسعة وخمسين فريقاً، فإلى أين يريد هذا الاتحاد أن يصل بالمستوى الفني بهذا العدد من الفرق؟
مهام اتحاد الكرة تنظيم المسابقات والإشراف عليها والارتقاء بمستوى اللاعبين والحكام والمدربين من خلال خلق جو تنافسي بين الفرق فكيف سيكون التنافس قويا بتسعة وخمسين فريقا، أي هراء هذا؟ حتى ولو لم يتم اعتماد هذا المقترح فمجرد التباحث فيه والإصغاء لصاحب فكرته يعد عيباً بل وضرباً من الجنون.
ستخرج عليَّ فئة متعصبة للرئيس الحالي لتدافع عليه وتلمع صورته وقراراته الارتجالية التي تلفها الأخطاء من كل جانب، وتُلقِي عليَّ باللّوم وربما ستشتمني من وازع جهوي أو منطلق الانتماءات الضيقة لنادٍ معين، وهنا لا يسعني إلا أن أقول لهم بالليبي: “إن شاء الله تتهنوا على صحة الوجه”.
عندما أنتقد فإن دافع الانتقاد الأول هو ليبيا وعشقنا لكرة القدم في هذه البلاد البائسة التي يقودها زمرة من الفشلة سياسيًّا ورياضيًّا ولا يهمني رضا أو سخط الرئيس أو الوزير فليبيا أولى وأغلى منكم ومن صفاتكم.
اتحاد الكرة الحالي الذي لم يتواجد في مكتبه بالعاصمة طرابلس تقريباً منذ عامين، والذي لم يستطع أن ينظم اجتماعاً واحداً يضم كافة أندية الممتاز أو الدرجة الأولى، وحتى عندما أقام مؤتمرا صحفياً خرج ليشكو ويتحجج دون تقديم أية حلول أو خطط أو خارطة مستقبلية لكرتنا المسكينة، وكأنه لا يدري أنه المسؤول وهو المطالب بتقديم الحلول لا نحن.
اليوم هذا الاتحاد يمارس المراوغة ويتهرب ويتنصل من مسؤوليته، متخذاً الظروف كشمّاعة لفشله وسوء إدارته للعبة، بل ويلوم على الإعلام الرياضي ويتهم بعض الإعلاميين بالتزوير والتشهير، بعد أن أحس بالخطر ورأى عرشه يهتز، ولكن لسان حاله وحال مريديه يقول: الكرسي حلو سكر ولتذهب كرتنا وتطويرها إلى الجحيم.